في العلاقات الأميركية ــ الإسرائيلية
مُسارعة مجرم الحرب (نتنياهو) الى تهنئة دونالد ترمب, الرئيس الأميركي المنُتخَبْ (او الذي أعلنَ فوزه قبل إعلان لجنة الانتخابات «الفيدرالية» النتائج الرسمية، وقوله في رسالة التهنئة التي تفيض نفاقا: «عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض, تمنح الولايات المتحدة بداية جديدة، وتُجدّد الالتزام بـ(التحالف العظيم) بين إسرائيل والولايات المتحدة». لن تُغيّر كثيرا في علاقة ترمب بنتنياهو شخصياً (وليس بالكيان الصهيوني كما يجب التنويه), كون ترمب حملَ بشدة على نتنياهو في مثل هذه الأيام من العام 2020, عندما بادر نتنياهو من فوره لتهنئة بايدن, الأمر الذي لم يتردّد فيه ترمب من القول في شكل لاذع: «لم يفعل أحدٌ أكثر مني لبيبي. وأحببتُ بيبي. ما زلت أحبُ بيبي»، قال ترامب مشيرا إلى نتنياهو بلقبه. لقد كان «الرجل الذي عمِلتُ من أجله أكثر من أي شخص آخر تعاملتُ معه». «لكنني أيضا أحبُ (الولاء). كان بيبي أول شخص يُهنئ بايدن. ولم يُهنئه فقط ــ تابعَ ترمب، بل فعلَ ذلك بواسطة «فيديو». لقد شعرتُ بخيبة أمل شخصية منه», ــ مُردِفاً/ترمب ــ كان يُمكنُ لبيبي أن يظلَ صامتا. لقد ارتكبَ خطأ فادحا».
مشهد كهذا إذا ما «ألصقناه» بالمشهد المُتواطئ والكارثي, الذي أسهمَ جوزيف بايدن الرئيس الصهيوني المُنتهية ولايته البائسة في صنعه, يُعيد الى راهننا العالمي والإقليمي (السؤال التقليدي) الذي طالما «عند المُقارنة» بين مكانة ودور واقتصاد والآلة العسكرية وعدد السكان وغيرها من المؤشرات بين الولايات المتحدة وإسرائيل،مَن يحكم في الثنائي الأميركي الإسرائيلي»، على وشك الحل. «إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُخطط لإذلال الرئيس الأميركي في عاصمته، علنا وأمام الجميع. خططه عظيمة: يحاول نتنياهو إشعال حرب بين الولايات المتحدة وإيران، وإظهار مَن هو الرئيس لأوباما، والفوز بالانتخابات المقبلة في إسرائيل، وكسر أكبر عدد ممكن من الأطباق». من أوباما.. دونالد ترمب. فعلى الرغم من كل إسرافه ووطنيته الأميركية الخارجية، فقد خدمَ في المقام الأول (خلال فترة ولايته كرئيس للولايات المتحدة) ووعد بخدمة إسرائيل (إذا عاد إلى البيت الأبيض). ويكفي أن نتذكر أنه في كانون الأول/2017، بمبادرة من الرئيس ترمب، تم الاعتراف بالقدس (خلافا لقرارات الأمم المتحدة) عاصمة لإسرائيل. وأصبحت الولايات المتحدة أول دولة تنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس. وأشادَ زعماء الدولة اليهودية بقرارات ترمب. وبعد بدء حرب جديدة في إسرائيل مع حماس وصفها بأنها «معركة بين الخير والشر».
إذا تابعتم ــ يُواصِل فالنتين كاتاسونوف القول ــ عن كثب كل «التصريحات» التي أدلى بها دونالد ترمب بشأن إسرائيل، فسوف تحصلون على الانطباع بأن إسرائيل «أفضل» بالنسبة له من أميركا. ومن الواضح أن ترمب يُدلي بكل هذه التصريحات عن حبه لإسرائيل, من أجل كسب دعم الناخبين اليهود والمؤيدين لإسرائيل. ويُقدر عدد اليهود الذين يعيشون في الولايات المتحدة, بنحو 5.5 إلى 8 ملايين نسمة (1.7%–2.6% من السكان)، وهو ما يُضاهي عدد سكان إسرائيل. ومن الصعب تحديد العدد الدقيق بسبب قضايا الهوية بين الأشخاص من أصول مُختلطة وغير اليهود الذين تحولوا إلى اليهودية. ولكن هؤلاء الملايين من المواطنين ــ أردَفَ كاتاسونوف ــ هم مُجرد غيض من فيض. ويعتمد نجاح الانتخابات في المقام الأول, على المرشح الذي ستدعمه المليارات من الدولارات من الأوليغارشيين الأميركيين. والغالبية العظمى من هؤلاء الأوليغارشيين هم أشخاص يحملون «الهوية اليهودية» والمشاعر المؤيدة لإسرائيل. إن الانتخابات الرئاسية الأميركية (وكذلك انتخابات الكونغرس الأميركي والهيئات التشريعية للولايات) يُمكن مقارنتها بمزاد يتنافس فيه المشاركون, في إظهار ولائهم لإسرائيل. وفي برامج المرشحين الانتخابية، تُعتبر الإشارة إلى إسرائيل أمراً إلزامياً. فـ«الالتزام بالصمت بشأن قضية إسرائيل, يعني الحكم على نفسك بالهزيمة في بداية السباق الانتخابي». كما تحاول مرشحة الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة، كامالا هاريس، بذل قصارى جهدها لدعم إسرائيل، لكنها «تفعل ما هو أسوأ من ترمب المُتمرس».
ماذا أيضا؟ً
.... للحديث صِلَة.