النصر والهلال.. رونالدو على موعد مع "المصالحة" و"الزعيم" قد يُعمق الجراح
من دروس كرة القدم، أن اللاعبين الكبار لا يتأخرون في مصالحة جماهيرهم، ولا يستغرقون وقتا طويلا قبل النهوض مجددا بعد كل تعثر، وربما كان النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو أفضل من طبق هذه الدروس على مدار مسيرته الكروية الممتدةلأكثر من 22 عاما.
رونالدو الذي مُنح فرصة إعادة آمال النصر إلى الحياة وإنعاشها في مباراة الفريق أمام التعاون في دور الـ16 من كأس الملك، أهدرها، فخرج "العالمي"، وصيف النسخة الماضية، بخيبة أمل من بطولة كان يمكن أن تُنعش موسمه المحلي الذي يبدو فيه الهران على لقب الدوري أمرا غير محمود العواقب.
ولأن ركلات الجزاء لم تبتسم كثيرا لرونالدو في الأشهر الأخيرة رغم أنها كانت حليفته الوفية لعقدين من الزمن، أهدر النجم البرتغالي ركلة جزاء في الدقيقة 96 من مباراة دور الـ16 أمام التعاون فانهالت عليه انتقادات بعض الجماهير العاشقة الغاضبة من الصدمة المبكرة في البطولة التي وصل الفريق إلى مباراتها النهائية الموسم الماضية.
وفي السعودية، حينما يغضب منك جمهورك فالطريقة الأفضل للمصالحة تكون بالتألق أمام الهلال، فكيف إذا كنت لاعبا في القطب الآخر للعاصمة الرياض والغريم التقليدي للفريق الأزرق، النصر؟!
"أنتم في المدرجات... نحن في الملعب... معًا ككتلة واحدة! أراكم في المباراة غدًا"، بهذه الكلمات حفز رونالدو جماهير "العالمي" قبل "ديربي الرياض" الذي سيُقام الجمعة على أرضية ملعب "الأول بارك" التابع لنادي النصر.
وليس من المستغرب أن تكون تلك الكلمات مجرد إحماء لما سيراه الجمهور في الملعب، رغم أن الرهان على التألق في مواجهة "الزعيم" مغامرة مليئة بالمخاطر.
فمنذ قدوم رونالدو إلى النصر، لم يُحقق "العالمي" سوى انتصار واحد على "الزعيم" وهو ما سيجعل الحافز مضاعف لدى النجم البرتغالي في هذه المباراة، فمتى سيجد أفضل من هذه الطريقة لمصالحة عشاق النصر؟
رد الفعل الذي تطالب جماهير النصر رونالدو به سيُقابل بلا شك برغبة هلالية جامحة بتحقيق الفوز وإعادة الفارق مع الاتحاد إلى ثلاث نقاط وتوجيه ضربة قوية لآمال النصر بالعودة إلى المنافسة وتوسيع الفارق معه إلى 9 نقاط وتأكيد تفوقه الكاسح في آخر مباريات على غريمه التقليدي.
ووسط انتظار رونالدو لمصالحة جمهوره وثقة الهلال بالانتصار تأتي حقيقة الميدان لتفرض نفسها، فإما تُعلن بداية صراع ثلاثي على اللقب أو شبه خروج أحد المنافسين الرئيسيين من السباق مبكرا.