كتب أسامه الراميني
الموت هي الحقيقة الثابتة في هذا العالم المتغير وكما كتب الله لنا الحياة جعل الموت ولكن ما يؤلم ليس الغياب وحده بل الصورة التي ذهبت مع صاحبها ، فما بالك إن كان صاحبها من الرجال الأوفياء الصادقين بعفويتهم وطهرهم وأناقة أخلاقهم التي تمثلت بالمرحوم عدنان الشوبكي هذا المصرفي الشاب الذي خطفه الموت وهو في ريعان شبابه ... الشوبكي قاوم وجاهد بصبره وإيمانه وثباته المرض الذي كان يعتبره إبتلاء عابر وحاول جاهداً أن ينتصر عليه بكل ما أوتيّ من قوة وأمل وشجاعة وقلب وإبتسامة وحب ليس بالحياة الفانية بل حب بأن يبقى شمعة مضيئة لأبنائه وأولاده وأصدقائه الذي طالما كان يخشى عليهم أكثر من نفسه ، الشوبكي لم يكره الموت لكن حاول أن يؤجله لبعض الوقت ، فالدنيا بالنسبة له متاع الغرور وهيهات أن يتوقف القدر وساعة الرحيل التي لا تحمل ملامح أو أذن أو ميعاد فكان موتاً خاطفاً سريعاً متحملاً قبله وأثنائه عذاب المرض الذي أنهك جسده طويلاً ولكن لم يتعب قلبه مطلقاً فهو مؤمن يدرك مفهوم الموت ويشعر أكثر بالفقدان ويعرف أكثر أن هذه الأرض ما يستحق أن نبقى نقاتل من أجلها فهي ممر وليس مقر معبر وبرزخ وحياة آخرة وبدر سيترك بعد أن تغادره الروح.
الشوبكي المرحوم بإذن الله الصديق الصدوق الوفي النقي التقي لن يتواجد في مكتبه بعد الآن في الـ ABC هذه المؤسسة المصرفية التي اكتشفت قدراته وقضى ومضى كل وقته بها وما أصعب الفراغ الذي سيتركه هذا الجنوبي الشاب عند أصدقائه وزملائه وأحبائه.
كل الرحمة لعدنان الشوبكي الذي ينام الآن قرير العين مرتاح الضمير تاركاً الحسرة لنا والدموع والألم بين بقايا الرحيل .. نعم غادرنا وجمع أوراقه ولكن سنبقى نتذكر هذا الشجاع الذي قاوم مرضه بكل شجاعة وحيوية ليس من أجل نفسه ولكن كان يقول دوماً لا أريد أن أموت من أجل أبنائي الذين لم يعتادوا الموت بعد ولكن هذه يا الحياة يا أبا قصي فما أسهل الموت وما أصعب الرحيل وإلى جنات الخلد ولنا ولك الرحمة والبقاء لله وستكون وديعة عند الله لأنك حسنة جارية لكل من عرفك أو عاش لحظاتٍ معك ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.