واشنطن أسيرة النتن ولا تمانع في إذلال غالانت

الحديث عن إقالة وزير الجيش، أو وزير الدفاع الصهيوني يوآف غالانت وتعيين جدعون ساعر وزيرا للجيش بدلا منه، يوحي بأن غالانت كان يقوم برحلة مدرسية، أو رحلة استجمام هربا من هذا الصيف القائظ  في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، وبأنه يجب استبداله بشخص أكثر تطرفا وإجراما.
غالانت الذي لم يترك جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية ولم يفوت لحظة لارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، ودمر قطاع غزة بالكامل والمطلوب للمحاكم الدولية، يريد بنيامين نتنياهو استبداله بساعر المسعور بالفطرة، وهو ليكودي متطرف شكل حزب "اليمين الوطني" يفوق بن غفير وبتسلئيل سموتريتش الوضاعة والحقارة.
ساعر سيواصل نهج الحرب كما هو حاليا، لكنه سيتوافق تماما مع رؤية نتيناهو للوضع العسكري في غزة وبشكل خاص في منطقتي محور فيلادلفيا ونتساريم، ولن يخرج بتصريحات تناقض ما يقوله النتن، وسينسجم معه بشكل كامل في مجلس الحرب وفي الحكومة.
ساعر هو كلب تابع ووفي بالكامل للنتن، والنتن بحاجة إليه حتى لا يفقد تأييده في الكنيست وحتى لا يتحول إلى معسكر المعارضة والمناكفة له.
وهذا ليس بجديد فمنذ بداية الحرب واسم ساعر يتردد كبديل لغالانت ولدخول مجلس الحرب، لكن النتن الذي يتقن فن شراء الوقت كان يتلاعب بالساحة الداخلية في دولة الاحتلال ويؤجل القرار  النهائي بإقالة غالانت.
غالانت كان يعرف ذلك فهو من قادة الليكود الذي يتزعمه النتن، لكنه كان ينتظر صفعة نتنياهو وإذلاله له بكل صبر وصمود يحسد عليه، كان جسده يحكه، يبحث عن الإهانة بكل شغف، كما يقول الأدباء، وكنوع من الدلال والغنج تأخر غالانت في انضمامه لاجتماع المجلس الأمني الاثنين بسبب مفاوضات نتنياهو وساعر.
نتنياهو يريد إبعاد غالانت وسط عملية تغيير واسعة لحقائب وزارية سيكون أسهل وأنه يعتزم اتخاذ هذه الخطوة قبل مغادرته للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل وإلقاء خطاب أمامه، وسيكون مليئًا بالأكاذيب والغطرسة وسيبدو كمختل عقليا أمام العالم.
الولايات المتحدة التي تخضع بالكامل للنتن وتتعرض لإذلاله كل يوم ستجد "طريقة للتعامل مع أي شخص يتولى منصب وزير الجيش في إسرائيل"، وهو ضوء أخضر للنتن بأن يتابع إجراءات ضري غالانت بالحذاء وركله في مؤخرته.
وبالمناسبة سيقوم بلينكن بزيارته رقم 16 للمنطقة، وفي كل مرة يتعرض للإذلال من قبل النتن، ويغادر تل أبيب وهو سعيد جدا بركله من قبل نتنياهو.