لبنان على طريق غزة... 2448 شهيدًا و11,471 مصابًا منذ بدء الضربات الإسرائيلية

استهدفت غارات إسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق في الجنوب اليوم السبت بُعيد إصدار الجيش الإسرائيلي إنذارات جديدة بالإخلاء لسكان المنطقة.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن حصيلة الغارة الإسرائيلية على البقاع الغربي ارتفعت إلى أربعة شهداء و13 جريحاً بينما يُجرى العمل على تحديد هويات أشلاء رُفعت من موقع الضربات.

وأظهرت لقطات الدخان يتصاعد فوق الضاحية الجنوبية لبيروت إثر الغارات الأولى على المنطقة منذ ثلاثة أيام، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وبحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية استهدف الطيران الإسرائيلي بغارتين أحد المباني في منطقة حارة حريك، مما أدى إلى "تدمير المبنى بصورة كاملة وتضرر المباني المحيطة". وقالت الوكالة كذلك إن "الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على حي الأمراء في الشويفات".

وقبيل الغارات، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة "إكس"، "إنذار عاجل إلى سكان الضاحية الجنوبية وتحديداً الموجودين في المباني المحددة في الخريطتين والواقعة في حارة حريك، أنتم موجودون قرب منشآت ومصالح تابعة لـ’حزب الله‘ حيث سيعمل ضدها" الجيش قريباً. وأصدر في أعقاب ذلك تحذيرات مماثلة لحيي برج البراجنة والشويفات.

وبدوره، أعلن "حزب الله" اللبناني استهدافه مدينة صفد شمال إسرائيل للمرة الثانية اليوم. وقال إعلام إسرائيلي إن صافرات الإنذار دوت في بلدات الجليل قرب الحدود اللبنانية.

بعيد تبني "حزب الله" استهداف منطقة حيفا، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن 115 مقذوفاً في الأقل أطلق من لبنان باتجاه إسرائيل.

نتنياهو يتوعد

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أول تعليق له بعد استهداف منزله في قيساريا بمسيرة واعتراض مسيرتين أخريين، اليوم السبت، "مستمرون للنهاية حتى تحقيق النصر".

بدورها، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن المسيرة التي حاولت استهداف منزل نتنياهو في قيساريا من الطراز نفسه الذي هُوجمت به قاعدة غولاني في بنيامينا.

وأشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن نتنياهو لم يكن في قيساريا منذ أسبوع في الأقل.

أوامر إخلاء

في الوقت نفسه، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذاراً جديداً بالإخلاء لسكان عدد من المباني في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تدوينة على منصة "إكس"، "إنذار عاجل إلى سكان الضاحية الجنوبية وتحديداً الموجودين في المباني المحددة في الخريطتين والواقعة في حارة حريك، أنتم موجودون قرب منشآت ومصالح تابعة لـ’حزب الله‘... من أجل سلامتكم عليكم إخلاء هذه المباني وتلك المجاورة لها فوراً والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر".

وقتل أربعة أشخاص بينهم حيدر شهلا رئيس بلدية سحمر في البقاع الغربي بغارة إسرائيلية شرق لبنان فيما أصيب آخرون ولا يزال هناك عدد من المفقودين.

تفويض "يونيفيل"

اقترح رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل اليوم تعزيز تفويض مهمة بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل). وقال بوريل متحدثاً على هامش قمة دفاعية لمجموعة السبع "لا يمكنهم التصرف بصورة مستقلة، إنه بالتأكيد دور محدود. يمكن النظر في توسيع الدور، ولكن هذا يتطلب قراراً من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

وعلى منصة "إكس" أكد بوريل ضرورة اتخاذ خطوات رئيسة في لبنان، بما في ذلك "الوقف الفوري لإطلاق النار" و"تفويض أقوى لقوات يونيفيل". وكتب "هناك سياق سياسي جديد في لبنان، مليء بالأخطار، ولكنه قد يؤدي أيضاً إلى تغييرات. الشيء الأكثر أهمية هو إمكانية قيام البلاد أخيراً ببناء سيادتها الكاملة، التي تقوضها جهات فاعلة خارجية".

ودعا إلى تطبيق "القرار 1701" الذي أرسى وقفاً للأعمال الحربية بين إسرائيل و"حزب الله" بعد حرب مدمرة خاضاها صيف 2006.

استهدافات متزايدة

وعلى وقع التصعيد العسكري المتواصل منذ سبتمبر (أيلول) الماضي في لبنان، أعلن "حزب الله" إطلاق مسيرات على قاعدة عسكرية في وسط إسرائيل.

وقال التنظيم الموالي لإيران في بيان إن عناصره نفذوا عملية إطلاق "سرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة عين شيمر (قاعدة للدفاع الجوي الصاروخي وقاعدة اللواء الإقليمي) شرق الخضيرة (...) رداً على استهداف المدنيين ودفاعاً عن لبنان وشعبه".

كما أعلن الحزب، اليوم السبت، إطلاق "صواريخ" على حيفا في شمال إسرائيل، إضافة إلى "صلية صاروخية" استهدفت مناطق في شمال المدينة الساحلية.

من جانبه، قال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي في تعليقات نشرها الجيش أمس الجمعة إن إسرائيل تقدر عدد قتلى جماعة "حزب الله" بنحو 1500 رجل.

وقال هاليفي للقوات البرية في جنوب لبنان "هناك أضرار جسيمة، ويتم القضاء على تسلسل قيادة كامل، و(حزب الله) يخفي قتلاه، ويخفي قادته القتلى. نقدر أننا قتلنا نحو 1500 من عناصر ’حزب الله‘، وتقديراتنا متحفظة، وأفترض أن هناك مزيداً لا نعرفه، (قتلوا) في عديد من الغارات الجوية".

وصعدت إسرائيل في الـ23 من سبتمبر وتيرة غاراتها على معاقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب لبنان وشرقه، قبل أن تعلن نهاية الشهر ذاته بدء عمليات توغل بري عبر الحدود.

ميقاتي يندد بـ"تدخل فاضح" في الشأن اللبناني

وكان رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي ندد الجمعة بـ"تدخل فاضح" في الشأن اللبناني إثر تصريحات نسبت لمسؤول إيراني حول استعداد بلاده للتفاوض مع فرنسا من أجل وقف لإطلاق النار في لبنان. وطلب ميقاتي من وزير الخارجية اللبناني استدعاء القائم بالأعمال الإيراني في بيروت.

ومثل هذا الموقف نادر على الصعيد الرسمي في لبنان منذ سنوات، في ظل تحكم "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران، بالقرار السياسي، وفي ظل شلل مؤسساتي وأزمة سياسية ناتجة من انقسامات عميقة في البلاد.

وقال ميقاتي في بيان صادر عن مكتبه "نستغرب هذا الموقف الذي يشكل تدخلاً فاضحاً في الشأن اللبناني، ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان".

التطورات الميدانية والسياسية في هذه التغطية المباشرة.