إنها "إسرائيل" يا فضيلة الشيخ


لقد طالعتنا الصحف مؤخرا عن لقاءات جرت في الولايات المتحدة الأمريكية أم الحريات وحقوق الإنسان وراعية الديمقراطية والساعيه لنشرها بكل العالم ...وهذا ما شاهدناه منها في حروبها التي شنتها رحمة بالشعوب وخوفا عليهم من الديكتاتورية والقمع... إنها صاحبة المواقف المشرفة مع العدو الدائم والأول لأمة العرب والإسلام العدو الصهيوني الماكر الحاقد... هذه اللقاءات والتي تناقش موضوع وصول الإسلاميين للسلطة والتي جمعت بين قيادات من الإخوان المسلمين في العالم العربي وكان من بينهم بعض القيادات التي تسلمت زمام الحكم عقب الثورات العربية التي لم يحصد من قام به أي شيء تقريبا باستثناء التخلص من حكامهم وطغاتهم في حين لم يتغير شيء ملموس في هذه الدول... ما يهمنا إن صح الخبر بكل تأكيد هو تصريح أحد المشاركين الأفاضل وقوله إنه لا يوجد مشكلة بيننا وبين الكيان الصهيوني الذي طالما سمعنا من فضيلته ومن والده ومن إخواننا المسلمين الخطب الرنانة حول هذا العدو وحقده على أمتنا وديننا ووحدتنا ناهيك عن إحتلاله وسلبه لأقدس أراضينا... وحفظنا جيدا تهم التخوين لبعض الحكام الذين يقفون صفا واحدا تقريبا هم وهذا العدو المغتصب...وهذا كلام غاية في الصدق بكب تأكيد... ولكن يقول فضيلته إذا أعاد هذا العدو اللاجئين وأوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني تنتهي مشاكلنا معه... وقال عطوفة المهندس أنه ليس هناك بيننا وبين اليهود أي مشاكل وهذا خلط واضح بين اليهود كأتباع ديانة سماوية وبين كيان صهيوني غاصب دنس أرضنا وانتهك حرماتنا وشرد الملايين من إخواننا وشق صف وحدتنا المهزوزة أصلا...مشكلتنا فضيلة الشيخ مع هذا الجسم السرطاني المزروع بيننا هي مشكلة وجود وليست مشكلة لاجئين ومعتقدات وحدود وأسرى... مشكلتنا معه أنه يسلب أرضنا ولا يتم حل مشكلتنا معه إلا بعد أن يقوم بإعادة ما نهبه وسلبه وبعد أن يعوض من قتل وشرد وسجن... كلنا نحب الحرية وكل شريف حر يسعى إليها... وكلنا يسعى للديمقراطية والتخلص من بعض الأنظمة البالية التي فسدت وأفسدت أو إصلاح ما يمكن إصلاحه من بعضها الآخر ... ولكن من وجهة نظري أقول لعنات الله المتتابعة على حرية أدخلها من باب مدحي لعدوي أو تغيير قواعدي الراسخة النابعة من عقيدة سليمة وإيمان نقي وليس عادات دخيلة علي أو وجهات نظر من أجل عرض رخيص وهنا تحديدا أتحدث بشكل عام وليس عن فضيلة الشيخ الذي أحترم ولا عن غيره... ولكنه القهر الذي يخيم على أفكاري بسبب إصرار بعض التيارات أن يربطوا بين ثورات قامت من جياع يبحثون عن الحرية والكرامة والحياة الكريمة وأبسط الحقوق الإنسانية وبين تجاهل قضيتنا المركزية ووجعنا القديم المستمر إلى ما شاء الله وهو إغتصاب فلسطين... ولكني أسأل الله أن يحقق حلم كل غيور على هذا الدين وعلى هذه الأمة بأن تكون الثورة القادمة بعد التخلص من الحكام الدمويين هي ثورة ضد المحتل الصهيوني الغاشم... وأدعوه جل في علاه أن يحفظ أردننا الغالي وأن يبعد عنه كل فتنة تطل برأسها عليه وعلى سائر بلاد المسلمين وأن يفرج عن أهلنا في شام العروبة والتاريخ إنه مولانا نعم المولى ونعم النصير.


Abomer_os@yahoo.com