الفناطسة يكتب: "تحديث نقابي من وحي الرؤية الملكية"


كتب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن خالد زاهر الفناطسة، مقالا في افتتاحية العدد الثاني من مجلة يصدرها الاتحاد، بعنوان، "تحديث نقابي من وحي الرؤية الملكية".

موقع "أخبار البلد" أطلع على المجلة وما اشتملت عليه من أخبار عمالية ونشاطات نقابية، إلى جانب الفعاليات التي نظمها الاتحاد خلال الأشهر الماضية، وارتأى أن ينشر للسادة المتابعين والقراء، والمراقبين والمهتمين بالعمل النقابي أيضا؛ افتتاحية المجلة، لأهمية ما فيها من مضامين تعبر عن فكر الرجل الذي يتولى قيادة المنظمة العمالية الأكبر في الأردن، ويقود صرحا نقابيا له تاريخ عريق، ويسعى جاهدا لنفض الغبار عنه، وإعادة الألق إليه، وهو من قال عبر وسائل الإعلام، وعبّر بكل عفوية وصراحة، وبلهجة الأردني المنتمي لتراب هذا الوطن، إن "اتحاد العمال يمرض ولكن لا يموت ... التركة ثقيلة .. نعم بس خلينا نلد لقدام".

وتاليا افتتاحية المجلة:

هذا هو العدد الثاني من مجلتنا الغراء، مجلةٌ تحمل اسم منظمتنا العمالية ذات الإرث النقابي العريق، والتاريخ الحافل بالنضالات العمالية، ينتمي إليها عمال الوطن على امتداد أرضه وسمائه، وتمثل سواعد البذل والعطاء في شتى ميادين العمل والإنتاج.

يأتي هذا العدد، ليشهد على محطة جديدة من مسيرة الاتحاد، بدأت منذ أن تسلمت رئاسته بالوكالة، قبل خمسة أشهر، وقد عملت بجدّ واجتهاد خلال المرحلة الماضية، كي تعود الروح إلى صرح وطني عمالي، انطلق مع بدايات استقلال الدولة الأردنية، واحتفل هذا العام بمرور 70 عاما على تأسيسه، وسيواصل مسيرته - بإذن الله -، متسلحًا بهذا التاريخ النقابي ومنطلقا من رؤية جديدة تحكم آلية العمل، ومنسجمًا مع مشروع الدولة الأردنية في التحديث، والتي تأتي ترجمة لتوجيهات جلالة الملك المعظم، ورؤيته الثاقبة لمستقبل الوطن الحبيب.

لقد كنتُ حريصا بأن تكون هذه المحطة من مسيرة الاتحاد مضيئة بالعمل والإنجاز، حيث عملت على رفع اسم اتحادنا في المحافل العربية والدولية، في إطار المشاركة بالفعاليات الدولية والعربية ذات الصلة بالعمل والعمال، وتعزيز حضوره كمنبرٍ نقابيٍ أردني؛ فمن مؤتمر العمل العربي الذي عُقد هذه الدورة في بغداد، إلى مؤتمر العمل الدولي الذي يعقد سنويا في جنيف، ثم إلى بروكسل حيث ختام النسخة الثانية من مشروع تعزيز الحوار الإجتماعي في جنوب المتوسط، مرورا بنشاطات عديدة، وفعاليات متنوعة، ولقاءات وزيارات مثمرة، شملت مؤسسات رسمية ووطنية، ومنظمات دولية ومؤسسات مجتمع مدني، واتحادات عربية ودولية .. والهدف من ذلك كله يا ساده: "المشاركة الفاعلة والحضور المميّز" .. مشاركةً تليق باسم اتحاد يحمل اسم الوطن الغالي، وحضورًا يعطي له تأثيرا بالحياة العامة، والفضاء العربي والدولي، إلى جانب ما تحقق من تفاعل إيجابي ومتابعة حثيثة لملفات عمل الاتحاد، والقضايا العمالية ذات الارتباط بقطاعات معينة، مثل عقد العمل الموحد بالتعليم الخاص، وحقوق عمال نقابة البلديات، إلى جانب ما كان على المستوى الوطني مثل تسعيرة أجور الأطباء، والتي تكللت جهود الاتحاد بالنجاح بعد أن قاد جهدا وطنيا وكان صاحب الموقف الصلب في قضية ذات مساس مباشر بالمصلحة الوطنية والرعاية الصحية المقدمة لأبناء المجتمع.

يعلم الجميع، أننا نعيش مرحلة يستعد فيها الوطن لخوض استحقاق دستوري، ولا يمكن لاتحادنا الذي يمثل شريحة هي الأوسع بالمجتمع، أن لا يكون له "اشتباك ايجابي" مع هذا الحدث الوطني البارز، وقد أكدّت على ذلك مبكرا، من خلال الفعاليات والانشطة النقابية المختلفة، سواء في الاحتفالات (حفل عيد العمال، حفل عيد الاستقلال واليوبيل الفضي)، أو من خلال اجتماعات الهيئات العامة، حيث عبّرت عن ذلك صراحة في أول اجتماع شاركت به لنقابة العاملين بالكهرباء، مطلع شهر نيسان الماضي، وأشرت إلى أنّ الاتحاد، سيعمل على تعزير دوره في منظومة الإصلاح السياسي والاقتصادي، انسجاما مع التوجهات والرؤى الملكية، مع التركيز على المرأة والشباب النقابي.

واليوم بعد أن حصلت على ثقة زملائي في المكتب التنفيذي باختياري رئيسا للاتحاد العام لنقابات عمال الأردن؛ في جلسة استثنائية ضمن الدورة النقابية الحالية التي تنتهي في عام 2027، أصبحت أكثر إدراكا لأمانة المسؤولية، وأشدٌ تصميما على المضي قدما بقيادة هذه الحِقبة الزمنية من عمر اتحادنا، بكل همّة وعزيمة، وإعطاء أولوية لما أعلنت عنه أمام قيادات العمل النقابي على مستوى الوطن، من أعضاء المؤتمر العام الكرام، والذي لا يخرج عن استحقاقات المرحلة الراهنة من عمر الوطن؛ إذ أنّه: تحديث نقابي من وحي الرؤية الملكية لقائد الوطن المُفدى، وذلك بإجراء عملية إصلاح شاملة للاتحاد العام والنقابات الأعضاء، وإعادة هيكلته، ليصبح أكثر تمثيلاً وشمولية وديمقراطية، من خلال خطة إستراتيجية شاملة من شأنها تعزيز قدرات النقابات العمالية وهياكلها التنظيمية، وتفعيل دورها بالتأثير على السياسات الإجتماعية والإقتصادية وتوفير العمل اللائق.

ختاما، لا يمكن أن يتحقق ما نصبوا إليه من مستقبل مشرق لاتحادنا، دون مشاركة فاعلة من زملائي أعضاء المكتب التفيذي الأعزاء، وهم من منحوني الثقة، وأتشرف بالعمل معهم أخا لهم، قبل أنّ أكون رئيسا عليهم، إلى جانب الزملاء والزميلات في الأسرة النقابية من النقابات المنضوية تحت مظلة الاتحاد، فهم القاعدة النقابية التي تأسس عليها الاتحاد.

والآن أترك لكم المجال لتكونوا بصورة ما عملنا عليه خلال الفترة الماضية، والذي توثق صفحات هذه المجلة وسطورها، جانبا منه ، كما لا يفوتني أن أتقدم بجيل الشكر وعظيم العرفان لشركائنا في العمل والانتاج من المنشآت الوطنية والشركات التي دعمت هذا الجهد، وأسهمت بتعزيز جهود الإعلام والاتصال في الاتحاد.