كيف احتفى جنرالات الاحتلال بذكرى وادي عربة الثلاثين؟

لم تمضي أيام على الذكرى الثلاثين لمعاهدة وادي عربة بين الأردن والكيان الاسرائيلي، ليعلن رئيس أركان الاحتلال هرتسي هاليفي تشكيل فرقة عسكرية جديدة تنشر قبالة الحدود الاردنية تخضع قيادتها للمنطقة المركزية التي يقودها الجنرال المدلل "آفي بلوط".

رئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي تحدث عن إنشاء الفرقة الشرقية، بالقول: قررنا إنشاء فرقة لتعزيز الدفاع على الحدود الشرقية مع الأردن، وهذا قرار ضروري في ضوء التحديات المتوقعة، مضيفا القول: كان انشاء الفرقة هدفاً قبل الحرب، وفي ظل أحداث 10/7 والأحداث الأخيرة، تلقت دفعة قوية، فهناك حاجة ملحة إلى إنشاء أطر إضافية بشكل منتظم، من أجل تخفيف العبء على أفراد الاحتياط.

الفرقة الحقت بقيادة الجنرال الكاهاني بلوط الحاكم العسكري للضفة الغربية ، مهمتها تعزيز الدفاع عن مستعمرات البقاع والعربة على الطريق السريع 90، وللرد على الحوادث الإرهابية على الحدود وتهريب الأسلحة غير الشرعية، و(تعزيز السلام) و(التعاون مع الجيش الأردني) بحسب زعم القناة13 العبرية ، ولعله التعاون ذاته الذي تحاول حكومة الاحتلال عبر المبعوث الامريكي الخاص اموس هوكشتاين فرضه على اللبنانيين تحت وقع القصف وجرائم الحرب،وباشراف من القيادة المركزية للجيش الامريكي التي يقودها الجنرال الامريكي (جزار النصيرات) مايكل كوريلا ، ما يعني ان اسرائيل تحاول استنساخ المشاريع الامنية على كافة الجبهات متجاوزة الاتفاقات والقرارات الاممية وبشكل يطلق ايديها في لبنان وغير لبنان وبغطاء اميركي اوروبي وقح.

الاجندة الاسرائيلية في الضفة الغربية وبالقرب من الحدود الاردنية تكاد تستكمل الاستعدادات، فوزير المالية بتسلئيل سموتريتش زعيم تيار الصهيونية الدينية اخضع الادارة المدنية للضفة الغربية لوزارته، وتمكن الى جانب ذلك من فرض قيود مالية كان اخرها رفضه تجديد الاتفاق المالي مع 13 من البنوك الفلسطينية، واتباعه استراتيجية التجويع الاقتصادي التي طالت محلات الصرافة في القدس بشكل خاص والضفة الغربية بشكل عام.

من ناحية اخرى تمكن وزير الامن القومي ايتمار بن غفير من فرض سيطرة وزارته المسماه وزارة الامن القومي على الانشطة الامنية والشرطية، وتمكن من تاسيس ما اسماه الحرس الوطني الذي يعمل بنشاط في المدن الفلسطينية المختلطة المحتلة عام 1948 ، و محيط المستوطنات في الضفة الغربية، وهي قوات اشبه بالمليشيات التي تعمل تحت اشراف من وزارته بعيدا عن الجيش وبالتعاون مع الجنرال الكهاني القادم من رحم نظام الفصل العنصري البائد في جنوب افريقيا زميل دراسة سموتريتش (افي بلوط) الذي تولى قيادة المنطقة المركزية في الضفة الغربية منذ اسابيع قليلة.
شؤون الضفة الغربية والحدود الاردنية احكمت السيطرة من قبل اليمين الكاهاني واطلق العنان فيها لكل من بن غفير وسموتريتش وبلوط بتمرير الكنيست قانون حظر الاونروا (وكالة اغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين) الذي يمثل طريقة الكنيست في الاحتفال بوادي عربة .
عمل ممنهج من الكنيست والوزءاء والجنرالات ، ليس عبثي او عشوائي او نتاج لردود افعال، بل منظم ومدروس ، فالضفة والحدود الاردنية بعد ثلاثين عاما من وادي عربة باتت تحت اشراف كامل من جناح اليمين الاسرائيلي الكاهاني .
ختاما .. يمكن القول اليوم انه و بعد 30 عاما من معاهدة الوادي، احتفى جنرالا ت الاحتلال ووزرائهم و نواب الكنيست بذكرى المعاهدة بطريقتهم الخاصة من خلال الاعلان عن فرقة غور الاردن وحظر الاونروا الحظر المالي على البنوك ، الامر الذي يتطلب من الاردن ردا عمليا لا عبر مراجعة شاملة وحقيقية لمعاهدة الوادي فقط، بل عبر استعدادات عملية واجرائية على الارض لمرحلة جديدة لم تكن معالمها اكثر وضوحا مما هي عليه اليوم لاطلاق الترانسفير بشقيه الناعم والخشن.