هل ينتصر دولة الرئيس جعفر حسان لمتقاعدي الفوسفات في اعتصامهم اليوم ؟

بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات من المطالبات المتكررة التي قوبلت بالتجاهل، قرر متقاعدو شركة مناجم الفوسفات العودة إلى الساحة والاعتصام مجددًا أمام مقر الشركة يوم غد الأحد، في خطوة تحمل أملاً جديداً وربما آخر فرصة لتحقيق مطالبهم التي طُرحت منذ أول اعتصام لهم في سبتمبر 2021 هذا الاعتصام يأتي مع آمالٍ يعلّقها المتقاعدون على رئيس الوزراء الجديد، جعفر حسان، الذي طالما وصف بحكومته الميدانية النشطة، علّه يكون السبيل الذي يكسر به جدار الصمت والتجاهل الذي واجهوه من الحكومة السابقة.

تتمحور مطالب هؤلاء المتقاعدين البالغ عددهم نحو 3500 متقاعد، بسحب التأمين الصحي من شركة التأمين الحالية وإعادته تحت مظلة شركة الفوسفات كما كان عام 2000، كما يطالبون بدراسة ملفات زملائهم المتقاعدين المفصولين من التأمين الصحي لتأخرهم في دفع الاشتراكات، وعدم رفع قيمة اشتراكات التأمين السنوية عليهم تحت أي ظرف، وعدم تحميل المتقاعدين أي عجز قد يحدث في صندوق التأمين الصحي وأن تتحمل إدارة الشركة مسؤولياتها حيال إطفاء أي عجز من أرباح الشركة.

ورغم المناشدات السابقة ومحاولات التواصل المتكررة مع رئيس مجلس إدارة الشركة، قوبلت جميعها بالرفض، وكأن حقوق المتقاعدين باتت ملفًا ثانويًا، دون أي اكتراث لمعاناتهم، وفي ظل فقدانهم الأمل من الحكومة السابقة التي التزمت الصمت، تتوجه الأنظار نحو الحكومة الجديدة بقيادة رئيس الوزراء جعفر حسان، المعروف بتركيزه على العمل الميداني، فهل سيحمل غدًا الأحد مفاجأة لهم؟

حيث أن مقر شركة الفوسفات لا يبعد سوى دقائق عن الدوار الرابع حيث مكتب رئيس الوزراء، يترقب المتقاعدون هذه المرة أن يأتي الرد مختلفًا، في زيارة تفتح باب الأمل وتعزز الثقة بالحكومة.. إن مطالبهم، التي لم تحظَ حتى الآن بوقت من الحكومة، لا تتطلب سوى إرادة صادقة، فهل سيكسر جعفر حسان حاجز اللامبالاة ويلبي نداء من أفنوا سنواتهم في خدمة هذا القطاع الحيوي؟ وهل سيقوم بزيارة المعتصمين الذين لا تفصلهم عن مكتبه سوى بضع دقائق ، ليُظهر أن حكومته الميدانية النشيطة ليست مجرد شعارات؟

إنّ هذه المطالب لا تحتاج سوى بعض الوقت والتفهم، وهي مطالبٌ محقّة لا تخرج عن حقوق أساسية تحفظ كرامة المتقاعدين وأسرهم، بعد أن أفنوا حياتهم في العمل والإنتاج فهل يكون يوم غد محطة جديدة تُعيد ثقة المتقاعدين بالحكومة، أم سيمضي كسابقاته على طريق التجاهل الذي باتوا يعرفونه جيدًا؟