تحويل مقبرة عسقلان الإسلامية لموقف سيارات

حوّل مستوطنون يهود في مدينة عسقلان الفلسطينية التاريخية في الأيام الأخيرة، المقبرة الاسلامية في المدينة إلى موقف سيارات، بعد أن فتحت البلدية الإسرائيلية في المدينة بجوار المقبرة سوقا شعبيا.

وقالت صحيفة "معاريف" في تقرير لها، إن تجار السوق وكذا العديد من رواد السوق الذين يصلون اليه بدأوا يوقفون سياراتهم داخل منطقة المقبرة المجاورة، في ظل التجاهل التام لقدسية المكان.

وتقول الصحيفة، إن المشهد الحاصل، أثار حتى إسرائيليين في المدينة، ومن بينهم طوفا غلوست التي قالت للصحيفة، إنها انزعجت لرؤية تحول أرض المقبرة الى ساحة لايقاف السيارات وقررت استدعاء البلدية.

وتقول غلوست، إن البلدية باشرت في زرع أشجار لتحيط في المكان، بهدف منع السيارات، إلا أن هذا لم يمنع استمرار تدنيس المكان، الذي ما تزال فيه عشرات القبور والشواهد، من قبل العام 1948، وقالت، إنه "حاليا تقف السيارات في المنطقة التي كانت مدخل المقبرة وليس على الشواهد بعد"، ولكنها حذرت من أنه لن يبعد اليوم الذي ستوقف فيه السيارات على جثث المسلمين المدفونين في المكان. 

وقالت غولست "صحيح، هذا ليس قبرا يهوديا، ولكنه ما يزال قبرا. لاسفي، يبدو أنه الى أن يأتي العرب ويتظاهرون، لن يجدي أي شيء نفعا، وخسارة، الان يمكنهم أن يقولوا ان اليهود لا يحرصون على الاماكن التي فيها رموز اسلامية، ولا حتى على القبور".

وكانت مقبرة عسقلان تخدم اهالي المدينة الفلسطينية، والقرى المجاورة، مثل قرية المجدل، وكانت محاطة بسوق تم تدمير معظمه على مر السنين، بسبب رفض السلطات الاسرائيلية صيانة المقبرة، في مدينة بات كل سكانها من المستوطنين الإسرائيليين.

وقال عضو الكنيست جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي، إن السلطات الإسرائيلية سمحت بانتهاك حرمة مقبرة عسقلان، وسيان كانت تفعل ذلك بواسطة جرافاتها أو مركبات المستوطنين اليهود في المدينة. وأضاف أن "مصير عسقلان هو نموذج لتعامل إسرائيل مع فلسطين ومعالمها الحضارية والثقافية والدينية".

وأشار زحالقة إلى أن بلدية عسقلان قد عملت على مدى سنوات طويلة على محو الطابع التاريخي الفلسطيني لهذا البلد العريق. كما أشار زحالقة إلى أن مقبرة عسقلان تحديدا لها أهمية تاريخية كبيرة. ووجه زحالقة رسالة عاجلة إلى بلدية عسقلان وإلى سلطة الآثار، دعا فيها إلى وقف فوري لانتهاك حرمة المقبرة، والسماح للجمعيات الإسلامية بترميمها والمحافظة عليها.

بدوره، هاجم عضو الكنيست أحمد الطيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير، استخدام المقبرة كموقف للسيارات، قائلا "لو تم استخدام المقابر اليهودية في فرنسا كموقف للسيارات لأقامت إسرائيل الدنيا، وإن ما يحدث الآن في عسقلان هو مس بالمسلمين ومشاعرهم".

واضاف الطيبي: لقد امعنت إسرائيل عبر العقود الاخيرة بانتهاك حرمات المساجد والمقابر في كافة ارجاء الوطن ونحن على استعداد لتسييج المقبرة بالتعاون مع جمعية الاقصى لرعاية الاوقاف والمقدسات. واستغرب النائب الطيبي ان الدائرة الاسلامية في وزارة الداخلية لم تقم بواجبها تجاه هذه المقبرة، وأعلن الطيبي أنه اجرى اتصالات مع الوزير المسؤول ورئيس بلدية عسقلان، وأنهما وعدا بحل القضية.