على طريقة داعش.. أول إنجاز لهيئة تحرير الشام حرق قبر حافظ الأسد.. فيديو
في خطوة أعادت إلى الأذهان ممارسات تنظيم داعش، قامت هيئة تحرير الشام بإحراق قبر الرئيس السوري السابق حافظ الأسد في مسقط رأسه بمدينة القرداحة هذه الحادثة، التي وُصفت من قبل البعض بأنها "إنجاز"، تفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول توجهات الهيئة وأهدافها، خاصة في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها سوريا.
ما قامت به الهيئة لا يمكن قراءته سوى في سياق فكر متعفن لا يعبر عن روح الدين أو أخلاق المجتمع المدني فبدلاً من أن تواجه إسرائيل، التي تنتهك السيادة السورية مراراً وتكراراً، نجدها تركز حقدها على جثة قد تحللت منذ سنوات طويلة.
مع استمرار الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية، كان المتوقع من هيئة تحرير الشام أن توجه جهودها نحو الدفاع عن البلاد ضد العدوان الخارجي أو تقديم رؤية وطنية تعزز صمود الشعب السوري في وجه التحديات لكن بدلاً من ذلك، اختارت الهيئة استهداف قبر لرجل فارق الحياة منذ أكثر من عقدين، في فعل لا يمكن وصفه إلا بالعبثي والمتخبط.
هذا الفعل الذي يعكس إرث الفكر الجهادي التكفيري السلفي يتجاوز كونه مجرد استهداف لشخص حافظ الأسد، بل يعكس منهجاً يركز على بث الكراهية ونبش الجراح القديمة إنه فكر يرفض كل أشكال الحياة المدنية ويتجاهل تعاليم الدين الإسلامي التي تحض على احترام الموتى وعدم العبث بقبورهم.
نبش القبور وحرقها هو سلوك لا يمت بصلة للدين الإسلامي ولا للأعراف الإنسانية فقد جاء في الحديث النبوي الشريف: "كسر عظم الميت ككسره حياً" (رواه أبو داود وابن ماجه)، وهو تحذير واضح من المساس بحرمة الموتى أو انتهاك كرامتهم ومع ذلك، يبدو أن هيئة تحرير الشام اختارت أن تتبنى منهجاً يتماشى مع أكثر التيارات تطرفاً وتخلفاً.
إذا كانت هذه هي "إنجازات" هيئة تحرير الشام اليوم، فماذا يمكن أن نتوقع منها في المستقبل؟ يبدو أن هذه الأفعال تشير إلى أن الهيئة لا تحمل أي مشروع وطني حقيقي، بل تستمر في تغذية الفتن الداخلية وضرب ما تبقى من النسيج الاجتماعي السوري.
في وقت تحتاج فيه سوريا إلى تكاتف أبنائها لمواجهة التحديات الكبرى، تستمر بعض الأطراف في تبديد الجهود في معارك جانبية لا طائل منها، تاركة الوطن رهينة للانقسامات والتطرف.