مراقبون يسألون: أين الجهات المختصة عن شبح الموت الذي يطارد الأرواح على طريق العدسية؟!
خاص- تتكرر المآسي على طريق العدسية - البحر الميت، حيث شهدت الأيام القليلة الماضية حوادث مروّعة أودت بحياة أبرياء وخلّفت آخرين بجروح بليغة ففي حادثة تدهور شاحنة وانقلابها على سبع مركبات، لقي ستة أشخاص حتفهم، فيما أصيب ثلاثة آخرون بإصابات متفاوتة وبعد يوم واحد فقط، قضى سائق مركبة صغيرة إثر اندلاع حريق في مركبته على نفس الطريق.
هذه الحوادث ليست جديدة على طريق العدسية، الذي يُلقب بـ"طريق الموت" تساؤلات كثيرة تطرحها الحوادث المتكررة عن غياب الحلول الجذرية، وأين دور الدوريات الخارجية والسير ووزارة الأشغال؟ هل تم دراسة الطريق بما يليق بخطورته؟ وأين الخطط والإجراءات التي تُعالج "النقاط الساخنة" التي تمثل مكامن الخطر؟ المواطنين يسألون: ما هي التدابير التي اتخذتها الجهات المعنية؟ وهل هناك إجراءات فعالة للتخفيف من السرعة؟ أم أن الطريق سيظل يحصد الأرواح؟
الطريق الذي يعد شرياناً حيوياً يربط عمان بالأغوار يشتهر بمنعطفاته الحادة، التي تفتقر إلى معايير الأمان، ما يجعل السيطرة على المركبات تحديًا كبيرًا، خصوصًا بالنسبة للشاحنات الثقيلة، كما أن ضعف أو انعدام الإنارة يزيد من احتمالية وقوع الحوادث، خاصة في الليل.، والأكثر خطورة هو غياب المهارب التي يمكن أن تُنقذ الأرواح في حالات الطوارئ ومع استمرار هذا الإهمال، يبدو أن الطريق قد تحول إلى فخ قاتل للسائقين.
المواطنون الذين يستخدمون هذا الطريق يتساءلون: لماذا لم يتم اتخاذ خطوات حاسمة حتى الآن؟ الحوادث تتكرر بأرقام مأساوية، وآخرها حصد أرواح ستة أشخاص في يوم واحد، قبل أن تتبعه حادثة أخرى أودت بحياة شخص إضافي وقبل عام، شهد نفس الطريق حادثة أخرى مميتة أودت بحياة خمسة أشخاص، هذا التسلسل الكارثي للحوادث يعكس إهمالاً صارخًا، ويُظهر أن أي جهود تُبذل لمعالجة الوضع الحالي غير كافية أو حتى غير موجودة.
تكرار الحوادث على هذا الطريق الحيوي يفتح الباب أمام أسئلة لا تنتهي عن تقاعس الجهات المعنية فحتى اليوم، لم نرَ أي خطوات واضحة لتحسين البنية التحتية للطريق، أو توفير إنارة مناسبة، أو إنشاء مهارب للشاحنات في حالات الطوارئ ومع كل حادث جديد، يتجدد الحديث عن الحلول المفقودة، لكنها سرعان ما تتلاشى في زحمة الوعود غير المنفذة.
إذا استمر الإهمال الحالي، فإننا سنظل ندفع ثمنًا غاليًا: أرواح بريئة تُفقد، وعائلات تذهب ضحية لإهمال المسؤولين وتقاعسهم عن أداء واجبهم إن الحلول التقنية والبنية التحتية ليست مستحيلة، لكنها تتطلب إرادة حقيقية واتخاذ قرارات جريئة تضع سلامة المواطنين في المقام الأول.
طريق العدسية بحاجة إلى وقفة جادة من الجهات المسؤولة، وعلى رأسها مدير الدوريات الخارجية ووزارة الأشغال العامة، الحوادث لن تتوقف ما لم تتغير السياسات المتبعة، وما لم يتم تنفيذ تدابير وقائية جادة فهل سنشهد في المستقبل القريب تغيرًا فعليًا؟ أم أن طريق العدسية سيبقى شاهدًا على الإهمال والتقصير المستمر؟