lمعارضة عربية في حواضن استخبارية غربية
صمت طويل ,وصبر اطول,وأمل بلا حدود في مستقبل مشرق، كان ثالوث هاجس المواطن العربي,لكن المفارقة ،انه ما ان يفيق من صدمة حتى يقع تحت أخرى اشد ضراوة وأكثر عنفاً من سابقاتها ! وبما انني كمواطن عربي احتل اعلى رتبة في السلم الوطني،لكنني ارزح تحت وطأة تلك الصدمات،حيث اعتقدت واهماً قبل عام أن المستقبل المشرق قد اطل علينا اخيراً على الوطن العربي محملاً بنسائم الحرية القادمة مع الثورات العربية؛ فعشت الأمل وألألم معاً ,معتقداً أننا تجاوزنا مرحلة الصمت،وكسرنا حاجز الخوف وانطلقنا إلى فضاء الحرية،وان عقلنا الجمعي العربي بدأ صياغة مرحلة جديدة من تاريخ الأمة,حينما اجمع على ضرورة رفع الظلم والاستبداد ،وهزيمة الديكتاتوريات ومؤسساتها الفاسدة ,التي نخرت عظام الكيانات العربية. فهتفت لثورة تونس, وعشت لحظات تحرر الشعب المصري بكل وجداني, وأذهلني صبر أهلي في اليمن وإصرارهم وحرصهم على سلمية ثورتهم، فأكدوا أن 'الحكمة يمانية' .وللأسف اختطفت 'ثورات الربيع العربي' بالمؤامرات الدولية ,فوجدنا أنفسنا أمام مرشح واحد للرئاسة في اليمن خرج من عباءة النظام السابق،بمعنى ادق 'ديكتاتور ثوري'. ثوار ليبيا لم يسعفهم الصبر لينجزوا ثورتهم بأيديهم ,فأسرعوا لأعدائهم ليستعينو بهم على وطنهم.الاطلسيون وعسكر الناتو،كان همهم الاول الأرض الليبية وخيراتها, ولم تميز طائراتهم التي دمرت المدن الليبية،ومسحت بعضها، بين المواطنين العزل وعسكر النظام.المضحك ان الثورة الاطلسية تمخضت عن مجلس هزيل،بلا هيبة ولاصلاحية،ومازالت المدن بايدي 'الثوار'الذين يرفضون تسليم اسلحتهم قبل قبض مستحقاتهم الثورية من مناصب ومكاسب،والاسوأ ان انفصال ولاية برقة تماما كما حدث في الهجمة الكونية على العراق بتمويل عربي،وانفصال الجيب الكردي،وذات السيناريو حدث في السودان بانفصال جنوبه عن شماله'والحبل على الجرار'. أما حكاية الشعب السوري فما زال اللغز الأكبر في الحكاية العربية, ففي قلب العروبة النابض يتسلل الأعداء بعصابات القتل ليعيثوا في سوريا خرابا بحجة دكتاتورية النظام ,الذي اعلن منذ اللحظات الاولى عن اطلاق قطار الاصلاح،فوق سكة الحوار الوطني لتعطيل تدويل القضية و التدخل الأجنبي لاستباحة سوريا ام الحضارات ومركز الكون,إلا أن إصرار ما يسمى بقيادة المجلس الوطني 'مجلس اسطنبول' على تدويل الوضع السوري , يضع اكثر من علامة استفهام على الحالة في سوريا. إن بعض الأنظمة العربية التي ما زالت شعوبها تكن لها شيئاً من الاحترام ,وتراهن على امكانية إستجابتها لرغبات شعوبها بالتحرر بشكل سلمي نشهدها هذه الأيام تتخبط وتتراجع عن وعودها التي أطلقتها تحت هدير أصوات الثورات العربية ,ولعل ما جادت به قريحة الحكومة الأردنية في انقضاضها على الناشطين السياسيين وسحلهم وإعتقالهم والتعدي بالضرب المبرح عليهم بما يؤشر الى عودة الأحكام العرفية خير مثال على ذلك. الانظمة القمعية العربية استفادت مما حدث في ليبيا ,واليمن ,وسوريا من اسالة دماء وخراب اقتصادي وهجرات جماعية وتوهم شعوبها ان الحراك الشعبي التحرري، سيكون نتائجه وخيمة ويهدد مستقبل البلاد والعباد,والكارثة الأكبر أن شعوب هذه الدول ما زالت لم تدرك أهمية الحراك الشعبي للوصول إلى غايتها بالديمقراطية والحرية, وتراهن على أنظمتها بمنحها ما هو حق لها . الفكرة كبيرة ,والأوطان تحتاج إلى إرادة قوية وتضحيتات كبيرة لتحريرها,الشاعر المبدع الرائع صاحب النبوءة الاستشرافية محمود درويش قال ذات اشراقة عند إعلان دولة فلسطين على الورق (ما أوسع الثورة ما أضيقَ الرحلة ما أكبرَ الفكرة ما أصغرَ ألدوله). كم نحتاج من الوقت والتضحيات في الوطن العربي, لنسترد حقوقنا ,ونجسد أحلامنا, ونرسم خارطة عربية واحده, التي طالما هتفنا لها و ما إن حبونا الخطوة الأولى نحو الأمل بتحقيقها حتى طلبنا العون من الأعداء في خطوتنا الثانية لقصف اوطاننا التي نسعى الى تحريرها. تناقض جهنمي لايوجد الا عند الثوريين العرب والمعارضة العربية التي ترعرعت في الحاضنات الاستخبارية الامريكية والصهيونية...الهم فاشهد!!!!. يونس الطيطي |
|