احترموا تواقيعكم يا نواب الامة

احترموا تواقيعكم يا نواب الأمة

(مذكرات نيابية ... مذكرات للنسيان)

إخوتنا نواب الأمة مذكراتكم ليست مُذَكِّرَة ولا مفكرة ولا هي دفاتر يدون فيها أصاحبها خواطرهم وسيرة حياتهم أو مواعيدهم يوما بعد يوم. ولا هي ورقة صادرة عن محكمة أو جهة رسمية تكلف رجال الأمن إلقاء القبض على أحد المتهمين.

إنها بيان مجمل أو مفصّل تصوبون فيه بعض المسائل المتعلقة بحياة البشر والتي ستنصف وستنقذ أناس من الظلم ، لماذا حولتموها إلى ذكريات وخواطر وسيرة حياة ، إنها تقرير موجز يعترض على خطأ، أو انتهاك للقانون أو لإحقاق الحقوق او لتصحيح مسار فيه عوج ، إنها ليست ذلك المنجنيق الذي كان يعبئ بالحجارة ويقذف تلك الحجارة لتطاير على رؤوس وأجساد من يعيش في ذلك الحصن ، مذكرات نوابنا التي لا نعرف لها تعريف لغوي أو حتى معنى فهي تكتب ويوقع عليها عدد كبير من النواب وأحيانا تذيل بتوقيع أكثر من نصف أعضاء المجلس ولكل مجموعة من النواب مذكرة بحيث أن كل النواب وقعوا على مذكرات مختلفة التنويه أو الاعتراض ، الغريب العجيب في الأمر أن هذه المذكرات تنشر في وسائل الأعلام ثم ينساها السادة النواب بعد ساعات قليلة من توقيعها وفي فترة زمنية قصيرة جدا تذهب إلى الأدراج والملفات وتخزن ..كيف يتم توقيع هذه المذكرات ومن المسئول عن خط سير إجراءاتها ولماذا تختفي ومن له الحق بإخفائها أم أنها فعلا مذكرات عظماء يوقع عليها للتاريخ فقط وتسجيل المواقف أم الخطأ في النواب الذين يعملون بطريقة الفزعة ....

أهم صفة في رجل الدولة و السياسة أن يحترم توقيعه ويعرف على ماذا يوقع ،عشرات المذكرات سمع عنها المواطنين عند توقيعها وكتب الإعلام عن عدد الموقعين عليها وبنيت عليها الآمال والأحلام لعدد كبير من المواطنين ثم فجأة تختفي تلك المذكرات المذكرة تلو المذكرة بحجج إما قانونية أو إدارية أو بقوة شخص يحكم عمل المجلس ويتحكم في أعضائه لو أن هذه المذكرات وقعت لإسقاط حكومة كاملة أو وزير لأسقطته ، و تكرر اختفاء المذكرات واختفاء قضاياها وكان أهم هذه المذكرات ثلاث مذكرات وقعت من السادة النواب حول قانون المالكين والمستأجرين وطلب تعديل مواد على هذا القانون إلى أين ذهبت هذه المذكرات وغيرها ، والتي تحدثت حول عدة قضايا تحت القبة لكننا لم نسمع عن مذكرة واحدة نوقشت أو تم احترام توقيع النواب عليها ، ما هي حقيقة المذكرات النيابية وما مدى قانونيتها وما هو تسلسل اجرائاتها ولماذا أصبحت كوعود النواب خلال حملاتهم الانتخابية وهل هي أسلوب لتهدئة الشارع ورفع العتب أم أن السادة النواب ليس لديهم قرائن عند التوقيع على هذا الكم الهائل من المذكرات لتصبح مذكراتهم مذكرات جيب أي دفتر صغير يدونون فيه ما ينبغي أن يتذكروه خلال جلسات المجلس من مواعيد وعناوين غالبا ما تنسى في جيب سياراتهم الفخمة التي تنتظرهم أمام المجلس .

وختاما أقول أصبحت مذكرات مجلس النواب بلا هيبة ولا معنى ولم يعد يعول عليها ..

عامر المصري - العقبة