البيت الأبيض يتحدث عن تغيير النظام في طهران

صرح مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان بأن واشنطن لا تنتهج سياسة تهدف إلى تغيير النظام الإيراني مشيرا إلى ضرورة وضع استراتيجية "للتصدي لسلوك طهران الخبيث في المنطقة".

وقال سوليفان خلال كلمة ألقاها في جامعة الدفاع الوطني في العاصمة الأمريكية واشنطن: "موقفنا بسيط.. نحن نؤمن بأن شعب إيران هو من يجب أن يحدد مستقبل بلاده.. ونعتقد أن الولايات المتحدة لم تحقق نتائج كبيرة في ما يتعلق بتحديد سياسات تهدف إلى تغيير الأنظمة في دول أخرى، لكي يكون هذا هدفنا".

وأضاف: "ما يجب علينا فعله هو بناء استراتيجية لمواجهة أنشطة (طهران) الخبيثة وسلوكها في المنطقة، ودعم حقوق الإنسان والقيم الإنسانية بشكل أساسي، وكذلك فكرة أن الشعب الإيراني يجب أن يحدد مستقبله وفقا لهذه الحقوق والقيم المشتركة".

ومع اقتراب الانتخابات الأميركية المقبلة، تخشى إيران من فوز المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وعودة سياسة "الضغط الأقصى" التي قد تهدف إلى تغيير النظام أو دعم المعارضة الداخلية. 

وفي منتصف أكتوبر الجاري قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن "سياسة الضغط الأقصى التي تنتهجها الولايات المتحدة لا تزال قائمة والمؤسسات الاقتصادية في أوروبا تتبع تعليمات وزارة الخزانة الأمريكية بشكل كامل".

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أعلنت في هذا الشهر أيضا توسيع رقعة العقوبات على قطاعي النفط والبتروكيماويات الإيرانيين ردا على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران على إسرائيل في الأول من أوكتوبر الجاري.

وفي سياق آخر تتهم السلطات الأمريكية ووسائل الإعلام الأمريكية بشكل دوري طهران بمحاولة التدخل في الانتخابات الأمريكية.

وفي سبتمبر الماضي كشفت وزارة العدل الأمريكية عن اتهامات جنائية وجهت لثلاثة إيرانيين يشتبه في اختراقهم الحملة الرئاسية لدونالد ترامب وتوزيعهم معلومات مسروقة على مؤسسات إعلامية.

وكانت حملة ترامب قد كشفت في 10 أغسطس الماضي عن تعرضها للاختراق، وقالت إن أطرافا فاعلة إيرانية سرقت وثائق سرية حساسة وقامت بتوزيعها.

وفي وقت لاحق، ربط مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية بين إيران واختراق حملة ترامب، ومحاولة اختراق حملة جو بايدن وكامالا هاريس، وقالوا إن عملية الاختراق كان تهدف إلى زرع الفتنة واستغلال الانقسامات داخل المجتمع الأمريكي والتأثير على نتائج الانتخابات التي ترى إيران أنها "ذات أهمية خاصة من حيث التأثير الذي يمكن أن تحدثه على مصالح أمنها القومي".

وأعلنت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة يوم أمس الأربعاء أن طهران تنفي اتهامها بمحاولة التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقد أكدت أن ليس لدى إيران مثل هذه الدوافع.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر الكناني قد صرح في وقت سابق بأن "السياسة الأمريكية تجاه إيران عدائية بطبيعتها، وأن على واشنطن التخلي عن سياستها العدائية تجاه إيران من أجل إحداث تغييرات نوعية في العلاقات الثنائية، لذلك فإن طهران لا تهتم كثيرا بنتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر".