«اللقطة الصاعقة».. عندما يكون الموت نصراً!

• اعتقد وبثقة عالية ان نتنياهو كان تعيساً جداً عندما وصلته صورة مقتل يحيى السنوار وهو بين ركام المنزل الذي كان موجودا به، وهي الصورة التى التقطها جنود قوة المشاة الذين كانوا في «تل حي السلطان» في رفح بعدما لاحظوا ان الشخص الذي قتل وقام باطلاق النار ورمى قنبلتين يدويتين عليهم هو شبيه يحيى السنوار، اللقطة «الغبية» هذه افسدت من الناحية العملية مخطط حفلة الكذب التي كان يخطط لها نتنياهو الا وهي الامساك بالسنوار حيا والقول «انه تم الوصول اليه بفعل عمل استخباري دقيق»، لكن ما جرى صنعته الصدفة البحتة التى فوتت على ?تنياهو «لقطة النصر».

والسؤال هنا ما هي لقطة النصر التى تمناها نتنياهو؟

انها اللقطة التى كان مخططا لها ان تكون على النحو التالي:

اولا: ان يبدو السنوار مختبئا في احد الانفاق الكبيرة المتعدد الوجهات والغرف ومعه عدد كبير من الاسرى الاسرائيليين بالاضافة الى كميات كبيرة من المواد الغذائية وكميات كبيرة من الاموال.

ثانيا: ان يبدو السنوار مكبلا ومعصوب الفم لكي لا يقوى على التحدث وان يكون مجردا من ملابسه عاريا باستثناء الجزء السفلي كما يفعل الاحتلال مع الاسرى الفلسطينيين.

ثالثا: ان يكون في مظهر رث وقذر يسكنه الحزن والغم ليبدو في حالة مخزية تتناقض تماما مع صورة وشخصية السنوار المعروفة، والهدف من وراء كل المحددات السابقة هو اظهار ان السنوار ووفق ما تم ترويجه خلال عام كامل ان الرجل اشعل شرارة طوفان الاقصى ثم توارى عن الانظار هو وعائلته (هناك فيديو اسرائيلي مشهور لذلك) واختبأ في أحد الانفاق، وأحيانا كانت الدعاية الاسرائيلية تتحدث عن ابعد من ذلك تتحدث عن ان السنوار يذهب عبر الانفاق الى سيناء في مصر ثم يعود الى غزة ويعيش برفاهية ومنقطع تماما عما يجرى لشعبه في غزة من معاناة يومية ?ن قتل وتجويع، وهذه الدعاية وللموضوعية باتت خطابا لطابور عريض من الجمهور العربي غير المؤمن بفكرة المقاومة والتحرير من حيث المبدأ او العقيدة او محبط من العجز العربي والدولي في كبح جماح «العربدة» الاسرائيلية وبات هذا الجمهور يعتقد ان اسرائيل هي قدر لا مفر والاستسلام امامها هو افضل الخيارات واكثرها حكمة.

ولكن شهية نتنياهو لصورة النصر المطلق التى تحدث عنها كثيرا لم تحصل بسبب غباء جنود متهورين «أشقياء» ارادوا هم الحصول على السبق التاريخي بتصوير السنوار قتيلا قبل قيادتهم وتنافسوا دون دراية مع رئيس وزرائهم وافسدوا عليه «حفلة الانتصار».

وهنا نأتي على الصورة المفخخة التى فجرت «عقل نتياهو» ومجمل منظومة الدعاية الكاذبة والمضللة التى تتبعها دولة الاحتلال وتحديدا نتنياهو.

انها صورة يحيى السنوار المقاتل الشرس الذي استشهد وهو يقاتل الى آخر لحظة من حياته.

حتى في «حرب اللقطة» نجح السنوار في الفوز على نتنياهو وهو ما حرم هذا الاخير من القاء خطاب النصر.

صورة السنوار هي اللقطة الوحيدة في تاريخ الصراع العربي – الاسرائيلي التى تم فيها توثيق صورة وصوت لقيادي مقاوم في حرب مع جيش الاحتلال، وهي الصورة التى ستصبح بمثابة «ايقونة» ورمزا للثورة الفلسطينية الممتدة منذ 1936 حتى اليوم وهذا لا يعني اي انتقاص من اي من رموز من القيادات التاريخية للثورة والنضال الفلسطيني، وعبر التاريخ تخلدت شخصيات بسبب لقطة وفرها غباء اعدائهم مثل الشهيد البطل عمر المختار والمناضل الاممي تشي غيفارا واليوم يحيى السنوار.

Rajatalab5@gmail.com