المصرية كارما تستقيل من "أمازون" لدعمها الحرب على غزة

كثيرون عبر العالم اتخذوا مواقف شجاعة وأخلاقية حول جرائم الإبادة التي تشنها الدولة المارقة على قطاع غزة، لكن مواقفهم لا تحظى بتغطية إعلامية من الإعلام الغربي المنحاز بشكل ذليل ووضيع للسرد الصهيوني نتيجة سيطرة اللوبي اليهودي المتطرف على وسائل الإعلام .
ومن بين الأنقياء والشرفاء الذين رفضوا الصمت وفضلوا الاستقالة رغم الراتب والحوافز والوضع الوظيفي المستقر والمجزي، تتقدم اليوم المصرية كارما جرمانا الصفوف بتقديم استقالتها من وظيفتها بشركة "أمازون"، بعد محاولات عديدة على مدى عام، من الموظفين للتواصل مع قيادة "أمازون"، للتعبير عن قلقهم ورفضهم لتورط الشركة في مشاريع تدعم جيش الاحتلال الصهيوني.
وجهت كارما رسالة مباشرة وصريحة لمالك ومؤسس شركة "أمازون" جيف بيزوس، في فيديو نشرته على صفحتها بمنصة "تيك توك"، باللغة العربية والإنجليزية، تقول فيه "يصادف السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، اليوم التالي لترقيتي، مرور عام على بدء الحرب على غزة، وعلى الرغم من ترقيتي الأخيرة، فإني أحس بخيبة أمل لأني أشاهد مهاراتنا وأدواتنا بتستخدم في تدمير وطن بأكمله."
كارما تحدثت عن مخاوفها منذ بداية الحرب بشأن التأثير المحتمل للإمكانيات الهائلة لمشروع "كويبر" وغيره من المشاريع الكبرى لشركة "أمازون" في دعم حرب الاحتلال الوحشية على قطاع غزة، مضيفة "ناشد الموظفون القيادة للاعتراف بمخاوفنا وإلغاء العقد، وإظهار التضامن ضد جرائم الحرب".
وكشفت كارما أن ما يحدث في غزة ولبنان زعزع فهمها للمبادئ الأساسية  التي كانت دائما أساس " أمازون"، نظرا إلى أن انتهاكات حقوق الإنسان التي يتم ارتكابها باستخدام تقنيات الشركة تتناقض بشكل صارخ مع هذه المبادئ، مثل الملكية والإصرار على أعلى المعايير وكسب الثقة.
ولم تخف كارما حزنها بسبب الاستقالة بسبب حبها لعملها وتعلقها به تقول "طول عمري أحب أمازون ومؤمنة بها، وجذوري التي تربطني بالشرق الأوسط والولايات المتحدة بتخليني حاسة بحزن، جهود مهندسين موهوبين حول العالم، تستغلهم قوات الاحتلال لتغذي الدمار في غزة".
واختتمت كارما رسالتها " لقد شهدنا تدمير منازلنا وكنائسنا ومساجدنا، والشوارع التي مشينا بها، والمدن التي عشنا فيها، في فلسطين ولبنان، بينما نواجه الرقابة عند التعبير عن التضامن البسيط، وهذا الصمت، إلى جانب الضغط ورفض الشركة معالجة مخاوفنا، دفعني إلى تقديم استقالتي".
كارما تعرف تماما تبعات استقالتها وبأنها قد لا تجد فرصة عمل أخرى في أمريكا نظرا لسيطرة اللوبي الصهيوني مما يضعها أمام خيارات صعبة ومقلقة ويعرض الفرص المحتملة لها داخل أو خارج "أمازون" للتهديد، لكن فضلت الأخلاق والقيم على المادة وفضلت التحدث بصوت عال وعلني بعد عام من المحاولات مع الآخرين الذين لا يزالون يحاولون التواصل مع الشركة حول كيفية تأثير هذه الحرب المستمرة على جميع موظفي الشركة.