الشرق أردنيون والإخوان والأزمة السورية ثلاث مخاطر تهدد الملك عبدالله الثاني
اخبار البلد_ علاقة الملك عبدالله
الثاني بقاعدة الدعم الشعبية التي ارتكز عليها لفترات طويلة، (الشرق
اردنيون) الذين ظلوا يشكلون استثماراً ناجحاً له في وجه الاغلبية ذات الأصل
الفلسطيني أثارت اهتمام مجموعة الأزمات الدولية التي مقرها بروكسل ومعهد
واشنطن لدراسات الشرق الأوسط وقيامهما بإعداد تقريرين منفصلين يتناولان
مسألة تأرجح علاقة الطرفين التي باتت برأيهما «مهددة بالتصدع على خلفية
ظواهر التملل التي باتت تخرج من أوساط الشرق اردنيين».
ورأى تقرير حمل عنوان «تسويف الإصلاح في اردن منقسم على نفسه» أعدته
مجموعة الأزمات الدولية «ان الشرق اردنيين ظلوا يشكلون قاعدة الدعم لنظام
لعب على مخاوفهم من الأغلبية ذات الاصل الفلسطيني» عازياً دعم هؤلاء للملك
الى تمثيلهم المتميز في مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية وفي المجلس النيابي
عبر توزيع الدوائر الانتخابية بشكل يخدم مصالحهم، «مقابل تعامل تهميشي
واقصائي للأردنيين من اصل فلسطيني والتعاطي معهم في بعض الحالات كخائنين».
الشرق أردنيون
وكشف التقرير ان نفوذ «الشرق اردنيين» تعرض لاهتزازات كبيرة بسبب برامج
الخصخصة التي نفذتها الحكومة وتنامي ظاهرة الفساد وتركز الموارد في أيدي
نخبة جديدة تسيطر على القطاع الخاص تحظى بامتيازات خاصة وحظوة لدى القصر
الملكي.
لم يعد بمقدور النظام الملكي وفق التقرير استغلال الانقسامات بين الطرفين
كما كان في الماضي وجعلها اداة لاحتواء الاحتجاجات لأن تحالفات جديدة نشأت
عابرة للهويتين وتمركزت حول مطالب الإصلاح السياسي، ما ينبئ بعدم امكانية
استخدام الهويات الفرعية لأهداف سياسية بشكل مطلق وتناول التقرير الخوف
المتنامي من الإسلاميين في الأردن وعزاه الى محاولتهم استغلال التمييز الذي
يعاني منه الاردنيون من اصل فلسطيني تأريخيا وبمساعدة «حماس» للاستفادة من
تنامي نفوذ الإخوان ووصولهم الى الحكم في دول عربية»، ما دفع الملك الى
تشديد خطابه ضد إسرائيل وسياسات الاستيطان وتعزيز علاقاته مع تركيا وحركة
حماس لكسب رضى الأغلبية السنية».
الإخوان
وفي تقريره الذي أعده المحللون روبرت ساتلوف وأندرو تابلر وسايمون
هندرسون اكد معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى «ان السخط بين اهل الضفة
الشرقية التقليديين والمطالب المتصاعدة بالتمثيل السياسي التي يصر عليها
الإخوان المسلمون يمثلان تحدياً خطيراً للعاهل الأردني على خلفية الأوضاع
الاقتصادية المتفاقمة في المملكة».
ويخلص المحللون الثلاثة الى أن حل المشكلة الشرقية ليس صعباً بالقدر الذي
تمثله مشكلة الإخوان التي لا تكفي قدرات النظام على احتوائها كونها تستمد
تأثيرها وقوتها من تطورات مصر وتونس والأسلمة المحتملة للمعارضة السورية،
مشيرين الى «ان استراتيجية الحكومة الأردنية الآن تتركز على دمج الذراع
السياسي للإخوان (جبهة العمل الإسلامي) مع النظام السياسي في فترة زمنية
سريعة واجراء انتخابات بمقتضى قانون انتخابي معدل في غضون الأشهر القريبة
المقبلة».
ويشدد المحللون الثلاثة على ان تطورات الأزمة السورية ستكون لها تأثيرات
مباشرة على الأردن، وهو ما يطرح تساؤلات جدية عن الطريقة التي ستتعامل بها
عمان مع هذه القضية لاسيما ان هناك معلومات مفادها ان السعودية تمارس
ضغوطاً كبيرة على الملك لتمرير السلاح الى المعارضة السورية.