سامر المراعبة يروي لـ"أخبار البلد" تفاصيل حادث العدسية المروع الذي أودى بحياة خمسة من عائلته
*إياد كان بطريقه لإيصال ابنته وأطفالها إلى زوجها بتركيا.
*لم نستطع وداع أحبائنا بسبب قوة الحادث المؤلم.
*شقيق إياد سامح سائق الشاحنة رغم فداحة الخسارة ونطالب بضرورة تشديد الفحص الدوري للشاحنات.
هبة الحاج- في حادث مروري أليم هزّ قلوب الأردنيين والفلسطينيين معًا وأثار موجة من الحزن والغضب، فقدت عائلة المراعبة خمسة من أفرادها في حادث مأساوي وقع في منطقة العدسية قبل خمسة أيام، حين توفي إياد عبدالرحمن مصطفى مراعبة، وابنه محمد، وابنته دعاء وطفليها، بعد قدومهم من فلسطين متوجهين إلى تركيا عبر الأردن، ووقع الحادث حين اصطدمت شاحنة بسبع مركبات من ضمنهم مركبتهم بشكل عنيف، ما أدى إلى تهشيم السيارة بالكامل وإحداث دمار وصف بالشبه الكامل للجثث من شدة الاصطدام.
وفي تصريح خاص لـ"أخبار البلد"، قال سامر المراعبة، ابن عم إياد: "كان ابن عمي في طريقه لتوصيل ابنته إلى زوجها الذي يقيم في تركيا عبر الأردن، لكن لحظات الطريق كانت أشرس من أن تُحتمل، فقد أدت قوة الحادث إلى مشاهد لا تحتملها الأعين، إذ أصبحت الجثث شبه غير موجودة من هول الصدمة وحتى لم نستطع أن نودعهم".
وأضاف أن شقيق إياد أبدى موقفاً غير اعتيادي بمسامحة سائق الشاحنة، مؤكداً أن هذا "قضاء وقدر"، وطالب سامر بضرورة تشديد الفحص الدوري للشاحنات، حيث تعكس هذه الكارثة إهمالاً قد يكون سبباً في إزهاق أرواح بريئة، وهو ما يضع على عاتق الجهات المسؤولة ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لضمان سلامة المركبات الثقيلة على الطرقات.
هذا الحادث لا يُعد الأول من نوعه، فقد سبقه العديد من الحوادث التي كان سببها غياب الصيانة أو الفحص الدوري، ما يُعد جرس إنذار جديداً يجب التعامل معه بجدية واهتمام، لضمان ألا يتكرر هذا السيناريو الأليم مع عائلات أخرى في المستقبل.
حادثة العدسية لم تنتهِ في العدسية، بل امتدت إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي عاشت يومًا حزينًا أسود لم تشهده من قبل، بعد أن اتشح السواد فضاء مدينة قلقيلية وطرقها بلا فرح وبلا أمل، عقب تشييع جثامين عائلة كاملة في منظر مرعب ومحزن لعائلة كُتب مصيرها ونهايتها بدموع وحزن واحد، فذهبوا جميعًا بلا وداع، في مشهد أدمى القلوب وأبكى عيون كل فلسطين التي شيعت جثامين المراعبة: الأب، والابن، والبنت، والأحفاد.. بقي أن نقول: هذه مشيئة الله ونؤمن بالقضاء والقدر، ففي كل حدث عبرة وحكمة.. اللهم تقبّلهم جميعًا شهداء، وإنا لله وإنا إليه راجعون.