رئيسة بلدية أمستردام تقف في وجه الصهيونية واليمين المتطرف
شهد البرلمان الهولندي يوم أمس الأربعاء مواجهة حادة بين أنصار إسرائيل والمدافعين عن الفلسطينيين جراء المواجهات التي وقعت الأسبوع الماضي في أمستردام بين مشجعين إسرائيليين وأفراد الحالية وأغلبهم من المغاربة، وبدأت أصوات ترتفع للمطالبة بتسمية أحد الأحياء بباب المغاربة تيمنا بباب المغاربة في القدس.
وخلال المباراة التي جمعت بين فريق أجاكس أمستردام وضيفه مكابي تل أبيب الإسرائيلي، قام مشجعو الفريق الإسرائيلي قبل وبعد المباراة بتمزيق الأعلام الفلسطينية وتهديد العرب بالموت، فيما تصدى أبناء الجالية الإسلامية للمشجعين، ووقعت أحداث عنف كبيرة.
ومن أبرز ردود الفعل، تلك التي صدرت عن نجم المنتخب المغربي حكيم زياش الذي نشر فيديو عبر خاصية "ستوري” في حسابه في "إنستغرام”، وعلق عليه: "عندما لا يتعلق الأمر بالنساء والأطفال يفرون مسرعين، وستظل فلسطين حرة”، في سخرية من الإسرائيليين الذين لم يستطيعوا المواجهة. ونظرا لشعبيته الكبيرة وتأثيره وسط الجالية، تصب الجهات الموالية لإسرائيل في هولندا غضبها على زياش.
وكانت الشرطة قد اعتقلت 63 من الشباب، أغلبهم من أصول مغربية، واضطرت للإفراج عنهم بعدما تبين أنهم فقط دافعوا عن أنفسهم، وكانت شرطة أمستردام ورئيسة بلديتها قد أكدا أن سبب المواجهات هي استفزازات الإسرائيليين للطائفة المسلمة. ويشن اليمين المتطرف حملة قوية ضد رئيسة بلدية أمستردام فيمكي هالسيما وهي من حزب الخضر التي تواجه الرواية الصهيونية، وتستميت في الدفاع عن الحقيقة بأن الإسرائيليين هددوا استقرار المدينة يوم 7 نوفمبر. وأمام تحرك الدبلوماسيين الغربيين في هولندا للدفاع عن الإسرائيليين، التزمت الدبلوماسية العربية والمسلمة الصمت ولم تندد بالحملة ضد الطائفة الهولندية المسلمة.
واستغل اليمين المتطرف هذه الأحداث ليشن هجمة عنصرية خطيرة على الهولنديين من أصل مغربي وأفراد الجالية المغربية لأنهم يشكلون الأغلبية. وتناول البرلمان الهولندي هذه الأحداث في جلسة خاصة أمس الأربعاء، واستغل العنصري خيرت فيلدرز هذه الأحداث لاتهام الهولنديين من أصل مغربي بالرغبة في القضاء على اليهود، وطالب بنزع الجنسية الهولندية عن "المتورطين” وترحيلهم الى المغرب.
وطالب الناشط الهولندي من أصول مغربية، جمال الدين ريان بضرورة مواجهة العمليات التشويه التي تستهدف بالخصوص المغاربة، واستغربمن جهات تحرك جمعيات شبح تدعي الحديث باسم الجالية المغربية وتدين أحداث 7 نوفمبر لصالح إسرائيل. ويقف الموساد وراء حسابات تدعي الحديث باسم المغاربة والفلسطينيين تحمل مسؤولية 7 نوفمبر الى المغاربة.
ولم تمنع حملة التشويه الطائفة الهولندية المسلمة وعلى رأسها ذات الأصول المغربية من التظاهر في شتى المدن الهولندية طيلة هذه الأيام، ومنها في قلب أمستردام ليلة أمس الأربعاء.
ويردد نشطاء من الطائفة المسلمة الهولندية أنه حان الوقت لتسمية أحد مداخل شوارع أمستردام باب المغاربة تخليدا لمواجهة الإسرائيليين وتمنيا ببا المغاربة في القدس. لأن ما حدث يوم 7 نوفمبر، ينقل الصراع ضد حرب الإبادة وضد الصهيونية الى ملاعب أوروبا ويفضح إسرائيل.