هل تسهم الزيارات الميدانية بتطوير التعليم في الأردن؟

في الوقت الذي شدد فيه وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي د.عزمي محافظة مؤخرا على ضرورة التزام مديري التربية والتعليم بتكليف فرق لزيارة المدارس في مختلف مناطق المملكة، ومتابعة هذا الأمر بشكل جدي ورفع تقرير يومي بذلك، أكد خبراء تربويون أن هذه الخطوة إيجابية وستعزز التحول نحو الإدارة الميدانية.

 

وبينوا في أحاديثهم المنفصلة لصحيفة "الغد"، أن الزيارات الميدانية تعد مجدية وتعزز التواصل مع إدارات المدارس والوقوف على واقع حال المدارس وتلمس احتياجاتها وتعزيز الإيجابيات وإيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي تعاني المدارس.

 

وأوضحوا أن الزيارات الميدانية لمديري التربية والتعليم والكوادر الإشرافية والإدارية للمدارس ستسهم بتحسين البيئة التعليمية عبر تحديد الاحتياجات والمشكلات التي تواجه المدرسة والعمل على حلها بشكل فعال، فضلا عن مساعداتها بتقييم أداء المعلمين والطلاب على حد سواء مما يتيح الفرصة لتحديد نقاط القوة والضعف والعمل على تحسينها.

وكان وزير التربية والتعليم د.عزمي محافظة، أكد خلال ترؤسة اجتماعا للجنة التخطيط الإثنين الماضي، ضرورة تفعيل الزيارات الميدانية من قبل مديري التربية والتعليم والكوادر الإشرافية والإدارية لمتابعة سير العملية التعليمية في الميدان التربوي ومساعدة الإدارات المدرسية على تذليل أي تحديات قد تعترض سير عملها.

وشدد محافظة في بيان صحفي حصلت "الغد" على نسخة منه، على أهمية التزام الطلبة بالدوام المدرسي، داعيًا مديري التربية والتعليم إلى تكليف فرق لزيارة المدارس في مختلف مناطق المملكة ومتابعة هذا الأمر بشكل جدي ورفع تقرير يومي بذلك لمركز الوزارة.

إلى ذلك، أكد الخبير التربوي د.صالح بركات، أن وزير التربية والتعليم سعى عبر تشديده على ضرورة التزام الفرق بالزيارات الميدانية للمدارس، إلى تحقيق 3 أهداف رئيسية تتمثل بمراقبة انضباط الطلبة بالدوام المدرسي، والتأكد من تطبيق التعليمات، ومراقبة اليوم الدراسي والالتزام بالتعليم كما هو مخطط له بالبرامج الدراسي.

وبين أن هذه الأهداف الثلاثة سيكون لها واقع إيجابي على الواقع التعليمي، إذا طبقت بالشكل صحيح وتم الالتزام بها، داعيا لأن يكون هناك مساءلة ومراقبة لأي خلل قد يحدث فيها.

وقال بركات: في العام الدراسي الماضي كانت نسبة الغياب مرتفعة بين الطلبة ما اضطرت الوزارة لوضع سقف جديد لعدد أيام الغياب لتصبح 10 % بدلا من 20 % اعتبارا من العام الدراسي الحالي، لافتا إلى أن نسبة الفاقد التعليمي مرتفعة أيضا لدينا جراء الغياب غير المبرر عن المدرسة.

وأضاف أن هذا الإجراء يتطلب رقابة من الإدارة المدرسية والإلتزام بتطبيق التعليمات، وهنا تكمن أهمية الزيارات المدرسية التي ستراقب عن كثب، لافتا إلى أن مديريات التربية والتعليم مطلوب منها أن تقوم بواجباتها تجاه التعاميم التي تصدرها الوزارة لأنها ستنعكس إيجابا على العملية التعليمية برمتها.

وبين بركات أن الزيارات هي منهج علمي يعزز الإدارة الميدانية بالتواصل مع إدارات المدارس والوقوف على واقع حالها وتلمس احتياجاتها وتعزيز الإيجابيات وإيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي تعاني منها.

وأكد على أن الزيارات الميدانية لمديري التربية والتعليم والكوادر الإشرافية والإدارية للمدارس تعد خطوة مجدية وستسهم في تحسين البيئة التعليمية عبر تحديد الاحتياجات والمشكلات التي تواجه المدرسة والعمل على حلها بشكل فعال، بالإضافة لمساعدتها بتقييم أداء المعلمين والطلاب على حد سواء مما يتيح الفرصة لتحديد نقاط القوة والضعف والعمل على تحسينها.

بدوره، اعتبر مدير إدارة التعليم في وزارة التربية والتعليم سابقا د.سامي المحاسيس، أن الزيارات الميدانية من أهم مهام مديري التربية والتعليم التي يجب أن يقوموا بها وفقا لخطة مدروسة حيث تمكنهم من مشاهدة الواقع لكل مدرسة من حيث التخطيط والتنفيذ والتقويم والاطلاع على التحديات التي تواجه المدارس.

وشدد المحاسيس على ضرورة توثيق هذه الزيارات في السجلات الرسمية للمدارس ومتابعتها من قبل لجان إدارية وفنية.

وأشار المحاسيس إلى أن قسم الإشراف التربوي في كل مديرية من مديريات التربية والتعليم يعتبر الذراع الأيمن للمديرية بحكم عمله الميداني.

وشاركهم بالرأي الخبير التربوي عايش النوايسة، الذي قال إن توجيهات وزير التربية والتعليم بخصوص الزيارات الميدانية، تأتي من باب المتابعة والتقييم على أرض الواقع للاطلاع على كافة التحديات والعمل على تذليلها بأسرع وقت ممكن ومعالجتها بعيدا عن القضايا المرتبطة بالتواصل عبر الكتب الرسمية أو الاتصالات.

وبين النوايسة أن معالجة التحديات التي تواجه الميدان التربوي تتطلب بأن يكلف مدير التربية والتعليم فرقا من المشرفين ورؤساء أقسام لزيارة المدارس للاطلاع على واقع ما يجري في الميدان.

وأكد أن هذا التوجه أثبت نجاعته بمعالجة التحديات والمشكلات التي تواجه الميدان التربوي وبصورة آنية وسريعة، لافتا إلى أن هناك 1400 مشرف تربوي موجودين بالميدان حيث يقع على عاتقهم الإشراف الإداري ومتابعة وإيجاد حلول للمشكلات المدرسية.

وتابع النوايسة أن هذا التوجه الإيجابي يعزز التحول نحو الإدارة الميدانية ويتسق مع مضمون كتاب التكليف السامي للحكومة الجديدة، بالإضافة إلى توجهات رئيس الوزراء الجديد د.جعفر حسان بأن يكون في الميدان.