مين شهوان



يوم أمس الجمعة ، كان يوماً هادئاً في الحسيني ، ليس لعدم وجود إعتداءات أمنية –لاسمح الله- لكن كان هدوءها بقلة العدد اولاً ، ولعدم تواجد الإسلاميين ثانياً .

يوم امس انطلقت مسيرة بعدد لايتجاوز المئتان مشارك ملهبين حناجرهم بشعارات لم تتجاوز الخطوط الحمراء ولكنها كانت قريبة من خط النار ، وكأن الطفايلة اصبحوا قنبلة غاز موقوتة مستعدة للإنفجار في أي لحظة .


كانت الشعارات عبارة عن تحذيرات لرأس النظام ، اننا قريبين من المواجهة إن لم تحقق رغباتنا العامة والخاصة .


كانت المشاركة مقتصرة على الحراك الشبابي وابناء حي الطفايلة او احرار حي الطفايلة وكانت الهتافات ، تطالب بتحرير المسجونين على خلفية احداث الدوار الرابع وكانت موجهة مباشرة لرأس النظام وإن كانت بالطرق المبهمة .


الإسلاميين حاولوا زج شعاراتهم وشبابهم ولكن على الفور تم إبعادهم من المسيرة بحجة انها فقط لتحرير المعتقلين الطفايلة .


كان اول شعار اطلقه الطفايلة لا ولاء ولإنتماء إلا لرب السماء ، وان ترجم هذه الشعار ترجمة واضحة ، لوجدنا ان هناك سيكون عصيان مدني في الشارع وسينطلق من حي الطفايلة ان دعت الحاجة .

 الشعارات رفعت وكان واقع الحال يقول ان هناك مفاجأة لانعلم ماهي ولكن من خلال تحليل الزملاء الصحافيين ، اما ان يكون إضراب عن الطعام كالذي بدأ به المسجونين او اعتصام مفتوح على دوار الداخلية ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا اعلنوا عن مفاجأة في يوم الثلاثاء 17/4 اي بعد احد عشر يوماً من مسيرتهم؟؟ ، هل هي رسالة تحذيرية واضحة ام انها مجرد لعبة يحاول الطفايلة بها إبتزاز النظام والاجهزة الأمنية وتهييج وسائل الاعلام بأسئلة مبهمة .


الفراشات وبائعين العلكة وبعض المتسولين الذين كانوا يحاولون الاسترزاق من الصحافيين والمصورين وغيرهم . كان لهم دور في المسيرة حيث شاركت الفراشات فوق رؤوس المواطنين لمدة لم تتجاوز الدقائق لكن احد الطفايلة فضل ابعادها وعدم مشاركتها لإنها ليست طفيلية .


ولم تتوقف هنا الشعارات ، حتى وصلنا شعار يقول : "ياشهوان قول لسيدك أحنا احرار مش عبيدك" . الشعار كان ملفتاً لنظر الصحافيين ورجال الأمن وبعض المراقبين وحتى من اصحاب المسيرة ، فكانوا يتبادلون النظرات ويتسائلون  : مين شهوان ؟ ، لم يجاب على سؤالنا حول شهوان لكن حين يطلقون إسمه يبدأ الصفير وكأن لاعباً لكرة القدم اقترب من إصابة الهدف .


لم تنتهي المسيرة البعد وكذلك الرسائل التحذيرية ولكن كانت اقوى رسالة ، حين رددوا رحيل مبارك وسوزان ، وابن علي وليلى ، ومقربة الإطاحة ببشار الأسد ورحيل علي عبدالله صالح ، وقالوا : على من سيكون الدور في المرة القادمة ؟ .


وعند خط مقربة النهاية ، كان هناك عشرات يهتفون لجلالة الملك وللعرش الهاشمي وكان زعيم الحركة النائب يحيى سعود الذي اعتدى على ثلاث صحفيات ومصور صحفي ورجل سير متواجد ايضاً.


زميل المصور يقول ان السعود كان يريد شراء الفحم لغايات الشواء وكان متواجد بالصدفة ، احد الصحفيات قالت على صفحة 24 اذار ان الشرطي لم يدافع عنها ، السعود يقول ان الشرطي كان يتحرش بالفتيات وجاء لينقذهن مثل "سوبر مان" ، لكن من كان متواجد هناك شهد بالحق ان الشرطي كان يدافع عن المصور وعن الفتيات الثلاث .


يوم امس كان يوماً تحذيرياً للنظام والسلطة والشعب وكان ساعي البريد لهذا التحذير "شهوان" .


وان كان مايكون مضمون المسيرة يوم امس يبقى السؤال الاقوى : مين شهوان ؟ .