لنساند دولتنا

وصلت هذه المنطقة لمرحلة اللاعودة لوضعها السابق, لهذا يلاحظ أن دول العالم بدأت تعد خططها وسياساتها وفق ما يحدث في منطقتنا وأنها مقبلة على حرب سيكون لها ما يكون من تغيير واضح في التوازنات والتحالفات والانقسامات وإعادة رسم علاقات جديدة وفق هذا التدهور الحاصل في إقليمنا وإفلاس العالم بإيجاد توافقات تقريبية بين الأطراف المغذية لهذا الاحتقان ورفع رايات الاستسلام من قبل الأمم المتحدة وعدم قدرتها على إحداث انفراج يبعث الأمل في فرض الحلول الناجعة لما تمر به المنطقة.

يشهد لدولتنا حنكتها وريادتها في السعي الجاد لإنقاذ منطقتنا مما تمر به, ومنذ بدايات «خربطة» أوراق الأقليم؛ وجلالة الملك عبدالله الثاني في حراك دبلوماسي لنخرج مما نمر به..

شاهدنا قوتنا الأردنية في الغرب وطروحاتنا التي تلبي تطلعات وحقوق هذه المنطقة, وبنفس القوة كانت الدبلوماسية الخارجية لوزير الخارجية أيمن الصفدي خير ممثل للرؤى العربية وما تطمح له من استقرار منطقتنا وعودة الأمور لنصابها ووقف الكيان الصهيوني عند حده, رافق هذا الحراك القوي لدولتنا بذل ما نستطيع لتقديم المساعدات لأهلنا في غزة والآن لبنان مقصد مساعداتنا.

لنقر بأننا في مرحلة حرجة تمر بها المنطقة, من هنا يجب ووجب على مواطننا أن يساند دولته ويعي جيدا أننا في حال صعب ومخططات خبيثة ترسم لمنطقتنا, القادم مرعب وينذر بأهوال صعبة ليس باستطاعتنا أن نعاندها لوحدنا, جهدنا نفتخر به وقدمنا ما نستطيع، ووقوفنا مع إخوتنا حق وواجب ولن نتراجع عنه, هذا ديدن دولتنا وقيادتنا, لكن لا بد أن نكون على قدر المرحلة ونساعد دولتنا في تركيزها على إيجاد دعائم قوة لجبهتنا الداخلية، فداخلنا يجب ألا يشوبه شائبة وأن نكون جميعنا في خندق واحد ليبقى هذا الوطن عصيا على أصحاب الأجندات والمؤامرات ?لتي حلمها وأملها أن نكون ساحة من ساحات الخراب والدمار.

لنقدم لغيرنا يجب أن نكون نحن أقوياء ولنا إمكانية الصمود وتخطي الصعاب, علينا أن نلتفت لمن يود أن يلحقنا بعواصم الخراب والبكاء والقتل, لنصلح داخلنا بهمة وعزيمة لا تلين وأن يكون كل مواطن قادراً على التكيف مع أي ظرف طارئ يواجهنا لا سمح الله, مقبلين على تدهور شامل نستطيع التعامل معه اذا كنا مع دولتنا ونسير وفق متطلبات الأمان الوطني, بعيدا عن التجاذبات الضارة بوحدتنا وتماسكنا, نخوض بما يفيدنا بطروحات نحتاجها لنقف على أرض صلبة اساسها انتماء واخلاص وبذل وعطاء وتفهم لصعوبة المرحلة.. هذا الوطن والله يستحق ان يفتدى ب?ل ما نملك.