فوضى عارمة عند مداخل مستشفيات وفي شوارع بلبنان بعد انفجارات متزامنة لأجهزة اتصال

عمل مسعفون لبنانيون الثلاثاء على معالجة مصابين في مرأب مستشفى في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، فيما هرع آخرون للتبرع بالدم بعد انفجارات متزامنة لأجهزة اتصال.

وانفجرت على نحو متزامن أجهزة اتصال في معاقل عدة لحزب الله في لبنان، ما أسفر وفق وزارة الصحة اللبنانية عن استشهاد تسعة أشخاص وإصابة نحو 2800 آخرين بجروح.

وحمّل حزب الله المدعوم من إيران، مسؤولية الانفجارات لإسرائيل المنخرط معها في قصف متبادل عبر الحدود منذ نحو عام، "إسنادا" لقطاع غزة الذي يتعرض لهجوم إسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

في أحد مستشفيات الضاحية الجنوبية لبيروت، أفاد مراسل وكالة فرانس برس بمشاهدة أشخاص يتلقون العلاج في مرأب مع قفازات طبية متناثرة أرضا ونقالات سيارات إسعاف ملطّخة بالدماء.

وفي مستشفى آخر في المنطقة نفسها، شاهد المراسل شخصا مصابا بجروح في الوجه والعين واليد، وآخر مصابا في الخصر وثالثا يتلقى العلاج في سيارة.

وقال موسى المقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت طالبا عدم كشف كامل هويته "طوال حياتي لم أر شخصا يمشي في الشارع... ومن ثم ينفجر".

وتابع "زوجتي وأنا كنا في طريقنا للطبيب، عندما رأيت أشخاصا ممددين أرضا أمامي"، مشيرا إلى أن "الناس لم يعلموا ما يحصل".

وأثارت الانفجارات الفجائية والواسعة النطاق فوضى عارمة في البلاد، وقد نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي تسجيلات فيديو صادمة تظهر أشخاصا تسيل دماؤهم ومصابين عند مستوى الخصر حيث يتم عادة تثبيت جهاز الاتصال (البايجر)، أو في أذرعهم أو أيديهم أو وجوههم.

في فيديو تمكّنت فرانس برس من التحقق من صدقيته من مصادر مستقلة، يبدو أشخاص في محل لبيع الخضار حين وقع انفجار بدا أنه عند مستوى خصر رجل، ليتفرق الموجودون ويسقط الرجل أرضا.

وقال شاهد في تصريح لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته، إنه شهد جهاز اتصال تابعا لحزب الله ينفجر بعيد ورود رسالة.

- تدفق سيارات الإسعاف -

في خيم تم نصبها تحت جسر في الضاحية الجنوبية لبيروت، تجمّع العشرات للتبرع بالدم في مركز أقيم على عجل، فيما سمعت على نحو متقطع صفارات سيارات الإسعاف، وفق ما أفاد مراسل آخر للوكالة.

غالبية الوافدين يأتون للتبرع بالدم، مع رصف الوحدات المتبرع بها على طاولة قبل وضعها في صناديق مبرّدة.

وفي شارع الحمراء التجاري، أفاد مراسل للوكالة برؤية عشرات الأشخاص المتجمعين أمام مدخل واحد من أكبر مستشفيات المدينة فيما تتدفق سيارات الإسعاف إلى المرفق.

في شارع قريب من قسم الطوارئ، تجمّع رجال ونساء، بعضهن بالتشادور الأسود، للسؤال عن حال الجرحى.

البعض بكى أو صرخ غضبا أو سخطا والبعض الآخر وضع يديه على رأسه.

وأُبلغت امرأة في اتصال هاتفي بأن قريبا لها بترت يده وأصيب بجروح على مستوى الخصر.

واستمر تدفّق سيارات الإسعاف، وبعضها للدفاع المدني اللبناني أو الصليب الأحمر، والبعض الآخر لجمعية كشافة الرسالة الإسلامية التابعة لحركة أمل، حليفة حزب الله.

وحاول جنود وأفراد باللباس المدني تسهيل وصول السيارات، فيما عمل أفراد طواقم الإسعاف على إعطاء توجيهات.

جنوبا، في مناطق أقرب للحدود مع إسرائيل، أفاد مراسل للوكالة برؤية عشرات سيارات الإسعاف تهرع بين صيدا وصور، مع فرض طوق أمني حول مستشفيات المدينتين.