اجتماع سري لقيادة إسرائيل: رد محتمل وشيك على الهجوم الإيراني
عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، مساء أمس الأحد، اجتماعًا سريًا في قاعدة تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية، حيث تم مناقشة الهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران ردًا على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
جاء ذلك بحسب ما كشف الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت)، مساء اليوم، الإثنين، مشيرا إلى أن القرار الذي يتعلق بحجم وطبيعة وكيفية رد إسرائيل على الهجوم الإيراني، سيُتخذ بواسطة نتنياهو وغالانت وهليفي، على أن يتم إطلاع بقية أعضاء المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية على القرار بصورة عامة للحصول على موافقة نهائية.
وأشار التقرير إلى أن نتنياهو كان قد زار قاعدة تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية قبيل اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في الشهر الماضي، حيث تلقى إحاطة معمقة من عدة ضباط حول إمكانية تنفيذ عملية الاغتيال. ونقل التقرير عن مصادر عسكرية أن هذه الزيارة "منحت نتنياهو الثقة للموافقة على العملية وغيرها من العمليات".
وبحسب التقرير، فإن زيارة الأمس تأتي في سياق العديد من المداولات التي عقدها نتنياهو وغالانت وهليفي مؤخرا، لاتخاذ قرار نهائي بشأن الهجوم على إيران، غير أن "واينت" اعتبر أن المداولات التي عقدت في قاعدة الاستخبارات العسكرية هي "الأهم حتى الآن" في سياق الرد على الهجوم الإيراني.
ولفت التقرير إلى توافق بين نتنياهو وغالانت وهليفي بشأن أهداف الهجوم الإسرائيلي المتوقع، وسط تقديرات بأنهم "لن يكشفوا عنها لأعضاء الكابينيت خوفًا من تسريب المعلومات". ويقول مسؤولون إن الولايات المتحدة حثت إسرائيل على معايرة ردها لتجنب إشعال حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
وأعرب الرئيس الأميركي، جو بايدن، علنا عن معارضته لهجوم إسرائيلي على المواقع النووية الإيرانية ومخاوفه بشأن توجيه ضربة لمنشآت النفط والبنية التحتية للطاقة في إيران، وسط تقديرات بأن إيران تسعى إلى تجنب الحرب المباشرة مع إسرائيل ةالولايات المتحدة، مما يجعل نشر القوات الأميركية في إسرائيل عاملا آخر في حساباتها في المستقبل.
أمس، أكدت الولايات المتحدة أنها سترسل منظومة متطورة مضادة للصواريخ إلى إسرائيل مع قوات أميركية لتشغيلها، في مسعى لتعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية في أعقاب هجمات صاروخية شنتها إيران. وقال بايدن إنه سيرسل المنظومة "للدفاع عن إسرائيل" التي تدرس ردا متوقعا على الهجوم الصاروخي الإيراني.
ونظام الدفاع الجوي نوع "ثاد" سيساعد إسرائيل في اعتراض الصواريخ الباليستية. بالإضافة إلى ذلك، ترسل الولايات المتحدة حوالي 100 جندي إلى المنطقة. ويأتي هذا التحرك في ظل التوقعات في واشنطن بهجوم إسرائيلي قريب على الأراضي الإيرانية ورد فعل إيراني، وفي إطار الفهم بأن أنظمة الدفاع الإسرائيلية لا تستطيع تقديم حماية بنسبة 100%.
ووصف الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية، الميجر جنرال باتريك رايدر، عملية النشر بأنها جزء من "التعديلات الأوسع التي أجراها الجيش الأميركي في الأشهر القليلة الماضية لدعم إسرائيل والدفاع عن الجنود الأميركيين من هجمات إيران والجماعات المدعومة من طهران".
لكن نشر قوات عسكرية أميركية في إسرائيل أمر نادر خارج نطاق التدريبات، نظرا للقدرات العسكرية الإسرائيلية. فقد ساعدت القوات الأميركية في الأشهر القليلة الماضية إسرائيل في الدفاع عن نفسها بواسطة السفن الحربية والطائرات المقاتلة في الشرق الأوسط، عندما تعرضت لهجومين إيرانيين.
وأطلقت إيران صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل في نيسان/ أبريل الماضي. وفي الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي على إسرائيل وسط تصعيد في القتال بين إسرائيل وجماعة حزب الله المدعومة من إيران في لبنان. وتم اعتراض الكثير من تلك الصواريخ في الجو ولكن بعضها اخترق الدفاعات الصاروخية.