ويـسـتمـر العطاء
في إطار لقاءاته وفق برنامجه نحو تعزيز علاقات الحكومة مع سائر مكونات المجتمع الأردني، ووفق كتاب التكليف السامي من سيد البلاد، التقى د. جعفر حسان رؤساء النقابات المهنية الصحية: الاطباء، أطباء الاسنان، الصيادلة والممرضين، يوم الأحد 13/10/2024، بحضور وزيري الصحة والشؤون السياسية والبرلمانية، وبذلك فهو يعكس استمرار ما قدمته الحكومة السابقة حكومة الدكتور بشر الخصاونة مشكورة وتكملة لبرامجها وهي سنة حميدة يشكر عليه دولة الدكتور جعفر حسان.
بادرة رئيس الحكومة، في هذا اللقاء، ذو دلالة في إعطاء الاهمية والأولوية لنقباء المهن الصحية، ولهذا تلقته قواعد هذه النقابات، والجسم الصحي الأردني بعين التقدير، نظراً لاهمية هذا القطاع الصحي، والرهان عليه على المستوى الوطني سواء من جهة إيلاء المواطن ما يستحقه من اهتمام، وتلبية حقوقه في التعليم والصحة والعمل، وما يوفره ذلك من أمن اجتماعي وشخصي ووطني.
حينما ننظر للاردن، وندقق في إنتاجه ودخله وتطوره، نجد أن بلدنا بلد خدمات، وليس بلداً صناعياً قادراً ومتطوراً، لذلك علينا ان نعمل جميعاً لإيجاد الحلول الممكنة وأن نستخدم قدراتنا الفعلية لرفد وزيادة الدخل القومي وان نساهم بتلبية احتياجات المواطن الأردني، كلٌ يعمل في مجاله, ولهذا أمامنا التحدي، كيف يكون بلد خدمات متطورة متقدمة في عناوين: السياحة، والسياحة العلاجية، والتعليم وغيرها.
نملك مقومات سياحية تاريخية ودينية وتراثية جذابة ومميزة، من البحر الميت، البترا، مقابر الصحابة، المدرجات الرومانية، ووادي رم وغيرها، مثلما نملك مناخاً معتدلاً مميزاً، ولهذا يجب إيلاء السياحة العلاجية والترفيهية الأولوية القصوى كي يكون بلدنا في الموقع الذي يستحقه من بين بلدان العالم، وهذا يتطلب ثورة سياحية مقرونة بخدمات متطورة عصرية تضع الأردن في مقدمة بلدان العالم، لما يتوافر لديه من إمكانيات عظيمة.
السياحة العلاجية، لا تقل أهمية عن باقي مكونات السياحة وعناوينها، فلدينا المستشفيات المتطورة التي تملك أفضل وأحدث الأجهزة، وأطباء مشهوداً لهم على المستويين العربي والعالمي، ما يجعل الأردن، مركزاً علاجياً متطوراً متقدماً يلبي حاجة المرضى من خارج الأردن للعلاج والشفاء، وبأسعار معقولة.
أما قطاع الجامعات والتعليم، فهو يحتاج حقاً للتطوير، مثلما يتطلب تنويع جامعاتنا كي تكون منفردة متخصصة أكثر في مجالات الطب والهندسة والعلوم والآداب واللغات حتى تكون قادرة على التميز وجذب الطلاب من كافة الأقطار، ومن ثم التسويق بما يليق بها.
بلدنا يستحق الأفضل، وقطاع الصحة العلاجية، يجب أن تكون له الأولوية القصوى، باتجاهين: أولاً في خدمة المواطنين بهدف توفير أقصى خدمة علاجية للمواطن وهذا حق له، وثانياً أن يكون الأردن محطة جاذبة للسياحة العلاجية.
القطاع الطبي الخاص، رافد أساسي للانتاج والخدمة وتأدية الواجب بالاتجاهين، مع القطاع الطبي الحكومي، سواء لدى مستشفيات وزارة الصحة، أو مستشفيات الخدمات الطبية، وهذا المثلث المتكامل يحتاج لمزيد من التنسيق والتفاهم، عبر النقابات الطبية المتخصصة، ومن خلال جمعية المستشفيات الخاصة، التي كان من المفترض أن تكون حاضرة وشريكة في اللقاء المذكور مع رئيس الحكومة والوزراء، ومع الدوائر والمؤسسات المعنية، كما أن المطلوب من جمعية المستشفيات الخاصة أن تفي بالأغراض والدوافع التي أُقيمت من أجلها، وأن تطور من ذاتها وأن تكون ممثل? لجميع قطاع المستشفيات التي تعنى بصناعة السياحة العلاجية، حتى تؤخذ بالاعتبار في أية لقاءات معنية بالبحث حول الجسم الطبي في الأردن.
ومع ذلك، كجزء وشريك في هذا القطاع، لا نملك إلا أن نقدم الشكر والتقدير لمبادرة رئيس الحكومة د. جعفر حسان، ولوزيري الصحة والشؤون السياسية والبرلمانية، لعل هذا اللقاء يشكل أرضية من العمل المشترك كما أشار رئيس الحكومة في كلمته أمام النقباء، مبدياً «حرصه على إدامة الحوار والتشاور معها في البرامج والخطط التي تنفذها».
حمى الله الأردن وحفظ سيد البلاد.