فاتورة المرضى الليبيين
بعد الرسالة التي بعثت بها جمعيتا
المستشفيات الخاصة والفنادق الى رئيس الوزراء بخصوص فاتورة المرضى
الليبيين تذكرت السجال الذي دار قبل فترة وجيزة بخصوص هذا الملف. وتاكيدات
جمعية المستشفيات الخاصة بانها ليست بحاجة الى « فزعة « من الحكومة.
فقد
طالبت الجمعية ـ آنذاك ـ ومن خلال وسائل اعلام متعددة وزارة الصحة
بالتوقف عن الحديث في هذا الملف، واكدت ان المستشفيات قادرة على تحصيل قيمة
فاتورتها. بينما وقفت جمعية المستشفيات الاردنية موقفا عقلانيا، واكدت انه
لا بد من ادراج العملية ككل تحت مظلة الحكومة من اجل تحصيلها.
الان،
وبعد اسابيع من ذلك الجدل، عادت جمعية المستشفيات الخاصة لتطلب ادراج
الملف ضمن المظلة الحكومية. ولتعلن انها على وشك الافلاس في ضوء عدم تسديد
تلك الفاتورة التي وصلت الى 160 مليون دينار اردني بعد اضافة فاتورة جمعية
الفنادق. وهو ما يعني ان الجمعية قد عجزت عن تحصيل هذه المبالغ . والتي
اعتقد انه محصلة جمع معاناة كبيرة ليست للاطباء والاجهزة المعنية في
المستشفيات فقط ، وانما لكل الاردنيين.
فقد مضت اشهر
عديدة والاردني يعاني عند مراجعته لاي مستشفى خاص بسبب الازدحام في تلك
المؤسسات. ويعاني الاردني ايضا من عدم توفر سرير له او لاي من افراد اسرته
في المستشفيات الخاصة.
واضطر الاردنيون ايضا لتحمل
ممارسات بعض المرضى الليبيين وذويهم، والتي كانت اشبه بتصرفات من كان خارجا
من سجن مؤبد، ومن كان منعزلا عن العالم كله. فهناك اساءات بالغة تجاوزها
الاردنيون كنوع من الاحساس بالواجب تجاه اخوة لهم تخلصوا حديثا من قبضة
نظام اجرامي غطى على عيونهم. واقفل آذانهم وافواههم لعقود عديدة.
من
هنا وعلى الرغم من ادراكنا بان كل ما حدث، وان تضحيات المواطن الاردني
ومعاناته فيما يتعلق بهذا الملف تحولت الى ارصدة في حسابات القطاع الخاص،
فمن المهم جدا ان تتحرك الحكومة للضغط على الجانب الليبي من اجل تحصيل تلك
المبالغ.
وفي الوقت نفسه ان تتحرك للتدخل من اجل
تنظيم عملية معالجة المرضى الليبيين، وانهاء حالة الفوضى القائمة. فليس من
المعقول او المقبول ان يصل الى الاردن عشرات الآلاف من المرضى ويبقى اكثر
من نصفهم بانتظار الدور للحصول على سرير او على موعد لاجراء طبي.
ومن
غير المعقول ان تمتلئ المستشفيات بالمرضى الوافدين وان لا يجد المريض
الاردني غرفة او سريرا. والى المستوى الذي وصفه رئيس جمعية المستشفيات
الخاصة ب» الكارثي» في حال وقع حادث سير لاحد الباصات. او وقعت حادثة طارئة
أحمد الحسبان .