رد على من سمى نفسه الشريف ؟؟
جاء الأشراف الشرفاء بعد خروجهم من وطنهم الحجاز إلى بلاد الشام، وبالأخص منطقة شرق الأردن، فقبلت عشائر الأردن "أهل وأصحاب هذا الجزء من الوطن العربي" أن يكون الأشراف الهاشميون أمراءا وملوكا عليهم، وهم أهل لذلك، وبنى الأردنيون الأحرار من جميع الأصول والمنابت هذه الدولة ...... ورحم الله الحسين الباني الذي كان يسير على "شعرة"، ..... لم يسمع منه أي أردني ولم تسمع منه أي قبيلة، أي قول إلا وتفخر به، ويفخر بها، كان رحمه الله من الحكمة والمعرفة والثقافة ... بحيث لم يصدر منه ولا من أي إنسان حوله، سواء كان زوجة، أو ابن، أو بنت، أو حتى أخ، أي نعت أو شتيمة على أي أردني مهما كان أصله وفصله، ولا علي أي قبيلة من القبائل الأردنية .... تزوج أربع نساء من شتى الأصول والمنابت على رأسهن الملكة "علياء" عليها رحمة الله، كانت ابنة عائلة كريمة من أصول فلسطينية .. عائلة ذات جاه وعلم وأدب وتاريخ .... أحبها الشعب الأردني لأنها كانت ملكة بحق وحقيقة، كانت تعمل بالليل والنهار لإسعاد عائلتها الملكية الصغيرة، ومن أجل الشعب الأردني بدون تمييز، كانت تضع "الشماغ الأحمر" رمز الأردن والأردنيين على رأسها وكتفها وخاصة بالمناسبات الرسمية، لا أن تقذف به بعيدا عنها وكأنه حية لامست كتفها ـ لم يسمح المرحوم بإذن الله الملك الحسين لأي منهن بالتدخل في الحكم أو اختيار الوزراء أو رؤساء الديوان الملكي أو حتى في بيع أو شراء المؤسسات العامة أو الخاصة، أو التدخل المباشر في التعليم، كما أنه لم يسمح لأي ممن حوله ممن يحمل لقب أمير أو حتى لقب شريف بالتدخل بشؤون الدولة إلا لمن هو أهل لذلك، أمثال الأمير الحسن حفظه الله، والشريف ناصر، والشريف عبدالحميد عليهم رحمة الله، أما عهدنا الحالي فحدث ولا حرج أصبح يخرج علينا ممن هب ودب، يشتم هذا الشعب حتى في وكالات الأنباء أو الصحافة، هذا الشعب الذي حمى العرش الهاشمي وما زال يحافظ عليه، ويعتز بذلك، هذا الشعب الذي جعلهم ملوكا وأمراءا عليه، مع العلم أن هذا هو الشعب الوحيد في العالم العربي والإسلامي الذي قبل بهم ملوكا وأمراء وأشرافا عليهم ... ولكن بعد دخول ما هب ودب عليهم، وبدأ بتشويه صورة الهاشمي الأصيل ... حتى أفقد بعضهم "حس" حسن النطق والخطاب حتى أصبح بعضهم ما يميز بين الخبيث والطيب ... ودب الفساد، وأصبحت النساء أكثر مقدرة من الرجال حتى على اتخاذ القرار وفهم ما يدور حولها .... نقول لهذا الشريف ابن كائن من كان، بأنه لكل قوم "حثالة" ويظهر أنه من "حثالة" القوم إن كان من الأشراف فعلا ... ونقول له ولأمثاله بأن الأردن هو وطن كل أردني مخلص له، ولشعبه، مهما كان أصلة وفصله ومنبته، هذا وطن "الأحرار من شتى المنابت والأصول" ممن جاء أرض هذه العشائر والقبائل، وتعاون معها وساهم معها على بناء هذا الوطن بالكد والجهد والدم، هذا وطن الأحرار لمن يعشق أرضه ويحب أهله وشعبه بدون تمييز. نقول لؤلئك "الطفيليون" الذين يعيشون على دم هذا الشعب وأصبحوا أصحاب ملايين وبلايين، أصبحوا أصحاب عقارات تقدر بآلاف الدونمات والعمارات، أصحاب قصور فارهة، وهم قبل أقل من خمسة عشر عاما، كانوا لا يملكون حتى شقة صغيرة في الأردن، هؤلاء الذين يتعجرفون ويتكبرون ويتعالون على هذا الشعب الحر الأبي الذي لا يقبل الضيم أبدا، وحتى بلغوا من قلة الأدب والوقاحة الفاجرة أن يعمموا ويشتموا القبائل والعشائر جهارا نهارا، عليهم أن يرحلوا من هذا البلد ويفتشوا على بلاد أخرى، وشعب آخر يمنحهم ما يستحقون من الألقاب والأوسمة ... الأردن تباع أراضيه ومؤسساته العامة والخاصة جهارا نهارا ... من أناس معروفين بالاسم ... بغض النظر عن ألقابهم ومناصبهم ... ولكن التاريخ سوف لا يرحم ... وسوف "يذوب الثلج ويبان ما تحته".... والله يمهل ولا يهمل .... وإن ربك لبل مرصاد.