اخبار البلد_ يصادف في يوم الجمعة من مطلع شهر نيسان من كل سنة، مناسبة يوم اليتم العربي، التي اقرها مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب؛ لتوضيح الجهود، التي تقوم بها القطاعات المجتمعية في كل دولة عربية بمجال رعاية الأيتام، ومن تلك الدول المملكة الأردنية الهاشمية.
فتدخل عمليتي الترخيص، والإشراف على مؤسسات الرعاية الاجتماعية للأطفال الفاقدين للسند الأسري في الأردن، ضمن نطاق اختصاص وزارة التنمية الاجتماعية ، بحكم التشريعات الناظمة لعملها ، التي يأتي في طليعتها قانون نشأتها رقم 14 لسنة 1956 ، ونظام تنظيمها الإداري رقم 20 لسنة 1997، وقانون الأحداث رقم 24 لسنة 1968 وتعديلاته حتى سنة 2007، ونظام رعاية الطفولة من الولادة حتى سن الثامنة عشرة رقم 34 لسنة 1972 ، ونظام ترخيص وإدارة دور رعاية الأطفال الإيوائية رقم 9 لسنة 2009 .
ولنفاذ هذه التشريعات، وغيرها ، فقد تمكنت وزارة التنمية الاجتماعية من إنشاء مؤسساتها البالغ عددها اثنتان ، على مستوى قطاع الأسرة والطفولة( مؤسسة الحسين الاجتماعية ، دار الحنان اربد )، وثلاث، على مستوى قطاع الدفاع الاجتماعي ، والإشراف على مؤسسات القطاع الأهلي التطوعي، البالغ عددها أكثر من 25 مؤسسة.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذه المؤسسات 1252 طفلا وطفلة ، بلغت نسبة المشغل منها (89 % ) . وتنتشر مؤسسات رعاية الأطفال، على اختلاف تبعيتها القطاعية، في خمس محافظات هي: العاصمة، البلقـاء ، اربد ، الزرقاء ، والعقبة.
وتضم هذه المؤسسات بالمتوسط حوالي 1000 طفلاً وطفلة ، اتضح من مجمل خصائصهم ، أن 55.73% منهم إناث، و44.27 % ذكور، وأن 77.27 % منهم يعيشون في المؤسسات الأهلية التطوعية، التي تشتري من بعضها وزارة التنمية الاجتماعي خدمة الرعاية الاجتماعية، و 22.73% في المؤسسات الحكومية ، ومنهم أيضاً36.85% مجهولو النسب، و 35.86% مفككون أسرياً ، و 27.47 % أيتام.
ويعود تاريخ مؤسسات رعاية الأطفال في الأردن إلى عام 1953 ، الذي شهد إنشاء أول مؤسسة هي الحسين الاجتماعية. بعد ذلك التاريخ توالى عدد المؤسسات إلى أن وصل إلى 31 مؤسسة؛ لأسباب عدة أبرزها : تحمل الدولة الأردنية، ممثلة بحكومتها، من خلال وزارة التنمية الاجتماعية لمسؤوليتها في مجال رعاية الأطفال الفاقدين للسند الأسري. وإقدام بعض المتطوعين على تأسيس الجمعيات المتخصصة برعاية الأطفال الأيتام، بموجب قانون الجمعيات ، فضلاً عن جمعية الهلال الأحمر الأردني، التي تأسست بموجب قانونها الخاص، الذي مكنها من إنشاء مبرتها في مدينة السلط. وإقدام بعض المتطوعين الأردنيين والعرب، على إقامة مؤسسات لرعاية الأطفال الأيتام، بموجب اتفاقيات شراكة وقعوها مع وزارة التنمية الاجـتماعية ، مكنتهم من إشهار مؤسساتهم . وظهور مشكلة الإساءة للأطفال من داخل أسرهم ، وخارجها . وإتباع سياسة الفصل بين الجنسين بعد بلوغهما سن الثانية عشرة أو دخولهما في مرحلة البلـــوغ( أيهما أسبق)، التي أدت إلى إنشاء ستة بيوت مستقلة للخارجين من البيوت الأسرية في قرى الأطفال الأردنية(sos)، نصفها للشباب، ونصفها الآخر للشابات.وزيادة معدلات التفكك الأسري؛ الناجمة عن الطلاق ؛لأسباب مبعثها الخصائص الذاتية للمطلقين أنفسهم، وظروفهم الاجتماعية المحيطة بهم.
وتخضع مؤسسات رعاية الأطفال، إلى ثلاثة برامج، مأسستها استراتيجيات وزارة التنمية الاجتماعية للسنوات 2004-2006، ولسنة 2007 ، وللسنوات 2009-2011، وهي التنشئة الاجتماعية والرعاية، والاحتضان، وإدماج الطفل في أسرة بديلة. ويتمثل البرنامج الأول(التنشئة الاجتماعية والرعاية) في تقديم الرعاية الاجتماعية المتكاملة للأطفال ، بدءاً بتقديم المأوى والمأكل والمشرب والملبس ، ومروراً بالتعليم والصحة ، وانتهاء بالترويح والتواصل الاجتماعي والتوعية بالحقوق والواجبات ؛ لتلبية احتياجاتهم النفسية والاجتماعية ، والتربوية ، والصحية . بينما يتمثل البرنامج الثاني(الاحتضان)، في إدماج الطفل مجهول النسب في أسرة طبيعية؛ لضمان حمايته، ونمائه، وتطوره. في حين يتمثل البرنامج الثالث(إدماج الطفل في أسرة بديلة) في إتاحة الفرصة لطفل الأسرة المفككة في العيش ضمن أسرة بديلة من أقاربه، لحين تحسن الظروف الاجتماعية لأسرته الطبيعية.
ولاعتبارات دينية، وإنسانية، وأخلاقية، واجتماعية، ونفسية، فقد شكلت مؤسسات رعاية الأطفال، منذ عام 1997 وحتى تاريخه مدار اهتمام الدولة الأردنية، ممثلة في قيادتها السياسية، وسلطتها التنفيذية، بدلالة:
1. قيام جلالة الملك حسين بن طلال- رحمه الله- ، في أواخر عام 1996، ومطلع عام 1997 بزيارتين تفقديتين لمؤسسة الحسين الاجتماعية، كانت نتيجتها إناطة مهمة إعادة تأهيل مباني مؤسسة الحسين الاجتماعية، وتوسعتها بالديوان الملكي الهاشمي والقوات المسلحة الأردنية.وإسناد مهمة علاج أطفال مؤسسة الحسين الاجتماعية، إلى مديرية الخدمات الطبية. ونقل أطفال مؤسسة الحسين الاجتماعية، إلى قصر الهاشمية، وإيقاف استقبال المؤسسة للأطفال لحين الانتهاء من أعمال صيانتها، وتوسعة مبانيها.وتحويل قصر- الهاشمية-، إلى دار لرعاية الأطفال ، تعرف باسم" دار البر بالبراعم البريئة" ، وإحالة الأطفال حديثي الولادة إليها. وتوزيع الهدايا على الأطفال الملتحقين في مؤسسات الرعاية بالمناسبات الوطنية، والأعياد الدينية.
2. قيام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، في الأسابيع الأولى من توليه للعرش، وبرفقته جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة، بزيارة تفقدية، إلى دار البر بالبراعم البريئة، أمر جلالته خلالها بتحسين الخدمات المقدمة للأطفال الملتحقين فيها، ومنحهم كامل العناية الإنسانية.كما قام جلالته أيضاً بزيارات تفقدية إلى بعض دور رعاية الأيتام الأخرى، وأصدر أوامره، وتعليماته لتحسين أوضـاعها.
3. قيام جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة، بالعديد من الزيارات التفقدية لمؤسسات رعاية الأطفال الأيتام، التي يأتي في مقدمتها زيارتها لدار البر بالبراعم البريئة، يوم 25/2/1999 ، أكدت جلالتها خلالها على ضرورة تقديم الرعاية اللازمة للأطفال، وزيارتها أيضاً لمؤسسة الحسين الاجتماعية، يوم 7/1/2000 ، ويوم 2/2/2000 ، و لمركز أنس بن مالك، يوم 15/3/2000 ، و لمركز فاطمة الزهراء، يوم 15/3/2000 . كما قامت جلالتها أيضاً بزيارة مركز أنس بن مالك في شهر رمضان من عام 2007 .
4. قيام جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة، يوم 13/10/2005 بجولة في دار النهضة لرعاية الفتيات، ومؤسسة الحسين الاجتماعية، رصدت من خلالها احتياجات هاتين المؤسستين. ولتلبية حاجات مؤسسات رعاية الأطفال، قامت جلالة الملكة رانيا، بعد أيام وجيزة من تاريخ جولتها الميدانية(23/10/2005)، بزيارة لوزارة التنمية الاجتماعية ، أوعزت خلالها بأهمية وضع معايير لمؤسسات رعاية الأطفال.
5. قامت وزارة التنمية الاجتماعية، في مطلع شهر تشرين الثاني من عام 2005 بتشكيل لجنة من بعض موظفيها، وموظفي شركائها؛ لإعداد معايير لمؤسسات رعاية الأطفال. وتمكنت هذه اللجنة من إنجاز مهمتها،واستعراض نتاجها( مشروع نظام ترخيص دور رعاية الأطفال الإيوائية،والتعليمات المنوى إصدارها بمقتضاه) أمام جلالة الملكة رانيا العبدالله، في يوم 3/9/2006 ، الذي باركته بقولها" إننا نتطلع إلى هذا الانجاز كرسالة نبيلة لتخطي العقبات.....علينا الدخول إلى مرحلة التنفيذ....وتطبيق المعايير.. من أجل الشعور بالتغيير الواضح والملموس لطرق التعامل مع أطفال دور الرعاية الإيوائية....علينا أن نركز على التدريب وعدم الاكتفاء بوضع المعايير خاصة وأن التدريب هو الركيزة الأساسية لتزويد العاملين بالمهارات الضرورية للتعامل مع الأطفال ويضمن تطبيق المعايير" .
6. قامت وزارة التنمية الاجتماعية، في شهر أيلول من عام 2006 بتجريب المعايير على مؤسسة الحسين، ودار الحنان اربد، ورصد الاحتياجات التدريبية للعاملين في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ، وإحالة مشروع نظام ترخيص وإدارة دور رعاية الأطفال الإيوائية، إلى ديوان الرأي والتشريع، الذي أحاله إلى مجلس الوزراء؛ لإقراره، وصدر في عام2009. كما يتضح من نشره في الجريدة الرسمية تحت الرقم 49 .
7. واكب اهتمام وزارة التنمية الاجتماعية ببناء الثقافة المعيارية لدور رعاية الأطفال الفاقدين للسند الأسري، تسجيل صندوق الأمان لمستقبل الأيتام كجمعية.
8. قيام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، في شهر رمضان من عام 2010، وبرفقته الملكة رانيا العبدالله المعظمة، بزيارة تفقدية، إلى دار رعاية الأطفال الهاشمي الشمالي، وكانت نتيجتها توجيه الحكومة لإعداد استرايتجية للأيتام.
9. قيام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، في شهر رمضان من عام 2010، وبرفقته الملكة رانيا العبدالله المعظمة، بافتتاح مقر دار الحنان اربد، الذي شيد على نفقة جلالته.
10. قامت الحكومة ممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع شركائها بإعداد استرايتجية الأيتام، التي طلبها جلالة الملك عبدالله الثاني. وتتمحور هذه الاسترايتجية حول أربعة محاور هي: الرعاية الأسرية، الرعاية المؤسسية، الرعاية اللاحقة، وبناء القدرات البشرية.