من التخطيط إلى "الطُعم" فالتنفيذ... هكذا اغتالت إسرائيل حسن نصرالله

كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية اليوم السبت، تفاصيل العملية التي وصفتها بـ"السرية والمعقدة"، وأدت إلى اغتيال الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله في غارة جوية على ضاحية بيروت الجنوبية أمس الجمعة.
 
 
ووفق الصحيفة، "كان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق آرون حاليفا قد درس بالفعل خيار اغتيال نصر الله في 11 تشرين الأول (أكتوبر)، بناءً على القدرات المتقدمة لوكالة الاستخبارات العسكرية التي بنتها على مدى سنوات طويلة والتي كانت معدومة خلال حرب لبنان الثانية، إذ لم يكن هناك أي فكرة عن مكان اختبائه، وكان الملف المتعلق به ضئيلاً، وربما عديم الفائدة من الناحية العملياتية".
 
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية أن "الظروف السياسية والاستخباراتية والعملياتية لاغتيال نصر الله نضجت بحلول يوم الأربعاء الماضي، فقد أوصت الاستخبارات العسكرية مرة أخرى بالتحرك، ووافقت القيادة السياسية على ذلك بعد أن اطلعت على المعلومات الاستخباراتية الحميمة والحساسة التي تم جمعها لإغلاق الحلقة".
 
وتضيف "جيروزاليم بوست": "بدأ التحضير واتخاذ القرار بشأن عملية الاغتيال المستهدفة يوم الأربعاء، وكان الانتظار المزعج هو انتظار معلومات استخباراتية دقيقة وعالية الجودة لتحديد لحظة اجتماع قيادة حزب الله، والتي أظهرت الغطرسة والانفصال تجاه قدرات الاستخبارات والقوة النارية للجيش الإسرائيلي".
 
بعد ذلك، تقول الصحيفة إن "نتنياهو أجرى اتصالاته المعتادة، وأعطى الضوء الأخضر للتقدم في عملية وقف إطلاق النار، وقرر السفر إلى الولايات المتحدة، كجزء مما يبدو أنه مناورة خداع لتهدئة قيادة حزب الله، التي ابتلعت الطعم، إذ لولا ذلك لما كان اجتماع القيادة في مقر تحت الأرض يعمل كمركز قيادة للحزب في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت".
 
وتابعت: "خلال رحلة نتنياهو إلى الولايات المتحدة، جرت مشاورات أمنية على متن الطائرة، حيث تم تقديم تحديثات استخباراتية حول التطورات في لبنان واستعداد الاستخبارات والقوات الجوية لتنفيذ هجوم لا يمكن لأحد الهروب منه، حتى في شبكة تحت الأرض".
 
ويوم الخميس كما تقول الصحيفة: "عقد مجلس الوزراء اجتماعاً هاتفياً انتهى في الرابعة صباحا بتوقيت إسرائيل، والتاسعة بتوقيت نيويورك، حيث أدار نتنياهو الاستعدادات من غرفته في الفندق في الولايات المتحدة، بعد مشاورات مع وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي هرتس هاليفي، ورئيس الموساد ديفيد برنياع. وبعد المناقشة المهنية، تم تفويض نتنياهو وغالانت بالموافقة على الاغتيال المستهدف بناء على معلومات استخباراتية واردة".
 
 
قنابل خارقة للتحصينات
وتضيف: "في حوالي الساعة العاشرة من صباح الجمعة بتوقيت إسرائيل، عقد نتنياهو مشاورة أمنية أخرى مع وزير الدفاع ورئيس الأركان بناء على آخر المعلومات الاستخباراتية. ووفقاً لمصادر إسرائيلية، فقد وردت معلومات استخباراتية قبل وقت قصير من خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة. واستكمل جيش الدفاع الإسرائيلي الاستعدادات، ورفع الجاهزية واليقظة في أنظمة المراقبة والدفاع الجوي".
 
وأشارت إلى أنه "تمت مشاورة أخرى، وأعطى نتنياهو الضوء الأخضر لعملية الاغتيال المستهدفة التي من شأنها أن تهز الشرق الأوسط والعالم العربي. وأعطت قيادة سلاح الجو الضوء الأخضر لتسليح الطائرات بقنابل خارقة للتحصينات. ونزل رئيس الأركان ووزير الدفاع إلى (الحفرة)، القاعدة تحت الأرض لجيش الدفاع الإسرائيلي في تل أبيب، برفقة رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء شلومي بايندر، وقائد سلاح الجو اللواء تومر بار، ورئيس العمليات اللواء عوديد باسيوك. وانطلق عدد كبير من الطائرات المقاتلة، وبمجرد إعطاء الإشارة، بدأت واحدة تلو الأخرى في إسقاط العشرات من القنابل، وتبليغ (ألفا) على شبكة الاتصالات واحدة تلو الأخرى. وكانت أعمدة الدخان مرئية من بعيد".
 
ووفق الصحيفة، "أرسلت طائرات بدون طيار صوراً إلى (حفرة) سلاح الجو أثناء انهيار المباني في قلب حي الضاحية. وعلى عكس محاولة اغتيال علي كركي الفاشلة السابقة، بسبب نطاق محدود من الذخائر، كانت هذه المرة قاتلة. فقد قُتل نصر الله وقائد الجبهة الجنوبية لحزب الله علي كركي على الفور إلى جانب شخصيات بارزة أخرى".