القدس تناديكم ايها العرب

تصبحين على خير يا أمي.. خرجت تلك العبارة قلقة من فم طفل لم يتجاوز السادسة من عمره، وهو متجه إلى فراشه..


"ترى.. هل سأصبح لأرى أمي غداً”؟! اجتاحته هذه الفكرة فجأة، ثم لم يلبث أن نفضها عنه ولم يبال بها, وآوى إلى فراشه وغط في سبات عميق..


وفجأة دون سابق إنذار، انهال كمٌّ هائل من الصواريخ والقنابل على ذلك المنزل الذي يقطن فيه الطفل؛ فانهار السقف والجدران على كل من فيه وما فيه.. انتهى كل شيء, ولم يبق سوى الأنقاض والجثث.. جثث الشهداء.


إن هذا هو حال إخواننا في فلسطين.. أرض الإسراء والمعراج.. أرض الأنبياء.. فأين السلام؟!


أين السلام الذي يدَّعون؟!


أهو ذلك الذي يهاجم الأطفال والنساء والشيوخ في منازلهم وهم نيام؟!


أم الذي يقتل الأبرياء في الشوارع بمدافع الدبابات؟!


أم هو ذاك الذي اغتصب أرضاً ليس له حقٌّ فيها, واتخذها مسرحاً لجرائمه؟!


إنه الإجرام لا السلام.. نعم إنه الإجرام بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني الإرهاب والقتل والاغتصاب..


الإجرام هي الكلمة المناسبة التي تفسر ما يحدث على أرض فلسطين.. تلك الأحداث التي تدمي القلب، وتُفجِّر براكين الغضب في النفوس، لتجري حمم الغضب في العروق..


وانتفضت الأرض وصرخت وأنَّت.. ولكن هل ستنهار؟! هل سيتوقف نبض الشهادة فيها؟! هل سترضى بالذل والهوان أمام شعب غاصب لا تعرف قواميسه معنى لكلمة الرحمة؟!


لا.. لن ترضى أرض فلسطين بذلك وبين أكنافها الشعب الفلسطيني الجبار الصامد المرابط لحماية أرض الديانات..


فأين العرب من كل هذا؟! أين ساسة العرب؟! أين أنتم يا أبطال (رمضان)؟! أين أنتم يا أبطال (الكرامة)؟! أين أنتم يا أحفاد أين صلاح الدين؟!


أين أمجادكم وأمجاد آبائكم وأجدادكم؟! أين كرامتكم؟!


لقد تركتم هذه الحثالة (الشارونية) تدوس كرامتكم وتنتهك عرضكم وتدنس مقدساتكم..


فماذا أنتم فاعلون إزاء هذه الجرائم (الشارونية) الخسيسة؟!


ماذا أنتم فاعلون إزاء اغتصاب أراضي إخواننا في فلسطين؟!


إلى متى هذا التقاعس والسكوت؟! إلى متى؟!


أنتركهم يغصبون العروبة مجد الأبوة والسؤدد؟!


طبعا لا, فلا بد أن يظهر ذلك النور ليمحو الغشاوة عن أعين الضعفاء، وينير طريق الجهاد لتحرير الأرض المقدسة من دنس اليهود الغاصبين..


ليعود الأذان ويتردد صداه عالياً في سماء فلسطين الحرة.. ونصلي في ساحات المسجد الأقصى, ويستيقظ الأطفال على زقزقة العصافير لا تحت الأنقاض.. فإلى أمل قريب بنور الإسلام بإذن الله..