علي محافظة يطبع مذكرات سليمان النابلسي ومعلومات خطيرة بين الأوراق
- بدون وثائق وتخلو من الدقة والتنظيم وهي عبارة عن مجموعة حوارات ولقاءات شفوية مع وؤلفها
- النابلسي سجن 17 مرة وخسر الانتخابات وشكل الحكومة وعمل مع ثلاثة ملوك
صدرت حديثاً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر مذكرات رئيس الوزراء الأردني الراحل سليمان النابلسي (1908-1976)، وهي عبارة عن حوار شفوي أجراه معه المؤرخ الدكتور علي محافظة عام 1976 وساعده بالتوثيق الدكتور عبد الله العساف، الذي أصدر سابقا يوميات سليمان التل ومذكرات حاكم الفايز ومجلي النصراوين البعثيين الأردنيين اللذين قضيا سنوات طويلة في سجن حافظ الأسد.
يسرد محافظة الأسباب التي دعته لطلب الحوار مع "الأستاذ سليمان النابلسي، قائد سياسي شجاع وزعيم للحركة الوطنية الأردنية بلا منازع والرجل الأول في المعارضة السياسية الأردنية الذي لا يبارى"، علماً أن هناك اختلافاً كبيراً بين الأردنيين في تقييم تجربة النابلسي السياسية.
شكلت حكومة النابلسي بين تشرين الأول/ أكتوبر عام 1956 وحتى إبريل/ نيسان 1957 سابقة في تاريخ الأردن، إذ كانت أول حكومة برلمانية وتميزت باتجاه تقدمي عروبي وأجهضت بعد ستة أشهر فقط بفعل التدخل الأميركي بالشأن الأردني لصالح المشروع الغربي كما يرى أنصارها. فيما يرى خصومها أنها تعبير عن عدم نضوج المجتمع الأردني لتقبل الديمقراطية، وأيضا تعبير عن ارتهان القوى التقدمية للدعم الخارجي، مصر وسورية والاتحاد السوفييتي.
فازت المعارضة بأكثر من نصف مقاعد المجلس النيابي بانتخابات عام 1956 وكان الحزب الوطني الاشتراكي يملك الكتلة الكبرى في البرلمان رغم سقوط زعيم الحزب سليمان النابلسي بسبب "التزوير العلني المكشوف".
كلف الملك حسين النابلسي بتشكيل الحكومة لأنه رئيس الحزب الفائز، ورد النابلسي على الملك بأنه يخشى ألا يستطيع التوفيق بين رغبة الملك ورغبة الشعب بإنهاء المعاهدة البريطانية والاستعاضة عن المعونة البريطانية بمعونة عربية وأن يسير الأردن في الطريق التحرري العربي إلى جانب مصر وسورية والسعودية. تقف المذكرات عند العام 1960، وسبب التوقف هو تدهور صحة النابلسي وتمكن سرطان الدم منه.
لا نعرف سبب تأخر النشر 47 سنة حتى صدورها عام 2024، ولكن يمكن التخمين أن الجو الرسمي الأردني لم يكن ليسمح بنشرها آنذاك، بل وحتى يومنا هذا ليس هناك منع أو سماح بنشرها.
يعترف المؤرخ علي محافظة بأن هذه المذكرات خالية من الوثائق، ولكن صاحبها كان في غاية الصراحة والوضوح مع الانفعال أحيانا و"يسخر من شخصيات ومن أفكار يتناولها في حديثه". تفتقر هذه المذكرات إلى الدقة والتنظيم، وربما يعود ذلك إلى أنها مجموعة مقابلات شفوية أو ربما لبعد الزمن بين تسجيل اللقاءات ونشرها أو التدخل من آخرين عند نشرها، ومع ذلك تبقى وثيقة مهمة تصدر عن رجل سجن 17 مرة وعمل مع ملوك الأردن عبد الله وطلال وحسين، وصادق الرئيس جمال عبد الناصر وقيادات البعث في سورية وترك بصمة في تاريخ المنطقة.
بدايات سليمان النابلسي ولد النابلسي في مدينة السلط عام 1908 وتلقى تعليمه فيها ثم انتقل إلى نابلس والقدس وأكمل تعليمه الجامعي في الجامعة الأميركية ببيروت، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1932. انتقلت العائلة خلال الحرب العالمية الأولى إلى عمّان، التي يذكر عنها "سيلها الذي كان مغطى بشجر الدفلى، ولم يكن في عمان آنذاك سوى بناءين من الحجر وبقية بيوت عمان من اللبن، أي الطوب الطيني.. وكان نفوس عمان بين 300 و400 نسمة".
تعرف النابلسي إلى الحركة القومية في بيروت من خلال عائلة الصلح: رياض وكاظم وتقي الدين والمفكر العربي قسطنطين زريق، وقد انتخب النابلسي مرتين رئيسا لجمعية العروة الوثقى التي كانت، حسب تعبير النابلسي، "مهد الفكر الحر الوطني النضالي في الجامعة الأميركية وفي بيروت بأسرها". يصف بيروت آنذاك قائلاً "لم تكن سوى مدينة صغيرة لا تتجاوز في سكانها 350 ألف نسمة، وكان عدد الطلبة في الجامعة الأميركية محدوداً لا يتجاوز 1500 طالب".
يسرد محافظة الأسباب التي دعته لطلب الحوار مع "الأستاذ سليمان النابلسي، قائد سياسي شجاع وزعيم للحركة الوطنية الأردنية بلا منازع والرجل الأول في المعارضة السياسية الأردنية الذي لا يبارى"، علماً أن هناك اختلافاً كبيراً بين الأردنيين في تقييم تجربة النابلسي السياسية.
شكلت حكومة النابلسي بين تشرين الأول/ أكتوبر عام 1956 وحتى إبريل/ نيسان 1957 سابقة في تاريخ الأردن، إذ كانت أول حكومة برلمانية وتميزت باتجاه تقدمي عروبي وأجهضت بعد ستة أشهر فقط بفعل التدخل الأميركي بالشأن الأردني لصالح المشروع الغربي كما يرى أنصارها. فيما يرى خصومها أنها تعبير عن عدم نضوج المجتمع الأردني لتقبل الديمقراطية، وأيضا تعبير عن ارتهان القوى التقدمية للدعم الخارجي، مصر وسورية والاتحاد السوفييتي.
فازت المعارضة بأكثر من نصف مقاعد المجلس النيابي بانتخابات عام 1956 وكان الحزب الوطني الاشتراكي يملك الكتلة الكبرى في البرلمان رغم سقوط زعيم الحزب سليمان النابلسي بسبب "التزوير العلني المكشوف".
كلف الملك حسين النابلسي بتشكيل الحكومة لأنه رئيس الحزب الفائز، ورد النابلسي على الملك بأنه يخشى ألا يستطيع التوفيق بين رغبة الملك ورغبة الشعب بإنهاء المعاهدة البريطانية والاستعاضة عن المعونة البريطانية بمعونة عربية وأن يسير الأردن في الطريق التحرري العربي إلى جانب مصر وسورية والسعودية. تقف المذكرات عند العام 1960، وسبب التوقف هو تدهور صحة النابلسي وتمكن سرطان الدم منه.
لا نعرف سبب تأخر النشر 47 سنة حتى صدورها عام 2024، ولكن يمكن التخمين أن الجو الرسمي الأردني لم يكن ليسمح بنشرها آنذاك، بل وحتى يومنا هذا ليس هناك منع أو سماح بنشرها.
يعترف المؤرخ علي محافظة بأن هذه المذكرات خالية من الوثائق، ولكن صاحبها كان في غاية الصراحة والوضوح مع الانفعال أحيانا و"يسخر من شخصيات ومن أفكار يتناولها في حديثه". تفتقر هذه المذكرات إلى الدقة والتنظيم، وربما يعود ذلك إلى أنها مجموعة مقابلات شفوية أو ربما لبعد الزمن بين تسجيل اللقاءات ونشرها أو التدخل من آخرين عند نشرها، ومع ذلك تبقى وثيقة مهمة تصدر عن رجل سجن 17 مرة وعمل مع ملوك الأردن عبد الله وطلال وحسين، وصادق الرئيس جمال عبد الناصر وقيادات البعث في سورية وترك بصمة في تاريخ المنطقة.
بدايات سليمان النابلسي ولد النابلسي في مدينة السلط عام 1908 وتلقى تعليمه فيها ثم انتقل إلى نابلس والقدس وأكمل تعليمه الجامعي في الجامعة الأميركية ببيروت، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1932. انتقلت العائلة خلال الحرب العالمية الأولى إلى عمّان، التي يذكر عنها "سيلها الذي كان مغطى بشجر الدفلى، ولم يكن في عمان آنذاك سوى بناءين من الحجر وبقية بيوت عمان من اللبن، أي الطوب الطيني.. وكان نفوس عمان بين 300 و400 نسمة".
تعرف النابلسي إلى الحركة القومية في بيروت من خلال عائلة الصلح: رياض وكاظم وتقي الدين والمفكر العربي قسطنطين زريق، وقد انتخب النابلسي مرتين رئيسا لجمعية العروة الوثقى التي كانت، حسب تعبير النابلسي، "مهد الفكر الحر الوطني النضالي في الجامعة الأميركية وفي بيروت بأسرها". يصف بيروت آنذاك قائلاً "لم تكن سوى مدينة صغيرة لا تتجاوز في سكانها 350 ألف نسمة، وكان عدد الطلبة في الجامعة الأميركية محدوداً لا يتجاوز 1500 طالب".
مع الملك المؤسس عاد النابلسي إلى الأردن عام 1932 وعمل مدرسا في الكرك لعام واحد، ثم عين في ديوان رئاسة الوزراء، ونقل لوزارة المالية بسبب تسريبه اتفاقية مع بريطانيا، وأعيد لاحقا ليشغل منصب سكرتير عام رئاسة الوزراء. يروي النابلسي أن الشعب الأردني وقف ضد معاهدة 1928 مع بريطانيا