أسامة المسلم: إيقاف حفل التوقيع في "معرض عمّان للكتاب"

بحلول الساعة الرابعة والنصف من عصر الجمعة الماضي، احتشد آلاف في طابقَي المركز الأردني للمعارض الدولية بـ"مكّة مول" (غربي العاصمة الأردنية)، في انتظار بدء حفل توقيع الكاتب السعودي أسامة المسلم (1977)، في ثاني أيام "معرض عمّان الدولي للكتاب" الذي تتواصل دورته الثالثة والعشرون حتى مساء السبت المقبل.


الحفل الذي نظّم في منصّة التوقيع لجميع إصدارات المسلم بحسب إعلان مسبق نُشر على وسائط التواصل الاجتماعي، أشار فيه إلى توفّر إصداره الجديد في المعرض دون تحديد عنوان هذا الكتاب إذ إن البحث عن مؤلّفاته يخلص إلى صدور خمس روايات للكاتب خلال العام الماضي عن "مركز الأدب العربي للنشر والتوزيع"، وهي "ليلة ماطرة"، و"النداء"، و"الوليمة"، و"الغيهب"، و"الانتهازي".


كما تضمّن الإعلان ذاته عبارة "ليس هناك من شروط يطلبها لغايات التوقيع على إصدراته"، ليتبيّن أن مئات ممن حضروا حفل التوقيع الذي تم إيقافه بسبب تدافع الجمهور على حواجز الزجاج التي تفصل مكان التوقيع عن خارجه، جلبوا معهم نسخاً مقرصنة (مزوّرة) وعند توجيههم السؤال حول إمكانية الحضور بدا لزاماً التنويه لعدم وجود شروط للتوقيع، وهو أمرّ تكرر في حفلات توقيع سابقة للمسلم.


دخَل المسلم البوابة الرئيسية للمعرض وسط ازدحامٍ شديد حيث كان قرّاء غالبيتهم في العقد الثاني أو الثالث (دون الثلاثين من العمر) قدّم قسم كبير منهم مع ذويهم، واستطاع الكاتب الوصول إلى المنصة مع تزاحم قادمين جُدد، لكنه بعد بدء الفعالية وتوقيعه حوالي أربعين نسخة، اضطرت إدارة المعرض للتوافق معه على إيقاف الفعالية خوفاً على سلامة الحاضرين الذين كادوا أن يوُقعوا الجدار الزجاجي في حال استمرار تدافعهم باتجاه الكاتب.


خرج المسلم بعد أن وجّه "اتحاد الناشرين الأردنيّين"؛ الجهة المنظّمة للمعرض، اعتذارها للجمهور مع وعدٍ بتنظيم حفل توقيع خاص للروائي السعودي بعد شهر أو شهرين على أبعد تقدير، وهو الوعد نفسه الذي أطلقه منظّمو معرضَي "القاهرة للكتاب" في كانون الثاني/ يناير 2024، وكذلك "الرباط للكتاب" في أيار/ مايو الماضي، لكنه لم يُحدّد إلى اليوم وفق حسابات الكاتب على وسائط التواصل الاجتماعي. وكان صاحب سلاسل "خوف" و"بساتين عربستان" و"ملحمة البحور السبعة" و"صخب الخسيف" الروائية، قد نشر فيديو عقب حادثة "معرض عمّان"، قال فيه "اضطررننا نلغي الحفل للأسف - كالعادة- بسبب الازدحام"، لافتاً إلى أن الأعداد كانت كبيرة والطوابير لم تنظّم بشكل مناسب.


من جهتها، أوضحت إدارة المعرض في حديث، بأن التنظيم كان جيداً من خلال تجهيز المكان وقاعة التوقيع وغيرها من الترتيبات لكن عدد الحضور كان كبيراً، مما دفعهم إلى الإعلان عن "عدم استكمال" الحفل، من أجل ضمان السلامة العامة خشية وقوع ما لا تُحمد عقباه، غير أنه لم يتم تحديد موعد للفعالية البديلة لتوقيع إصدارات الكاتب الذي يزور المعرض للمرة الأولى.


ليس هناك من عوامل واضحة لتوزيع بعض روايات المسلم بمئات آلاف النسخ، دون وجود معلومات دقيقة حول أعداد النسخ الموزّعة في الطبعات القانونية أو تلك المزوّرة، إلا أن إجابات عدد من ذوي قرّاء المسلم الذين استطلعت آراءهم ، توافقت على أن أبناءهم يهتمّون برواياته في سنوات مبكّرة من أعمارهم لكنهم سرعان ما ينتقلون إلى خيارات أُخرى بعد قراءة جزء منها، خاصة أن تراكيبه بسيطة جداً بلغة فصحى تقترب من المحكية بسبب ضعف عربيته الناجم عن تنشئته في الولايات المتحدة والذي يغوي فئات عمرية في سن باكرة قبل أن تتطور لغتها وخيارات قراءاتها، فيما بيّن آخرون أن الفانتازيا التي يعتمدها المسلم في تقديم أحداث تاريخية متخيّلة، مع الإشارة إلى أن الروحانيات وقصص الجن والسحر تجتذب القرّاء "الصغار".


هل ستنظّم جولة خاصة للمسلم في المغرب، وتوقيع بظروف مناسبة في افتتاح الدورة المقبلة من "معرض القاهرة للكتاب"، وحفل توقيع آخر في عمّان قريباً، بحسب تصريحات سابقة أم أن خبر الإلغاء بسبب الازدحام يجبُّ ما بعده؟ وربما يمكن التساؤل عن المدى الزمني لاستمرار ظاهرة المسلم بمعنى أن تبقى أعماله لأجيال قادمة أم أنها رهينة مرحلة تنتهي مع بروز كاتب جديد يكتب بثيمات متشابهة؟