"السلطة" تطارد المقاومين في الوقت الضائع

لعب في الوقت الضائع في محاولة لإرضاء حكومة العصابة في تل أبيب، هكذا يوصف ما قام به جهاز الأمن الفلسطيني في رام الله في مطاردة المقاومين، ومصادرة أسلحتهم وكشف عبواتهم، وإطلاق النار عليهم ومحاولة اعتقالهم، ممارسات خارجة عن كل الأعراف والقيم الوطني والأخلاقية.
وقد فتحت عملية إعدام قوات العدو الصهيوني المطارد عبد الحكيم شاهين (33 عاما) من نابلس بعد الاشتباك معه وإصابته بجروح خطيرة واعتقاله ومنع علاجه حتى ارتقى على إثرها، ملف مطاردة السلطة المقاومين من جديد.
أجهزة السلطة كانت قد طاردت شاهين في وقت سابق من الليلة الماضية، وأطلقت النار تجاه مركبة تقل مطاردين للاحتلال في مدينة طوباس في محاولة لاغتيالهم، واندلعت اشتباكات مسلحة بين عدد من المقاومين وأجهزة أمن السلطة ردا على محاولة اغتيال المطاردين.
ونجا المطارد للاحتلال عبد الحكيم شاهين "عبود" من محاولة اغتيال بعد محاصرته من قبل أجهزة السلطة وإطلاق النار تجاهه بقصد قتله، قبل اشتباكه مع جنود العدو الصهيوني لاحقا ثم استشهاده.
وتنشط أجهزة أمن السلطة في جمع المعلومات الأمنية عن عناصر المقاومة وتحركات كل منهم وأي عمليات ينوون تنفيذها بهدف إحباطها أو تسليمها للاحتلال لقتلهم أو اعتقالهم ضمن التنسيق الأمني المستمر منذ اتفاق أوسلو.
ووصف مختصون بالشأن الفلسطيني ما تقوم به السلطة بأنه "سلوك عار".
وكان ذروة البؤس ما وقع في طوباس بأن يكون هناك مناضل تطارده أجهزة السلطة والاحتلال، وبعد ساعات قليلة يستشهد على أيدي جنود الاحتلال الحثالة، كل ذلك تزامنا مع توسيع الاستيطان وتدنيس المقدسات، بالتوازي مع تدمير لبنان وقطاع غزة ومخيمات شمال الضفة الغربية..
وبدا وكأن السلطة تريد تقديم شهادة حسن سلوك جديدة للاحتلال حتى يفرج عن أموالها المحتجزة لدى المجرم وبقايا البراز البشري وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش والتي تزيد عن مليار دولار.
السلطة تعرف تماما بأنها لن تمنح دولة فلسطينية متكاملة الأركان ولا حتى في الأحلام، ولا حتى في المشمش كان يقولون، لكنها مكتفية بدورها الحالي وبما تجود به عليها دولة الاحتلال من أموال المقاصة وما يتكرم به الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية من فتافيت لتبقى تتنفس وتنفذ جميع بنود اتفاقية أوسلو التي فتح عليها الاحتلال "سيفون" الحمام منذ وقت بعيد.
ما تفعله الشرطة الفلسطينية مع المقاومين عبث وخيانة وطنية لا فائدة من ورائها ولن تفيد السلطة في شيء لأن الاحتلال والغرب وحتى بعض الحكومات العربية ترى بأن هذه السلطة غارقة بالفساد ومنتهية الصلاحية.
وحتى تشعر سلطات الاحتلال سلطة رام الله بالدونية والوضاعة تقوم باقتحام مناطق محددة خاضعة لحكم السلطة من اجل إذلالها وإذلال أجهزتها.
ومن يهن يسهل الهوان عليه.