خلود السقاف عملت وزارة من لا شيء واستبدالها يؤكد أن الاستثمار مجرد جائزة ترضية

خاص- الوزيرة السابقة خلود السقاف ارتبط اسمها بإنجازات ستبقى راسخة ثابتة في وزارة الاستثمار التي "قلبتها رأسًا على عقب" وأعادت هيكلتها وتنظيمها حتى أصبحت تسير كالساعة السويسرية بضبط وربط، رتبت الأولويات والضرورات ضمن منهج ومسار وبرنامج عمل وخطة يشهد لها القاصي والداني بما حققته من تطور تاريخي وإنجاز غير مسبوق في تنفيذ المهام الموكلة إليها، وكانت عينيها على البرنامج التنفيذي برؤية التحديث الاقتصادي، والأخرى على تحقيق عمل مؤسسي لهذه الوزارة التي مر عليها ما مر من وزراء لم يحققوا شيئًا سوى رواتبهم التقاعدية أو لقب معالي على أقل تقدير فكانت مخلصة، منتمية، مبدعة، متفانية، حريصة كل الحرص على تعزيز المناخ الاستثماري في الأردن، ولا نريد أن نعد حجم وكم ما حققته السقاف في هذه الوزارة التي شهد عهدها إصدار قانون البيئة الاستثمارية، وإطلاق منصة "استثمر في الأردن"، وجذب استثمارات أجنبية في ظل الظروف التي يعيشها الإقليم والمنطقة، مع تمكين الاستثمارات المحلية وتوسعها.

السقاف خطت خطوات مهمة في سبيل تطوير الخارطة الاستثمارية، وإعداد الخطط التنفيذية، والزيارات الميدانية، واللقاءات، وإطلاق المبادرات، والمشاركة في المؤتمرات الداخلية والخارجية، لأنها كانت دائمًا تحفظ وتفهم ماذا تعني هذه الوزارة وما هي رسالتها، وماذا يريد الوطن من أهم وزارة لتحقيق الرؤية نعم، كانت علامة فارقة ونقطة مميزة، وإشارة بأن البلد بدأ يختار من يعي مهام المرحلة ويعرف ماذا يريد، حيث تفاءل الجميع بما حققته الوزير السقاف، والتي للأسف لا نعلم لماذا تم إخراجها أو لم يعاد ضمها للوزارة التي سلمت لوزير جل خبرته ونشاطه وعمله هو الاتصالات أو الحراكات، فهل سيستطيع الوزير الجديد أن يحافظ على منجزات ومكتسبات حققتها السقاف بجد واجتهاد وتعب ومشقة وتضحية، أم أن، وللأسف، باتت هذه الوزارة مجرد جائزة ترضية يمنحها الرئيس لمن شاء، بدلاً من وضعها كوزارة باعتبارها من أهم الوزارات التي نراهن عليها في المرحلة القادمة كونها المستقبل والتغيير والأمل والتحديث والرؤية؟

لكن المشكلة تكمن دائمًا في قرارات غير محسوبة أو مدروسة، وسندفع ثمنها مضاعفًا مستقبلاً عندما نكتشف أن الوزير القادم هبط على وزارته ببراشوت بدفع خارجي وعلى كل حال، نقول وبالفم المليان وبكل تركيز: الله يعطيك العافية معالي خلود السقاف، وأعان الله الوزارة على مرحلة جديدة جوهرها التجريب والتجريف.