قول واحد

بجملة واحدة اختصر جلالة الملك عبد الله الثاني في الكلمة التي القاها خلال افتتاح مؤتمر القمة العربية الإسلامية غير العادي والذي عقد في العاصمة السعودية الرياض المطلوب من المجتمع الدولي لإنهاء الصراع في المنطقة الذي تفاقم  وزادت  خطورته على السلم الدولي منذ العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي والعدوان الجديد الذي بدأته على دولة لبنان الشقيقة .

جلالته اختصر الواقع المأساوي حين قال في كلمته  لقادة الدول العربية والإسلامية

" لا نريدُ كلامًا نريدُ مواقفَ جادّة وجهودًا ملموسة لإنهاء المأساة وإنقاذ أهلنا في غزّة وتوفير ما يحتاجون إليه من مساعدات "

وهي ذات الرسالة التي كررها جلالته في كافة المحافل الدولية لتحشيد الدول المحبة للسلام للوقوف بوجه غطرسة قادة اسرائيل الذين تمادوا في تحديهم للمجتمع الدولي والقرارات التي اصدرتها كافة المؤسسات الأممية  .

والرسالة هنا ذات مدلولات اخرى خاصة بالدول العربية والإسلامية التي يصل عددها  الى نحو خمسة وخمسين دولة من ضمنها اثنين وعشرين دولة عربية ويشكل سكانها نحو 25 % من سكان العالم ولكل منها خصائصها وامكانياتها المذهلة حيث التنوع في الثروات الطبيعية التي ابرزها  النفط والغاز  الى جانب مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والموارد المائية والثروات معدنية التي يتجاوز احتياطيها ثلث ما تمتلكه باقي دول العالم الأخرى .

المعظلة هنا ان غالبية هذه الدولة ما زالت قاصرة في استغلال ثرواتها أو تسيطر عليها  دول نافذة تتحكم في سياساتها وتعيق تنميتها لصالح شعوبها لتبقى تحت المطرقة خدمة لمصالح تلك الدول ومتى ما خرجت من تحت المطرقة سيكون لها شأن على المستوى الدولي وصاحبة كلمة ولشعوبها فرصة لصناعة مستقبل افضل .

على الدول العربية والإسلامية ان تستفيد من تجارب العديد من دول العالم التي خرجت من سباتها وباتت تدير شؤونها دون وصاية وكذلك تلك التي دخلت في تحالفات مع اخرى من اجل مصالحها وخاصة الإقتصادية عصب الحياة والبناء لتصبح صاحب كلمة في المجتمع الدولي وحينها تستطيع الإصطفاف بقوة الى جانب الدول المحبة للسلام والرافضة للهيمنة والغطرسة كما هي دولة الإحتلال والدول الداعمة لها ليبدأ عصر دولي جديد يتمثل بحماية المؤسسات الأممية لتقوم بدورها ومسؤولياتها دون ( فيتو ) وتبادل المصالح والمكاسب على حساب الدول المستضعفة .

خلاصة القول ان وقف  التصعيد في المنطقةِ وإلزام الكيان الصهيوني بوقفِ عدوانه السافر للحؤول دون حدوث انفجار يؤدي الى حرب عالمية جديدة الذي حذر منهم جلالة الملك مرارا وتكرارا يتطلب من قادة هذه الدول البدء بخطوات ومواقف جادة ليصبح قولهم واحدا وله تأثيره في  المحافل الدولية وأجزم هنا ان شعوبها ستصطف بقوة الى جانب قادتها لتتحرر ارادتهم .