لماذا تجاهل الغرب الفعل الإجرامي للإسرائيليين في “أمستردام” وركز على رد الفعل؟


لا تزال ردود الأفعال على واقعة أمستردام مستمرة وعلى أشدها الجديد اليوم كان في حالة الاستنكار الشديد لما فعله الإسرائيليون الذي بدأوا العدوان. 

ناشطة هولندية علقت على المواجهات التي شهدتها شوارع العاصمة أمستردام عقب مباراة أياكس الهولندي ومكابي تل أبيب الإسرائيلي بقولها إن بعض مثيري الشغب من مشجعي فريق تل أبيب جاؤوا إلى أمستردام لمواجهة فريق أياكس، وكما توقعنا كانوا عنيفين جدا. 

قرابة 200 شخص جالوا الشوارع معا أسقطوا أعلام فلسطين المعلقة في كل مكان رأوها فيها وهناك مقطع لهم يغنون فيه أغنية تقول كلماتها: لم يعد مدارس في غزة لأنهم أحرقوا كل أطفال القطاع. كما هاجموا سائق تاكسي، احتج على أفعالهم. 

الجميع كان على علم بأن هذا سيحدث لأن نادي مكابي تل أبيب أعلن قبل المباراة قبل الوصول إلى هنا، أنهم كانوا سيحضرون معهم جنودا من الموساد، لذلك عرفنا أنهم سيكونون في منتهى العنف.

 وأضافت: ماذا تتوقعون أن نفعل عندما تأتون إلى شوارعنا وتغنون عن إحراق غزة؟ كل هذا قبل المباراة أصلا. بالأمس كانت المباراة وأذكر أنني ذهبت إلى عملي الساعة 9 ونصف صباحا وبينما كنت أقود على طريق سريع، مرت بجواري 5 أو 6 عربات لشرطة مكافحة الشغب التاسعة والنصف صباحا والمباراة كانت بالليل الأوضاع كانت متوترة في المدينة، بعد المباراة كانت المعارك.

 مثيرو الشغب الصهاينة الذين كانوا يشعلون النار في الشوارع؛ لانهم خسروا المباراة 5/0 وقالت إنها لا تزال مستاءة من أياكس لأنهم شاركوا في هذه المهزلة، لكن على الأقل سحقوهم في المباراة.

 وأضافت أن الإسرائيليين كانوا غاضبين بسبب خسارتهم للمباراة، فأتوا إلى وسط المدينة وكانت هناك ردود أفعال وتابعت: بعض المتظاهرين تعاركوا مع مثيري الشغب الصهاينة. لكن مهلا.. في أمستردام مثيرو الشغب الصهاينة يمكنهم عمل كل ما يريدون في شوارعنا..يمكنهم حرق العلم الفلسطينى والغناء لحرق غزة، لكن في تلك اللحظة تظهر قوات مكافحة الشغب! .

 ما حدث في أمستردام كان محور الحديث في الشارع العربي. السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق وجه التحية والتقدير إلي ضمير الإنسانية الحي في أمستردام. وأضاف: لكم منا كل التحية والاحترام. كلمات غير رياضية ما كنت أود قولها ولكن دماء الفلسطينيين تفرضها . من جهته قال الخبير الاقتصادي د.رمزي الجرم إن ما حَدثَ في أمستردام يُعدّ بداية لترسيخ خطاب الكراهية من قِبل الشعوب الحرة ضد الإرهابيين والقَتلة حتى وإن كان الخطاب الرسمي للمسئولين على عكس ذلك .

 ويضيف أن هذا أمر متوقع من دول تابعة لدولة تَخشى من العصا الغليظة التي يُلوح بها الشرطي الأمريكي الذي يدعم مجموعة من العصابات المُجرمة التي تَنتهك كافة أحكام القانون الدولي العام وقرارات محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية؛ بل وقرارات أجهزة الأُمم المتحدة كافة.

 في ذات السياق عبر الكاتب الصحفي الأديب حسين السيد عن سعادته مما حدث في أمستردام بصفته مواطنا عربيا . ويضيف: أحسست بفخر شديد وأنا أرى الجاليات العربية تثأر من مشجعى الفريق الصهيونى الذين استفزوهم وأزالوا الأعلام الفلسطينية من النوافذ، كما كان ثمة سباب جماعى للشعوب العربية.

 وتابع قائلا: لكم تمنيتُ لو أنى كنت معهم فأفوز بصيد ثمين، فأعبر عما يجيش فى صدرى تجاههم وقال إن تلك المواجهة أثبتت أن العرب لو اتحدوا لصنعوا المعجزات ولقضوا على عجرفة إسرائيل وتغطرسها، وأن الاتحاد ما أسهل منه لو توافرت له مقوماته، لهذا تلعب القوى الاستعمارية دائما على التفريق بينهم، ويساعدهم القادة العرب على ذلك. 

ولفت إلى أن انتقام الجاليات العربية وبعض أحرار هولندا سيظل محفوظا فى الذاكرة، وسيظل يذكره بنو صهيون، وسيعلمون أنهم منبوذون وممقتون ومكروهون فى كل مكان يذهبون إليه، ولن يجدوا الأمان والسكينة، وهذا سيجعلهم يفكرون ألف مرة فى السفر خارج إسرائيل، أو على الأقل لن يصرحوا بجنسيتهم المشئومة. وخلص السيد إلى أن هذه المواجهة ستذكرهم بأن الشعوب العربية لم ولن تنسى ما يحدث فى فلسطين، فهى قضيتهم الأولى، ومهما فعلوا فإن النشء العربى لا يزال وسيظل مؤمنا بقضية فلسطين العادلة، حتى لو عاشوا فى بلاد غير بلادهم.

 وقال إن هذه المواجهة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الرؤساء العرب هم العقبة فى سبيل نصرة فلسطين، وأن الشعوب لا همَّ لها إلا نصرة فلسطين حتى لو كلفهم ذلك حياتهم، فالشاب العربى لم يفكر فى مصيره وهو على أرض غربية تناصر إسرائيل، فلم يفكر فى مستقبله، فمن الجائز أن بعضهم هو العائل الوحيد لأهله، وبفعله هذا قد يسجن أو يرحل إلى بلاده، لكنه ترك كل هذا وراءه، واندفع يدافع عن الحق. 

واختتم مؤكدا أن هذه المواجهة أظهرت مدى جبن شباب إسرائيل وضعفهم، وأنهم لو خلوا بينهم وبين الشباب العربى، لما استمرت إسرائيل يوما واحدا، فمن تصوَّرَ فى نفسه الشجاعة وأنزل العلم الفلسطينى، هو نفسه من نادى وجهر بشعار فلسطين حرة ، ولو أنه آمن بعقيدته لامتنع عن ترديد فلسطين حرة. 

وتمنى السيد على السينما المصرية أن تنظر إلى هذه المواجهة المشرفة التى جرت فى العاصمة أمستردام، وأن تجسد هذه الأحداث التى يفخر بها المواطن العربى فى صورة فيلم سينمائى أو حتى مسلسل تلفزيونى، لافتا إلى أن الأجيال الآن متعطشة لمثل هذه الأعمال، بدليل مشاهدتها حتى الآن مسلسل رأفت الهجان مرات عديدة، وفى كل مرة يثير فيهم المشاعر الوطنية كما لو كانوا يشاهدونه لأول مرة.

 من جهتها علقت الكاتبة وفاء نبيل على أحداث أمستردام بقولها: ألقى السنوار عليهم عصا فليلتقطها الأبطال فى أي مكان . منع إسرائيل جدير بالذكر أن صحيفة ذا ناشونال الاسكتلندية أجرت استطلاعا أثبت أن 92% ممن صوتوا يرون أنه يجب منع مشاركة إسرائيل باتحاد أوروبا لكرة القدم. فهل يفعلها الفيفا والاتحادات الرياضية العالمية ويمنعون مشاركة هذا الكيان المجرم من المشاركة في المسابقات الرياضية اتقاء لشرهم الذي طال الجميع؟!