فصائل عراقية تستهدف قاعدة مراقبة «لواء غولاني» في إسرائيل
دعا رجل الدين الشيعي البارز، علي السيستاني، أمس الإثنين، إلى وقف العدوان «الهمجي» المستمر على لبنان وتجنيب الشعب اللبناني آثاره المدمّرة، حاثّاً «المؤمنين» على القيام بما يساهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية، في وقتٍ أعلنت فيه فصائل «المقاومة الإسلامية» في العراق، استهداف قاعدة مراقبة «لواء غولاني» الصهيوني بطائرات مسيّرة، متوعّدة بمواصلة عملياتها و«دكّ» معاقل الأعداء.
«دكّ معاقل الأعداء»
وفي بيان صحافي، ذكرت الفصائل الشيعية المسلّحة إنه «استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في غزّة، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق صباح اليوم الإثنين (أمس) قاعدة مراقبة لواء غولاني الصهيوني بأراضينا المحتلة، بواسطة الطيران المسيّر» مؤكدة استمرارها في «دكّ معاقل الأعداء».
جاء ذلك عقب ساعات على تبنّي الفصائل هجوماً طال هدفاً في غور الأردن، نفذته بطائرات مسيّرة أيضاً.
وفي ساعة متأخرة من ليلة الأحد/ الإثنين، نشرت «المقاومة» بياناً صحافياً جاء فيه: «استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في فلسطين، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق (الأحد) بالطيران المسيّر (الأرفد) هدفاً في غور الأردن بأراضينا المحتلة» في هجوم يعدّ الخامس من نوعه في يومٍ واحد.
ومنذ مطلع هذا الأسبوع، كثّفت الفصائل العراقية هجماتها التي طالت مواقع إسرائيلية، تزامناً مع تطورات الأحداث في لبنان.
في الأثناء، أصدر المرجع الديني الشيعي علي السيستاني بياناً صحافياً ندّد فيه بالعدوان الإسرائيلي على لبنان، وما خلّفه من سقوط شهداء وجرحى في صفوف «المقاومين» والمدنيين على حدٍّ سواء.
وأوضح أن «في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها الشعب اللبناني الكريم، حيث يتعرض بصورة متزايدة للعدوان الإسرائيلي الغاشم وبأساليب متوحشة، شملت تفجير أعداد كبيرة من أجهزة الاتصالات الشخصية ونحوها، واستهداف مساكن مكتظة بالمواطنين حتى من النساء والأطفال، وشنّ غارات مكثفة على عشرات القرى والبلدات في الجنوب والبقاع، مما أسفر ـ لحد الآن ـ عن استشهاد وجرح أعداد كبيرة من المقاومين الأبطال وغيرهم من المدنيين الأبرياء وتهجير عشرات الآلاف عن مساكنهم ومنازلهم، تعبّر المرجعية الدينية العليا عن تضامنها مع أعزتها اللبنانيين الكرام ومواساتها لهم في معاناتهم الكبيرة، رافعة أكفّ الضراعة إلى الله العلي القدير أن يرعاهم ويحميهم ويدفع عنهم شر الأشرار وكيد الفجّار، وأن يشمل شهداءهم الأبرار بالرحمة والرضوان ويمنّ على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل».
كل جهدٍ ممكن
السيستاني، طالب في بيانه بـ«بذل كل جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجي المستمر وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمرة» فيما دعا «المؤمنين» إلى «القيام بما يساهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية».
ويتّسق موقف السيستاني من توسعة الحرب في لبنان، مع مطالبة زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، مقاطعة الدول العربية والإسلامية «المُطبّعة» مع إسرائيل، فضلاً عن دعوته البرلمان العراقي لتشريع قانون من شأنه تقليص الوجود الأمريكي في العراق، كونه الداعم الأبرز للعدو الصهيوني وعملياته الوحشية.
ومساء الأحد، ذكر الصدر في «تدوينة» له، إن الولايات المتحدة الأمريكية «أسست كيانها (إسرائيل) على أساس تطرف ديني يهودي، وحُرّم ذلك على الأديان الأخرى. حَلّ لها تهجير سكان فلسطين بكل وقاحة، ومنع ذلك بكل القوانين والأعراف بل والشرائع الدينية».
السيستاني يدعو لوقف العدوان على لبنان وحماية شعبه
وأضاف: «رفضت قرارات المحكمة الدولية والقوانين الإنسانية بلا رادع، ولو فعلها غيرها لقامت الدنيا ولم تقعد. تتباهى بكونها أعظم الدول الديمقراطية وأنها حامية الحرية، وهي تقمع كل القوميات والأديان والأعراق وتدنيهم عن كل يهودي إسرائيلي مقيت».
وأشار الصدر إلى أن واشنطن «سجنت الآلاف في غزة ومنعت عنها أقل حقوقها في العيش الرغيد بكل وقاحة، وإذا فعلها الغير كانت حكومة ظالمة ودكتاتورية. تعتدي على الدول بالقصف والاختراق وتتدخل بشؤونها بغطاء دولي سافر، ويُمنع ذلك عن أي دولة أخرى».
وأكد أن أمريكا «تعادي من تشاء من الأنظمة والدول من غير عتب، وما إن عادت إحدى الدول دولة أخرى كان مصيرها مظلماً، فتبت يدا أمريكا وتبت.. ما أغنى عنها مالها وما كسبت».
ولفت إلى أنها «هي الداعمة لكل الأفعال الصهيونية الإرهابية في فلسطين ولبنان وغيرها، ومن هنا أدعو (منظمة التعاون الإسلامي) و(الجامعة العربية) لموقف حازم».
وطالب الصدر «تجريم التعامل مع إسرائيل، وفرض العزلة عن أي دولة عربية أو إسلامية طبعت أو تطبع علاقاتها مع الكيان الصهيوني الإرهابي» بالإضافة إلى «تحييد التدخلات الأمريكية في بلداننا العربية والإسلامية وتحييد سفاراتها، بل ومحاولة قطع العلاقات الاقتصادية معها» حاثّاً على «عمل إسلامي عربي حكومي رسمي موحد لاستصدار قرارات من داخل الأمم المتحدة أو مجلس الأمن ضدّ الكيان الإرهابي».
وفيما يخصّ الشأن العراقي، طالب الصدر البرلمان بـ«استصدار قرار برلماني بعيداً عن العنف لتقليل التمثيل الدبلوماسي الأمريكي كمرحلة أولى، وإن لم تطبقه الحكومة العراقية فالمفروض أن مجلس النواب يمثل الشعب العراقي، وأنا مستعد لدعم القرار شعبيا.. والله العالم».
وتتحدث تقارير صحافية غربية عن توصّل واشنطن وبغداد إلى اتفاق بشأن انسحاب القوات الأمريكية والقوات الأجنبية الأخرى المنضوية في «التحالف الدولي» المناهض لتنظيم «الدولة الإسلامية» من العراق بحلول نهاية عام 2026.
وذكر مسؤولون أمريكيون لـ«وول ستريت جورنال» أن مئات القوات الأمريكية وقوات التحالف المتمركزة في بغداد وغرب العراق وأجزاء أخرى من البلاد، ستغادر بحلول سبتمبر/ايلول المقبل، أي خلال عام، يليها سحب القوات الموجودة في أربيل بحلول نهاية العام التالي.
ووفق المسؤولون فإن الخطوط العريضة لخطة الانسحاب اكتملت لكن بعض التفاصيل النهائية لا تزال في حاجة إلى تسوية، خاصة مع أعضاء آخرين في التحالف الدولي، وإنه حتى بعد عام 2026، من المرجح أن تظل قوة أمريكية صغيرة بصفة استشارية للدعم اللوجستي للقوات الأمريكية المتمركزة في سوريا بموجب اتفاقية أمنية ثنائية جديدة مع العراق. وكشف الخبير الأمني العراقي، سرمد البياتي، عن مباحثات غير معلنة لإنهاء مهام التحالف الدولي من العراق.
البياتي المقرّب من رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، ذكر في تصريحات لمواقع إخبارية محلّية، إن «هنالك عملا حثيثا للجنة الأمنية المشكلة للتفاوض مع الجانب الأمريكي، لكن لم يأخذ صداه الإعلامي لأسباب كثيرة وتم وضع النقاط الرئيسية لجدولة الانسحاب».
وأضاف «حسب المعلومات، كان القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني سيعلن الجمعة الماضية عن جدولة انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق ثم التحول لعلاقات ثنائية».
وأشار إلى أن «التطورات والأحداث الاخيرة في المنطقة دفعت إلى تأجيل إعلان جدولة الانسحاب» لافتا إلى أن «العلاقة ستتحول بين العراق وثلاث دول رئيسية في التحالف وهي كل من (أمريكا وبريطانيا وفرنسا) إلى علاقات ثنائية».
وعزا تأخير انسحاب قوات التحالف إلى «طلب منهم (في إشارة للتحالف) لأسباب عدة، منها عدم وجود مدرج طيران للقوات الأمريكية في سوريا وصعوبة وصول الدعم اللوجستي إلى قواعدها الأخرى عكس العراق» مستدركاً: «السوداني ربط تعزيز التجهيزات العسكرية مع انسحاب قوات التحالف».
كذلك، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، علي البنداوي، قرب إعلان جدولة انسحاب القوات الدولية من العراق.
وأفاد في تصريح للمصدر ذاته، بأن «المفاوض العراقي نجح أن يكون العراق في معزل عن التصعيد في المنطقة، وقريبا سيعلن عن جدولة انسحاب قوات التحالف الدولي من البلاد».
وكشف عن «انسحاب قوات التحالف الى قواعد في أربيل ضمن خطة الجدولة» عازياً سبب ذلك «لمراقبة الاوضاع في المنطقة وداخل البلاد».
وبين أن «خروج قوات التحالف الدولي من البلاد ربط بتحسن الوضع الامني في البلاد وفقاً لاتفاق عراقي، كما تربطنا مع الولايات المتحدة عقود امنية مكثفة وانفصالها يحتاج الى وقت».
وأوضح أن «القوات الامريكية منحصرة في ثكنات عسكرية بالصحراء الغربية والمنطقة الخضراء واربيل» مؤكداً أن «العراق مؤمن حالياً بمنظومة رادارات حديثة وترصد حتى داخل حدود دول الجوار بأكثر من 50 كم ولدينا عقود جديدة لتوريد الاسلحة».
وأكد أن «القوات الأمنية العراقية على اتم الاستعداد لحماية الأراضي وتمتلك إمكانية التصدي للمخاطر دون الحاجة لقوات التحالف» منوهاً أن «الحكومة لم تتدخل بتحديد المواعيد وخروج قوات التحالف من العراق حدد من قبل اللجنة الأمنية المكلفة بجدولة الانسحاب».
وحسب تصريح البنداوي، فإن «العراق لا يحتاج إلى قوات أمنية متواجدة، بل تجهيز القوات العراقية بأجهزة متطورة وتعزيز منظومات الدفاع الجوي، ولدينا أكثر من مليون و800 ألف مقاتل قادر على حماية البلاد، كما نمتلك معلومات دقيقة عن تواجد العناصر الإرهابية بالتعاون مع الأهالي».
وختم بالقول: «القوات الأمريكية ستكون آخر المنسحبين من قوات التحالف الدولي كونها الغالبية العظمى».