مسؤولون إسرائيليون لـ"نيويورك تايمز": حزب الله قدراته هائلة.. ونخشى عملياته

تحدث تقرير في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن الصعوبات الهائلة التي يعانيها "جيش" الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه البري على لبنان، والذي بدأ منذ نحو 3 أسابيع وعانت خلاله قوات العدو من خسائر فادحة في الجنود والآليات وتعرضت لكمائن قاسية وضربات نوعية.

وبحسب 6 مسؤولين عسكريين إسرائيليين شاركوا في الحرب على لبنان وتحدثوا إلى "نيويورك تايمز" بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، فإنه "وعلى الرغم من القصف الإسرائيلي الواسع النطاق لجنوب لبنان قبل غزوه، فإنّ القوات الإسرائيلية هناك وجدت في حزب الله عدواً هائلاً".

كمائن واشتباكات ومحاولات أسر من المسافة صفر

وكشف المسؤولون للصحيفة الأميركية أنه "في إحدى الحوادث التي وقعت في وقت سابق من هذا الشهر، دخل جندي إلى منزل مهجور فقُتل برصاص أحد مقاتلي حزب الله.. وهرع جنود آخرون إلى الداخل لاستعادة زميلهم، فأطلق عليهم حزب الله صواريخ مضادة للدبابات من اتجاهات متعددة، مما أدى إلى اندلاع معركة بالأسلحة النارية استمرت لأكثر من أربع ساعات".

وأشار التقرير إلى أنه "في وقت ما بعد ذلك، رصدت طائرة إسرائيلية بدون طيار شاحنة صغيرة تنقل مقاتلين من حزب الله إلى المنطقة التي وقعت فيها الاشتباكات، في ما اعتقدت إسرائيل أنه محاولة لأسر جنود، بحسب المسؤولين".

وبرغم ادّعاء المسؤولين الإسرائيليين أنّ عملية الأسر لم تنجح، لكن بحسبهم فإنّ "المحاولة أظهرت أن الجماعة قادرة على حشد قواتها بسرعة استناداً إلى تطورات ساحة المعركة"، معترفين بأنّ "المعركة هذه أسفرت عن مقتل ستة جنود وإصابة 30 آخرين".

تردد في استخدام المروحيات رغم صعوبة التضاريس

وكشف المسؤولون الإسرائيليون أنّ "جيش" العدو "يتردد في استخدام المروحيات لإجلاء الجنود الجرحى، وسط خوف من أن يتمكن حزب الله من أسر جنود إسرائيليين"، مشيرين إلى أنّ "الخوف من أسر جنود شديد لدرجة أنه تم التأكيد على عدد من الإجراءات لمنع ذلك"".

وبحسب التقرير فإنّ ذلك يعني أنه "يجب نقل الجنود الجرحى إلى المستشفيات عبر طرق متعرجة وضيقة.. مع استخدام نيران كثيفة، بما في ذلك من الطائرات بدون طيار والمروحيات، لمنع حزب الله من الحركة في المنطقة أو إرسال المزيد من المقاتلين".

كما أوضح المسؤولون الإسرائيليون أنّ "المنحدرات والوديان في جنوب لبنان تحدّ من قدرة المركبات الإسرائيلية على التحرك، مما يجعلها عُرضة للكمائن والقنابل المزروعة على جوانب الطرق"، مؤكدين أنّه "منذ أن غزت إسرائيل جنوب لبنان قبل نحو ثلاثة أسابيع، واجهت قواتها عدواً مرناً يستغل البيئة لشنّ عمليات معقدة وأحياناً قاتلة".

إذ توفّر بساتين الزيتون والمناطق المشجرة غطاءً لمنصات إطلاق الصواريخ ومداخل لشبكة المخابئ والأنفاق التي يُعتقد أنّ حزب الله حفرها في التربة الصخرية، يتابع التقرير نقلاً عن مصادره، الذين أشاروا إلى أنّ "حزب الله يستخدم طائرات بدون طيار وأجهزة مراقبة أخرى لتتبع واستهداف القوات الإسرائيلية من مسافة تصل إلى خمسة أميال بصواريخ موجهة مضادة للدبابات".

اغتيال قادة المقاومة لا يضعف أداءها

ورجّح تقرير "نيويورك تايمز" أنّ يكون "إصرار حزب الله على القتال منذ اغتيال أمينه العام حسن نصر الله الشهر الماضي، قد يكون له أيضاً آثار على حرب إسرائيل ضد حماس، فبالنظر إلى قدرة حزب الله على التحمل في ساحة المعركة، فإنّ موت السنوار قد لا يضعف حماس بقدر ما تأمل إسرائيل".

كما لفت التقرير إلى أنه إلى جانب ضراوة القتال البري، "تستمر الهجمات الصاروخية المتكررة التي يطلقها حزب الله عبر الحدود، كما أسفر هجوم بطائرة بدون طيار على قاعدة عسكرية إسرائيلية هذا الأسبوع عن مقتل أربعة جنود، وفي يوم الأربعاء، قتل حزب الله خمسة جنود آخرين في اشتباك في جنوب لبنان، وهو أحدث مؤشر على أن التصعيد السريع الذي تشنه إسرائيل ضد حزب الله لم يجعله عاجزاً".

"إسرائيل" لا تعرف بعضاً من أهم مسؤولي حزب الله

وبشأن فعالية عمليات الاغتيال التي حصلت، بيّن أحد هؤلاء المسؤولين أنّ "بعض المناصب الرئيسية في حزب الله يشغلها أشخاص لا تعرف إسرائيل أسماءهم لأنهم كانوا في السابق في مواقع بعيدة في سلسلة القيادة".

وقال نيكولاس بلانفورد، الخبير في شؤون حزب الله في المجلس الأطلسي، إن "إسرائيل وجهت ضربة قوية للقيادة السياسية والعسكرية، لكن يبقى أن نرى كيف يؤثر ذلك على الاتصالات الداخلية وسلسلة القيادة".

وأضاف أنّ "ما ساعد المجموعة على البقاء في القتال هو ما يقرب من عقدين من التحضيرات للحرب الكبرى القادمة مع إسرائيل، والهيكل المرن الذي يسمح للقادة المحليين بتنفيذ خططهم الخاصة"، مستخلصاً مما حصل أنّ "رجال حزب الله على الأرض ما زالوا يتمتعون بقدر كبير من السيطرة التكتيكية، وهم يتمتعون بقدر كبير من الاستقلالية، وهم يعرفون ما هي المهمة الأساسية، أي ضرب الجنود الإسرائيليين الذين يعبرون الخط".