عبد الرؤوف الروابدة : الليبراليون الجدد هم من أوصل الاقتصاد الأردني لهذه الحال

اخبار البلد_ قال نائب رئيس مجلس الإعيان العين عبدالرؤوف الروابدة إن انعكاسات الربيع العربي على الأردن كانت إيجابية ، اذ تمثلت بالحراك الشعبي الناضج، وما أسفر عنه من إصلاحات طالت التعديلات الدستورية، وقانون الانتخابات ومحاربة الفساد .

وأضاف الروابدة في حوار مفتوح في الجامعة الإسلامية العالمية مساء أمس الأول بعنوان «الأردن ..آمال وتحديات « بحضور رئيس الجامعة د. عبدالناصر ابو البصل « ان الأردن عرف الديمقراطية منذ العام 1929 عندما تم تأسيس المجلس التشريعي رغم الصعوبات التي رافقت تلك المرحلة .

وأضاف ان الأردن لم يعرف خلال تاريخه السياسي النزعة الإقليمية ، اذ كانت الحكومات ذات صبغة عربية أكثر منها أردنية ، ونبعت فكرة تأسيس المملكة من الوحدة العربية حتى الوزراء الذين شاركوا ببدايات المملكة كان معظمهم من أصول غير أردنية .

وقال الروابدة ان الأردن هو البلد الوحيد في العالم الذي حمل هويتين ، ولا يحتمل هويتين، بل هوية واحدة ، ومع ذلك نتهم بالإقليمية ، وعلى عكس ما يحصل في الدول العربية الأخرى التي لديها أعداد كبيرة من الفلسطينيين ، ولن نقبل بمحاولات إسرائيل لحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين ، فهناك محاولة لوأد الهوية الوطنية الأردنية ، لأن فكرة الوطن البديل هي هدف إسرائيلي، وحل القضية الفلسطينية هو ابراز الهوية الفلسطينية وضمان لحق العودة .

وأضاف ان الهوية الأردنية هي هوية عربية وطنية جامعة لا تقبل التقسيم ولا الإقصاء، ولا تمكن إقامة الدولة الفلسطينية إلا على أرض فلسطين ، فالأردن دولة ذات هوية واحدة شريطة ان يلتزم كل مواطن بهويته .

وأشار الروابدة إلى ان الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها المملكة هي التحدي الأكبر ، وهي بمثابة كارثة للأردن بسبب انهيار الإدارة ، مبينا انه كان لدينا أجهزة ومؤسسات تتمتع بكفاءة عالية مثل الصحة والتعليم التي كانت مثلاً يضرب به بين الدول العربية .

وقال ان من يطلق عليهم الليبراليون الجدد هم من أوصل الاقتصاد الأردني لهذه الحال ، ولدينا بنية تحتية تضاهي الموجودة في الدول الغنية واصبحنا غير قادرين على صيانتها وإدامتها وهو تحد آخر للاقتصاد .

و حول ثورات الربيع العربي الذي وصفه بالخريف الذي تساقطت أوراقه قال الروابدة: ان الشعب العربي في هذه الدول كان في مرجل يغلي نتيجة معاناة وعدة عوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية ، وما حدث في تونس كان بمثابة الشرارة أو الصاعق الذي فجر الأوضاع المتراكمة ، وليس وراءه أميركا إنما هو نتيجة حالة الظلم والفساد وفقدان كرامة الشعوب في هذه الدول .

وأوضح الروابدة أن الولايات المتحدة والدول الغربية وبعض الأحزاب السياسية المنظمة في هذه الدول هي من استغل هذه الحالة لمصالحها الخاصة ، وأن من أقدم على التغيير هم شباب صغار رغم الاختلاف من بلد لآخر من حيث الاسباب ودرجة الغضب ولا يجمعهم أي تنظيم ولا يحملون أية أيديولوجيا وليس لديهم فكر موحد، ولا يملكون تمويلا ، واستخدموا ثورة الاتصالات الحديثة، وأطاحوا بهذه الأنظمة التي طالما اعتبرت أنظمة ثورية .

وحول علاقة الأردن مع حركة حماس قال الروابدة: نحن نتعامل مع فلسطين كدولة وليس كتنظيمات، وبالتالي نقيم علاقات مع حماس كما هي علاقتنا مع المنظمات الفلسطينية الأخرى ، ولا نقيم علاقة ولا وجود لمكتب لفتح في عمان، ونستثني «حماس» او غيرها في أن يكون لها مكاتب في الأردن .

وأضاف الروابدة في معرض حديثه عن الإصلاحات والمطالبات بالملكية الدستورية :» صحيح ان جلالة الملك هو من يعلن الحرب ويقيل أو يعين الحكومة ويصادق على المعاهدات ، إلا أن هناك تسع مواد في الدستور الأردني تتحدث عن صلاحيات الملك، ولا يوجد للملك صلاحية منفردة إلا بتكليف رئيس الوزراء ، ولا يصدر قرارا لا بعد توقيعه من رئيس الوزراء.

وحول قانون الانتخابات قال: لا عودة لقانون الصوت الواحد ولا للدوائر الوهمية، وان الوضع يتطلب ايجاد ديمقراطية توافقية وقد بدأت فعلاً بالإصلاح الدستوري، وان قانون انتخاب توافقيا سيريح الجميع على الرغم من بطء مراحل التعديل التي مر بها ونأمل ان نصل إلى الحكومات البرلمانية المنتخبة .

وختم الروابدة حديثه قائلا: « ان الشعب الاردني استطاع مواجهة كل التحديات التي تعرض لها سواء أكانت داخلية أو خارجية، ومحاولات تفتيت النسيج الاجتماعي الأردني وقوى الشد العكسي بهدف النيل من الاردن ووحدته الوطنية.

وحضر اللقاء نائب الرئيس وعمداء الكليات والهيئة التدريسية وطلبة الدكتوراة في العلوم السياسية وحشد كبير من طلبة الجامعة ، وأداره رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة د. غازي الربابعة .