اقول وفي نفسي لوعة وشجون....على مصر قلبي اليوم مفتون....فداكي نفسي يا مصنع الرجال....وفي ثراك عبق التاريخ مدفون....ياأم جمال ابا العروبة وفارسها.... وجدة كل من للمجد راجون....كيف حالك...وانتي اليوم اسيرةٌ....وكرسي الرئاسة بين جاهل او طامع مرهون....فلول هاهنا....واخوانٌ هناك....واحرارٌ فرّقتهم ريبة وضنون....كيف الخلاص لثورة قد خطفت....وسدنة المجلس...بها...صابئون.
ربما ان لغة التحليل والكتابة قد عجزت عن فهم الواقع السياسي المصري...واصبح القلم يتلكأ مللاً وهو يسطّر حروف ما تعكسه الاحداث على ساحة السياسة المصرية!!!
والسبب ان تلك الاحداث تدور في دوامة تتسع دوائرها وتضيق في نسق غير مفهوم....ويقع في وسط هذه الدوامة المواطن المصري البسيط والذي والى الان لم يجد مخرجاً يفرّج عنه ضنك العيش او كربة المعيش او حتى على الاقل افقاً بعيداً يداعب احلامه ويخاطب طموحاته البسيطة جداً.
ويدور حول تلك الدوامة سؤالٌ كبير مضمونه
هل هي دوامة مقصودة ام انها مسار طبيعي للاحداث؟
وطبعا الاجابة على هذا السؤال تنحصر بين خيارين الاول انها طبيعية...واما الثاني فهي مقصودة ومبرمجة!!!!
وحتى نصل الى الاجابة الاقرب للصواب فلا بد من ان نبحث في الاثر والنتائج التي ترتبها هذه الدوامة على خيارات المواطن المصري البسيط السياسية سيما وان البسطاء من المصريين يشكلون اغلبية الشعب المصري وهم في النهاية من يقررون ومن خلال صناديق الاقتراع من سيحكم مصر.
ويتلخص اثر تلك الدوامة فيما يلي:
*لا شك ان حالة عدم الاستقرار الامني والاقتصادي وضبابية الموقف السياسي قد خلقت حالة من الحيرة والخوف والذهول في نفس المواطن البسيط...
*هذه الحالة سوف تؤدي بالضرورة الى تضييق خياراته السياسية وحصرها بين الاحزاب الاكثر تنظيماً (الاسلامية) او اصحاب الخبرة في الحكم (فلول مبارك).
* ان المفاضلة بين الخيارين في ظل التاريخ السياسي للحركات الاسلامية في مصر والذي تلخصه محطات رئيسية لا زالت في ذاكرة المواطن المصري فهي (نشأت في عهد فاروق وحالفته وانقلبت على جمال عبد الناصر وقتلت انور السادات واتبعت نهج التشدد والارهاب في عهد مبارك)
هذا بالاضافة للمساعدة الخارجية سوف تميل لصالح الخبرة في الحكم (اي الفلول).
وعليه فإن هذا الاثر يرجح نظرية المؤامرة ويجعل الاجابة على السؤال ان هذه الدوامة مقصودة ومصنوعة بأيدي مصرية وبامتياز امريكي.
قيس عمر المعيش العجارمه