إلى مدير السير: ماذا عن بقية المركبات التي لم تفحص بالحملة الشتوية؟


بدأ الشتاء بأمطاره وبرودته، ومعه عاد شبح الحوادث المرورية ليُخيم على طرقاتنا، محمّلًا بالخسائر البشرية والمادية شهد يوم أمس مشاهد عديدة من الانزلاق والاصطدام، مشاهد أصبحت مألوفة في كل موسم شتوي، رغم الوعود الرسمية باتخاذ التدابير اللازمة لضمان السلامة والسؤال الذي يفرض نفسه: ماذا عن المركبات التي لم تشملها الحملة الشتوية؟


أعلنت مديرية الأمن العام عن فحص أكثر من نصف مليون مركبة ضمن الحملة الشتوية، وأكدت أن 85% منها اجتازت الفحص بنجاح هذا الرقم يبدو كبيرًا، لكنه يكشف في الوقت ذاته عن فجوة خطيرة: أين هي بقية المركبات التي تجوب الطرقات؟ ماذا عن السيارات التي لم تخضع للفحص الفني؟ وهل يُعقل أن يُترك أصحابها دون أي متابعة أو محاسبة، بينما الطرقات تتحول إلى ساحات للحوادث؟


الأرقام الرسمية تُطمئن على الورق، لكنها لا تعكس الواقع المرير الذي يعيشه المواطنون يوميًا على الطرق، إذ أن أي مركبة غير مفحوصة تعني خطرًا متحركًا على الجميع، خاصة في فصل الشتاء حيث الأمطار والانزلاقات والضباب عوامل تزيد من احتمالية وقوع الكوارث.


رغم أهمية الحملة الشتوية التي أطلقتها مديرية السير، إلا أن نتائجها تُثير التساؤلات فإذا كانت الحملة قد استهدفت نصف مليون مركبة فقط، فكم عدد المركبات المتبقية التي لم يُلقَ عليها الضوء؟ وما هي الخطة لضمان سلامة هذه المركبات؟

ما حدث من حوادث مؤسفة في الأيام الماضية يُظهر بوضوح أن الجهود الحالية ليست كافية فالسلامة على الطرق تتطلب أكثر من أرقام وإعلانات، بل تحتاج إلى عمل جاد ومتكامل يضمن أن تكون جميع المركبات على الطرق مُجهزة للتعامل مع تحديات الشتاء.