بشار يسقط في امتحان الوحدات.. المختار أمام اختبار "التطبيع" وشلباية "صانع الملوك" !!



محمد نبيل - في قلب الأحداث التي عصفت بنادي الوحدات في الفترات السابقة ووسط فرحة النادي بتأهل فريق كرة القدم الى الدور الثاني من بطولة "دوري أبطال آسيا 2"، تلاطمت الأمواج السياسية والرياضية بشكل غير مسبوق، ليشهد النادي العريق واحدة من أكثر الانتخابات إثارةً، بعد سقوط إدارة بشار الحوامدة، التي واجهت العديد من التحديات والقرارات المثيرة للجدل، وعودة يوسف الصقور "المختار" ليتربع على عرش "الأخضر" والذي انتزع رئاسة النادي في لحظة فارقة اعادته الى القمة من جديد بعد أحزان الانتخابات السابقة والتي خسرها في مناسبتين قبل حل الادارة وبعد حلها.

فترة الحوامدة لم تكن تقليدية،  بدأها بحماسة كبيرة، لكنه وجد نفسه في مواجهة استياء جماهيري متصاعد، بسبب بعض قراراته  التي أحدثت انقساماً حاداً، بدءاً بإلغاء نشاط كرة السلة الذي شكّل صدمة لجماهير النادي، مروراً برفع رسوم العضوية إلى مستويات غير مسبوقة، وصولاً إلى خلافاته مع مجموعة "وحداتي" الجماهيرية التي لم تغفر له موقفه إزاء قضية مقاطعة المدرجات لدعم غزة، حيث بدا الحوامدة في كل خطوة يخطوها وكأنه يبتعد تدريجياً عن نبض الجماهير التي طالما اعتبرت نادي الوحدات أكثر من مجرد فريق كرة قدم، بل رمزاً لهوية وطنية ومجتمعية.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فريق كرة القدم، الذي يعد القلب النابض للنادي، لم يحقق لقب الدوري الأردني طيلة فترة الحوامدة، وعلى الصعيد الرمزي، اتُّهم بنقل هوية النادي بشكل غير مباشر من مخيم الوحدات، المقر التاريخي والرمزي للنادي، إلى غمدان، في خطوة أثارت حفيظة الجماهير، حيث أسهمت كل هذه العوامل في صنع حالة من الترقب قبل بدء الانتخابات التي أفرزت المختار رئيساً جديداً.

زياد شلباية، الذي يوصف بأنه "أقوى رجل في تاريخ إدارات الوحدات"، دخل على خط المنافسة كحامل لمفتاح التغيير.. هذا الرجل الذي دعم الحوامدة سابقاً وضمن له الفوز في الانتخابات الماضية، قرر قلب المعادلة في اللحظات الأخيرة، بانضمامه إلى كتلة يوسف الصقور، وحسم الأمور قبل أن تبدأ، وأحدث زلزالاً داخل النادي أطاح بآمال الحوامدة في إعادة ترتيب أوراقه،ليعود المختار كـ"الفاتح"  محاطاً بحلفاء أقوياء، ليعلن عن مرحلة جديدة في تاريخ النادي.

فوز الصقور كان لحظة فارقة، فالجماهير التي لطالما انتظرت هذا التغيير، رحبت به بحماس شديد، وهو المعروف عنه بقدرته على التعامل مع الأزمات، ولم يُضِع الوقت في تقديم خطوات تعكس تفهمه لتطلعات الجماهير، فأعاد نشاط كرة السلة، وأطلق وعوداً بإعادة النظر في رسوم العضوية، مع فتح الباب للانتساب بشكل دائم.

لكن مسرح أحداث الوحدات لم يهدأ بعد.. قرعة "دوري أبطال آسيا 2" وضعت الصقور أمام اختبار جديد مشابه لما واجهه الحوامدة، الفريق سيواجه شباب أهلي دبي الاماراتي مرة أخرى، والذي يلعب في صفوفه لاعب يحمل الجنسية الإسرائيلية، مما سيعيد إلى السطح قضية التطبيع التي شغلت الشارع الأردني سابقاً، لتجعل قرار الصقور بشأن هذه المباراة كبوصلة لملامح العلاقة بينه وبين الجماهير، وسيكشف عن مواقفه في هذه اللحظة الحرجة.

نادي الوحدات، حيث تتداخل الرياضة مع الوطنية، والقرارات الفردية مع طموحات الجماهير، يبقى دائماً مرآة تعكس صراعات وآمال مجتمع كامل، ويتصدر دائماً محركات البحث  نظراً للأحداث الكبيرة التي تحصل في أروقته، ونظراً لقاعدته الجماهيرية الهائلة في الأردن وخارجه.. سننتظر ما ستحمله لنا دهاليز الوحدات في الأيام المقبلة مع قرارات "الريس" الجديد المختار.