"مين الي بقول انه الشعب السوري فرحان ؟".. الساحات الفارغة تفضح كذبة الاعلام "الأصفر"
خاص - بدايةً، نحن لا ندافع عن أحد ولا نقف مع أحد، لكننا نقف مع الوحدة السورية ومع الأرض والوطن ومع المقاومة.
وفي خضم هذه الحرب التي تعصف بسوريا منذ أكثر من عقد، يحاول إعلام "أصفر"، يدار من عقل المخابرات الأمريكية وبأسلوب غربي متقن، أن يضخم ويفبرك احتفالات وهمية وينسبها إلى الشعب السوري، ويروج كذباً بأن السوريين خرجوا للترحيب بـ"الثوار"، الذين في الحقيقة ينتمون إلى جماعات سلفية إرهابية تكفيرية.
لكن المتتبع للساحات والمراقب لحركة المواطنين السوريين سيكتشف حقائق مغايرة تماماً، فالساحات والميادين السورية لم تشهد اطلاقاً توافداً بالملايين أو حتى بمئات الآلاف من المواطنين كما رأينا في دول أخرى خلال موجة الربيع العربي، بل كانت الساحات السورية شبه خالية، ولم يتجاوز الوافدون إليها بضع مئات، معظمهم أعضاء تلك الجماعات الإرهابية نفسها، التي استباحت الأرض السورية وحاولت فرض واقعها المتطرف بليلة وضحاها بل حتى أنها جاءت على أساطيل العدو الذي لا يريد خيراً في هذه الأرض.
الشعب السوري الحقيقي يقبع بين أنقاض البيوت التي دمرتها الحرب، وبين أصوات الرصاص والقذائف التي مزقت أوصال وطنه، إنه الشعب الذي هُجّر من دياره قسراً، والذي فقد أبناءه وأهله في معارك لا ناقة له فيها ولا جمل.
فأين هو من هذه المسرحيات الإعلامية التي تُبث على شاشات موجهة لتخدم أجندات خارجية؟
هذا الشعب ليس في الساحات المزيفة، بل هو في مخيمات اللجوء، وفي صفوف المدارس التي باتت أحلام أطفاله فيها مجرد رفاهية.
إن محاولات تصوير هذه المشاهد وكأنها "إرادة شعبية" لا تعدو كونها جزءً من حرب نفسية تمارسها أدوات الإعلام الغربي والموجهة، والهدف منها هو شرعنة جماعات مسلحة صنفت عالمياً بأنها ارهابية، لكن عندما يتعلق الأمر بسوريا، فجأة تصبح هذه الجماعات "ثواراً" و"محررين".
الحقيقة التي لا يريد الإعلام المغرض الاعتراف بها هي أن الشعب السوري منهك، متعب، وممزق بين رغبة في السلام وخوف من المستقبل، هذا الشعب يريد أن يعيش، لا أن يُستخدم كوقود في حرب الدول العظمى، فالشعب السوري هو الضحية الأولى والأخيرة في هذه المعادلة، وهو الغائب الأكبر عن كل تلك الصور المفبركة التي تحاول رسم واقع غير موجود.
إن المعركة التي تجري على الأرض السورية ليست فقط معركة عسكرية، بل هي أيضا معركة إعلامية بامتياز، في هذا المشهد المظلم، فسوريا اليوم ليست بحاجة إلى مزيد من الفتن والمؤامرات، بل إلى قوى تجمع شتات الوطن، تعيد بناء الجسور بين أبنائه، وتعيد للسوريين حقهم في الحياة الكريمة بعيداً عن كل هذه الأجندات التي لا تخدم إلا من يمولها ويديرها.