نحن اليوم في حضرة احدى الشخصيات ألاردنية الوطنية النادره والذي زهد في جميع المناصب وطلق الترف والرفاهية وهجر صخب عمان ونفاق صالوتنها السياسيه , اليوم سوف نتذكر المرحوم الفريق قاسم باشا المعايطه رئيس اركان القوات المسلحة السابق.
ولد قاسم باشا المعايطه عام 1923 وبعد ان تلقى تعليمه المتواضع عند بعض الشيوخ التحق بالقوات المسلحه الاردنيه جنديا عربيا حيث كان مشهودا" له ببطولاته على اسوار القدس وباب الواد وشارك في معارك 48 و67 و73 ,وفي الحوادث الامن الداخلي عام 70 فجع قاسم باشا بأستشهاد نجله.. وفي عام 1974 احيل على التقاعد ليبدأ قاسم باشا رحلة العطاء مرة اخرى من قريته(بتير) وادي بن حماد .
عندما تقاعد المرحوم قاسم باشا أدار محرك سيارته الى صوب قريته وعكف على الانتساب الى أرضه لزراعتها والاشراف شخصيا عليها وفي اول يوم من تقاعده ارتدى ملابس العمل الزراعي وانتعل الحذاء الساق الطويل( الكزمه) وتسلح بالادوات الزراعية البسيطه وبدأ يعزف لحن الانتماء للارض بعد ان عزف على بندقيته اثناء خدمته في القوات المسلحة الاردنية لحن البطوله والشجاعه والشرف.
يعتبر قاسم باشا المعايطة من رواد مدرسة الشهيد وصفي التل في عشق الارض والانتماء اليها وقد تفرد على غيره من المسؤولين السابقيين والحاليين الذين عرف عنهم السعي وراء الامتيازات الخاصة والمناصب ومناكفة الدولة كما عمل الكثير لتحقيق مآربه الشخصيه .
لقد عرف عن المرحوم قاسم باشا تواضعه وعصاميته , فقد روى ان احد المواطنيين حضر اليه طلبا للمساعده وعندما شاهد قاسم باشا على ارض الواقع في مزرعته قال بعفويته( انت بدك مين يساعدك) .
أن الحديث عن قاسم باشا يطول شرحه فقد كنا نشاهده وهو يداعب اشجاره واشتاله وينسج قصة حب جميلة نادرة في الانتماء للارض , وهناك في الطرف بعض اصحاب الدوله والمعالي والعطوفه والبشوات في بذلاتهم الايطاليه يتربعون على الشركات والاستثمارات التي سيطروا عليها اثناء خدمتهم دون اي عناء يذكر.
ان رسالة قاسم باشا ان العمل عباده وان الانتماء للارض هو ارفع الاوسمه وان عشق الوطن ليس بالتصفيق والهتاف والجلوس بالصف الاول والظهور الاعلامي فقد كان رجالات الاردن السابقيين لا يتحثدون باليوم الا بعض الكلمات ولكن كانت تعادل كل الكتابات والمقالات والندوات وجلسات النواب .
من مثلك ايه الزعيم ونحن نفتقدك في هذه الايام في ( زمن غصت الساحات بالاقزام ) الذين سرقوا ونهبوا الاخضر واليابس , نترحم عليك كل طالع شمس ونذكرك في مجالسنا بانك كنت حاله خاصة لا تتكرر وصاحب عقيدة قتالة وعمل ولم تكن من الذين تخصصوا من بشاوات اليوم بعقيدة الفساد اثناء خدمتهم وبعد التقاعد تخصصوا بالعطوات والجاهات وشراء الذمم وطرق ابواب القصور والمكاتب لادامة وجودهم في ساحة الفساد نسئل الله ان يتغمدك بواسع رحمته انه سميع مجيب الدعاء