هل ستؤثر الأوضاع في لبنان على الاقتصاد الأردني؟

يمر لبنان بظروف اقتصادية وسياسية صعبة، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذه الأوضاع على الاقتصاد الأردني. يعتبر الأردن جارة للبنان ويجمع بينهما علاقات تاريخية وتجارية وثقافية، لذا فإن أي تقلبات في لبنان قد تنعكس على الاقتصاد الأردني.

التأثيرات المحتملة على الاقتصاد الأردني:

التجارة والاقتصاد:

تراجع التجارة: بلغ حجم التجارة بين الأردن ولبنان في عام 2022 حوالي 900 مليون دولار، مع تسجيل زيادة بنسبة 12% مقارنة بالعام السابق. إلا أن الأوضاع الحالية قد تؤدي إلى تراجع هذه الأرقام نتيجة لتقليل التبادل التجاري.
زيادة تكلفة السلع: نتيجة لعدم الاستقرار في لبنان، قد تؤثر تكلفة نقل السلع وزيادة الضرائب على المنتجات المستوردة من لبنان إلى الأردن.

الاستثمار:

تراجع الاستثمارات اللبنانية: يعتبر المستثمرون اللبنانيون من أكبر المستثمرين في الأردن، حيث تشير التقارير إلى أن الاستثمارات اللبنانية في الأردن تقدر بنحو 2.5 مليار دولار. ولكن الأوضاع الحالية قد تؤدي إلى سحب جزء من هذه الاستثمارات.
السياحة:

تراجع السياحة: بلغ عدد السياح اللبنانيين الذين زاروا الأردن في عام 2023 حوالي 200,000 سائح. في حال تفاقمت الأوضاع، من المتوقع أن تنخفض هذه الأرقام بشكل كبير.
التحويلات المالية:

تحويلات المغتربين: تعتبر تحويلات اللبنانيين المقيمين في الأردن مهمة، حيث تقدر هذه التحويلات بحوالي 300 مليون دولار سنويًا. لكن في ظل الأوضاع الحالية، قد يتأثر هذا الرقم سلبًا.

التوقعات المستقبلية

تشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الأردني قد يواجه تحديات أكبر في حال استمرت الأوضاع في لبنان في التدهور. ومع ذلك، يبقى الأردن مستقرًا نسبيًا من حيث السياسات المالية، مما قد يساعد في التخفيف من التأثيرات السلبية.

وبينما قد يؤثر الوضع الراهن في لبنان على الاقتصاد الأردني من خلال تقليص التجارة والاستثمارات والسياحة، فإن الاستجابة الفعالة والسياسات المدروسة يمكن أن تساعد في تقليل المخاطر والتخفيف من الآثار السلبية المحتملة .