الضربة الإسرائيلية على إيران تقترب: القرارات اتُخذت والتفاصيل بُحثت
أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم الثلاثاء، بأن الضربة الإسرائيلية على إيران تقترب، وذكر موقع واينت أن القرارات المتعلّقة بها قد اتُخذت بالفعل وبُحثت تفاصيلها، فيما أفاد موقع والاه بأن إسرائيل بدأت بالتشويش على منظومة تحديد المواقع في منطقة تل أبيب. ووسط ذلك، صرّح وزير إسرائيلي بأن جهات في الائتلاف الحكومي تضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لضرب منشآت نووية إيرانية.
وذكر "واينت" أن نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت ورئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي بحثوا، أول من أمس الأحد، في جلسة سريّة عقدوها في إحدى قواعد الجيش التابعة للاستخبارات، أدق التفاصيل للهجوم المحتمل على الأراضي الإيرانية، كما انضم إلى الاجتماع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر المقرّب من نتنياهو، وضباط كبار في الاستخبارات، ما قد يدل على أهمية هذا الاجتماع.
وأضاف الموقع العبري أن نتنياهو وغالانت وهليفي اتّخذوا قرارهم بشأن الهجوم على إيران، فيما سيتم إطلاع باقي الوزراء في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) على الخطوط العريضة للعملية، وقد تبقى طبيعة العملية التي تمت صياغتها سرية حتى اللحظة الأخيرة.
وكان نتنياهو قد قام بزيارة مماثلة إلى قاعدة الاستخبارات عينها، عشية اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله الشهر الماضي، حيث تلقّى إحاطة متعمّقة من عدة ضباط بشأن عملية الاغتيال. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر عسكرية لم تسمّها قولها إن الحديث يدور عن المكان نفسه الذي منح نتنياهو الثقة للموافقة على الاغتيال وعلى عمليات أخرى وجّهت ضربات صعبة لحزب الله، كما لفتت إلى أن "النافذة الزمنية المتاحة لإسرائيل محدودة للغاية بسبب الانتخابات الأميركية التي أصبحت على الأبواب. وفي هذا الوقت، تتلقى إسرائيل تعزيزات دفاعية جوية من الولايات المتحدة، إذ يتعلق جزء من الاستعدادات (الإسرائيلية)، برد محتمل من جانب إيران".
من جهته، أفاد موقع والاه بأن الجيش الإسرائيلي بدأ، أمس الاثنين، تشويش نظام تحديد المواقع "جي بي إس" في منطقة الكرياه (مقر وزارة الأمن وقيادة جيش الاحتلال)، في تل أبيب، إثر تقديراته بأن إيران سوف ترد على الهجوم الإسرائيلي المتوقّع. وأكد مصدر أمني إسرائيلي لم يسمّه الموقع، أن الأميركيين سيساعدون في تعزيز نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، كما تعمل وزارة الأمن والجيش على تحديث أنظمة الرصد والإنذار بتقنيات متقدّمة في مناطق مختلفة في جميع أنحاء البلاد.
وأجرى الجيش الإسرائيلي عدة مناقشات في الآونة الأخيرة حول الاستعداد لردّ إيراني آخر على الهجوم الإسرائيلي. ويشمل الاستعداد مستوى عالياً من جهوزية نظام الدفاعات الجوية، وأنظمة التحكّم الخاصة بالجيش، وأيضاً في وزارة الأمن، وقيادة الجبهة الداخلية، والوزارات، وعلى مستوى مديري البنى التحتية الإسرائيلية والمرافق الحساسة.
ضغوط على نتنياهو لاستهداف المنشآت النووية
في سياق متّصل، قال وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو (حزب القوة اليهودية)، في حديث لإذاعة 103 العبرية، اليوم الثلاثاء، إن حزبه يمارس ضغوطا على نتنياهو لضرب منشآت نووية في إيران. وأوضح إلياهو، معلقاً على ما ورد في صحيفة واشنطن بوست، بشأن تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي للرئيس الأميركي جو بايدن بعدم ضرب منشآت نفطية أو نووية: "الحقائق في الصحف ليست الحقائق الفعلية. من يعرف لا يتحدّث ومن يتحدّث لا يعرف. لم يعرف أحد منا بخطة أجهزة البيجر (في لبنان)، وقدرتنا على اغتيال (حسن) نصر الله (الأمين العام لحزب الله)، وماذا يحدث داخل أقبية (جهاز الاستخبارات الإسرائيلي) الموساد. ما يمكننا فعله هو الضغط للرد بحزم. لا نريد أن نروي لأنفسنا قصصاً، بل نريد أن نخلق رادعاً حقيقياً لنا. من الواضح أنه يجب مهاجمة منشآتهم النووية".
وتابع الوزير الإسرائيلي متحدثاً بشأن احتمال موافقة نتنياهو على ذلك: "أنا واثق بأنه بمساعدة الضغط المناسب من الجمهور، ومن (حزب) القوة اليهودية، وأعضاء في الائتلاف الحكومي، فإنه سيتخذ القرار الصحيح". من جهتها، تهدد إيران بأنها لن تتردد في اتخاذ "المزيد من التدابير الدفاعية القوية" إذا ردت إسرائيل على الضربة الصاروخية التي نفذتها قبل نحو أسبوعين.