وسام التهتموني: "العقل بالنقل" وعندما تتحول الوزارة من محطة إلى "طريق وسكة"


هبة الحاج- المهندسة وسام التهتموني، وزيرة النقل الأردنية، أثبتت بجدارة أنها من أبرز الشخصيات القيادية التي أحدثت نقلة نوعية في قطاع النقل، وساهمت في تحديث هذا القطاع الحيوي بفضل رؤيتها الاستراتيجية ونفسها الطويل في إدارة المشاريع، من خلال رؤيتها الواضحة وإصرارها على الابتكار والتطوير، تمكنت من دفع عجلة التحديث في الوزارة، وجعلت اسمها علامة فارقة في المشهد التنموي الأردني.

التزام التهتموني لم يتوقف عند حدود التخطيط، بل تجسد في متابعتها الدقيقة لمشاريع الوزارة والهيئات التابعة لها من خلال وحدة متابعة الأداء الحكومي والإنجاز، وقفت التهتموني شخصيًا على كافة الأنشطة وسير العمل، مما عزز من قدرتها على اتخاذ قرارات استراتيجية مستنيرة هذه القدرة على الجمع بين التفاصيل الصغيرة والرؤية الكلية جعلت منها نموذجًا للالتزام والاحترافية في العمل الحكومي.

أحد أبرز الإنجازات التي شهدها عهد التهتموني هو مشروع حافلات التردد السريع بين عمان والزرقاء، وهو مشروع يعكس التزامها المستمر بتحقيق الاستدامة البيئية وتقليل الازدحام المروري،، لم يكن هذا المشروع مجرد تحسين لنظام النقل العام، بل خطوة نوعية نحو تعزيز جودة الحياة للمواطنين، وتقليل استهلاك الطاقة والتلوث البيئي، إن هذا المشروع لم يكن سوى ترجمة عملية لرؤية التهتموني في تقديم حلول مستدامة للنقل العام.

وفي مجال النقل الجوي، أثبتت التهتموني ريادتها من خلال تمديد اتفاقية إعادة تأهيل وتوسعة مطار الملكة علياء الدولي إن نجاح هذا المشروع، الذي يُعد من أفضل مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص على مستوى العالم، يعكس الرؤية الطموحة لتطوير البنية التحتية وتعزيز مكانة الأردن كمحور إقليمي للنقل الجوي بفضل جهودها، أصبحت البنية التحتية للمطارات الأردنية مواكبة لأعلى المعايير الدولية، ما يساهم في دعم الاقتصاد الوطني وتسهيل حركة السفر والنقل.

كما أن التهتموني لم تغفل عن قطاع النقل البحري والبري، حيث أشرفت على تطوير مراكز الانطلاق والوصول في مختلف محافظات المملكة، مما أدى إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة للمسافرين وتوفير بيئة مريحة ومناسبة للتنقل بالإضافة إلى ذلك، ساهمت في تنفيذ مشاريع تتبع المركبات الحكومية، ما عزز من كفاءة استخدام الموارد وخفض التكاليف التشغيلية بشكل ملموس.

وسام التهتموني، بجهودها الرائدة وإرادتها الصلبة، تقف اليوم كرمز للمرأة الأردنية القادرة على إحداث التغيير الإيجابي لم تتوقف عند الإنجازات الحاضرة فقط، بل وضعت نصب عينيها رؤية مستقبلية تسعى إلى مواكبة التطورات العالمية في قطاع النقل وتعزيز مكانة الأردن على خارطة النقل الإقليمي والدولي.

التهتموني ليست محسوبة على قوة أو جهة أو حتى لوبي معين، بل محسوبة على هذا القطاع الذي تدرجت في سُلّمه الوظيفي محققة الإنجاز تلو الإنجاز، فكانت مبدعة متمكنة، "حافظة لدرسها"، ومجتهدة في عملها، حتى أنها بنت لنفسها مكانًا جعلها علامة شاخصة في مسيرة النقل، نقول إن بعض العقد التي كانت بارزة في مساره واضحة، ولكنها فككت الكثير منها، ولم تجلس كالآخرين دون أن تقدم رؤيتها، ولا نقول هنا إن الوزيرة التهتموني حلت كل مشاكل هذا القطاع، ولكننا نؤكد أنها وقفت بشجاعة وقوة وجرأة لمواجهة الأزمات والمشاكل، ولم ترحلها أو تجدولها فاستطاعت، منذ أن كانت مديرة لهيئة النقل وحتى أصبحت وزيرة في حكومتين، مرورًا بمنصب الأمين العام، أن تعمل كطائرة بكل محركاتها حتى باتت هذه الوزارة، التي اعتبرها البعض "برستيج" أو جائزة ترضية، وكأنها وزارة سيادية؛ لأنها تؤمن بالرؤية وأنها صاحبة اختصاص في مجالها، لذلك نقول إن مشاريع السكك الحديدية، وتطوير المطار، والمشاريع الحضرية، وهيكلة بعض المؤسسات التابعة لها، وإشرافها المباشر على ملفات وربطها برؤية التحديث الاقتصادي، والإنجاز في هذا المسار، سيجعل الوزارة تسير في مسار واضح المعالم، مسكونًا بهدف مدروس ونأمل أن تقطع شوطًا فيه، خصوصًا وأن التركة في هذه الوزارة كبيرة ومعقدة وصعبة وتُعتبر الأسخن.