مسيرة الحراك بحاجة الى تنظيف الشوائب !!
يستفيد الاخوان المسلمون من
الحراك الوطني العام لانجاز أهدافهم الخاصة ويستغلون هذا الحراك الذي قد لا
يذهب معهم الى أجنداتهم ولا يذهبون معه الى مطالبه..والحراك المباع علينا
أنواع منه الأصيل وغير الأصيل وهناك من اندس في الحراك وحرفه عن مطالبه
الأولية وبرامجه التي جرى الترحيب فيها بداية..والذين اندسوا لا يخدمون
الحراك ولا يجوز لأهل الحراك الحريصين عليه أن يقبلوا ذلك أو ينتسبوا اليه
فالذين مزقوا الصور وأهانوا العلم واطالوا اللسان ليسوا من الحراك الذي
أيدناه ونؤيده وانما هم عبء عليه وقد أساءوا للوطن والشعب وحتى لرمزية
الربيع العربي ودلالاته ...
بعض الحراك ظل ملتزماً
بمواقف وشعارات مفهومة ووطنية ومستوعبة وبعضه ممن قفز الى خطوط حمراء
وتجاوزها ومارس العنف وأساء للحراك الوطني لا بد من شجبه وقد شجبه
الحراكيون انفسهم وبمستويات مختلفة والمطلوب عزل هؤلاء الذين بعضهم مطلوب
بجرائم وتهم ومخالفات وله ملفات سوداء..
ما فهمته أن الحراك
الاصيل لا علاقة له بالذين يطالبون بحل مشاكل البطالة ممن يتظاهرون من اجل
العمل وانما هناك آخرون ظلوا يطالبون بالاصلاح بمعناه الوطني وبمحاربة
الفساد بشكل علمي وهذا النفر وجلّه من الشباب الواعي وبعضه معتقل نتطلع أن
يفرج عنه وأن يدار معه حوار وطني يؤدي الى حل واعادة توظيف لجهود هؤلاء
الشباب الذين ما يزال التيار الاخواني يختبىء وراء حراكهم ويعظم مطالبه على
حسابهم وينقل لهم رسائل تحريضية وخاطئة..
أعتقد أننا بحاجة الى
حراك الوطنيين والقوميين واليساريين الواعي والحفاظ عليه وفرزه عن الاخوان
المسلمين الذين أخذت قياداتهم العزة بالاثم وراحوا يطالبون بالاستحواذ على
كل السلطات ويرون أن النظام لا يستطيع منعهم من ذلك الا اذا استبدل الشعب
الأردني وهذا غرور ونزعة فاشية لم يسبق ان سمعناها من قبل..
أتمنى أن يجري حوار
واضح وصريح وواع مع قادة الحراك الوطني ورموزه وعلى أعلى المستويات فالملك
الذي اعتبر الربيع العربي فرصتنا لبناء أردن جديد يجيب عل كل أسئلة مواطنيه
هو القادر على التواصل مع هذا الحراك وأهله واعادة توجيهه لصالح المصلحة
الوطنية..وهناك شباب في الحراك وخارجه يأملون في مثل هذه الخطوة حتى لا
يظلوا يفقدون البوصلة الوطنية وحتى لا يستثمر الاخوان المسلمون جهدهم
وحراكهم ويتعاملون معهم كحصان طروادة أو كاسحة الغام..
ما يزال الوقت متسعاً
للحوار مع الحراك وأعتقد أن الطفيلة التي أحبت الهاشميين وكانت دائماً الى
جانب النظام والاستقرار والأمن ينطبق عليها قول الحسين الباني طيب الله
ثراه في وصفه احداث معان عام 1989 «إن الجرح الحي يؤلم» !! وايضاً التقدير
لفهم الشباب للاصلاح الوطني النظيف الذي سبق ان دعى الملك اليه وطالب
بتعزيزه..
كلهم أبناء الملك
عبدالله الثاني وسيبقى الولاء فيهم قائماً وما حدث سحابة صيف
تنقشع..فليتوقف الاخوان المسلمون الذين شحنوا الشباب بزيارات متنقلة
ودفعوهم للمواجهة في أكثر من مدينة ومحافظة حين ظلوا يختبئون عند كسر
الزجاج وتغيب قيادتهم وقت رفع الشعارات الهدامة ويظهرون فقط لجني الموسم
وتجيير المواقف وابتزاز الحكومة بمزيد من المواقف السياسية ويظل الحراك
عارياً في الشارع ويظل المعتقلون منه وحدهم فيزداد توظيف اعتقالهم من جانب
الاخوان المسلمين...
لم تعتقل قيادات (من
الاخوان المسلمين) ولو اعتقلت لقامت الدنيا ولم تقعد ولرأينا الفتاوى تنهال
علينا كالمطر في التحريم والتخوين والتكفير..
نتطلع الى أن يطلق سراح
شباب الحراك جميعا وان تدار معهم حوارات يشهدها المثقفون الأردنيون على
اختلاف مشاريعهم الوطنية والقومية واليسارية وان ينبذ المتطرفون واصحاب
الاجندات الخبيثة والذين يريدون الصعود على حساب وطنية واخلاص وحرص أبناء
الطفيلة..
سيد البلاد هو القاسم
المشترك ورابطة العقد وهو القادر ولديه من جنوده المخلصين من هو قادر على
الاحتواء والاستيعاب واعادة البناء والاحترام وتطبيق القانون دون تجاوز او
تعنت فليبدأ العمل ولينتهي الانتظار ..
ما سمعته من بعض أحرار الطفيلة من
اخلاص وولاء للعرش يثلج الصدر ويدعونا جميعاً لفرز المواقف ومنع اختلاطها
وعدم أخذ الحراكيين بجريرة بعضهم بعضاً بين مزاود ومناقص..فالحرام بيّن
والحلال بيّن وبينهم متشابهات..