هل قتلت عائشة نور أم ماتت دون سبب؟!

عندما عثر الاحتلال على 6 أسرى صهاينة قتلى في غزة من بينهم مواطن أمريكي إسرائيلي سارعت الإدارة الأمريكية إلى التنديد بحماس بقوله "قادة حماس سيدفعون ثمن الجرائم التي ارتكبوها". مع أن هذا الأسير كان يجب أن يعاقب بوصفه مجرم حرب.
لكن حين قتلت مواطنة أمريكية برصاص جيش الاحتلال وعد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بـ"اتخاذ إجراءات حسب الضرورة".
وعندما سُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات ضد "إسرائيل"، قال بلينكن "أولا وقبل كل شيء، دعونا نعرف ما حدث بالضبط وسوف نستخلص الاستنتاجات والنتائج".
مقتل أمريكي في أنفاق غزة في ظروف غامضة دفع بايدن الغائب عن الوعي لإدانته، لكن مقتل أمريكية في حادث واضح تماما يحتاج من إدارته إلى معرفة "ما حدث بالضبط"!
مع أن جيش الاحتلال من جهته قال بأنه يحقق في الأمر، واعترف بأن قواته أطلقت النار، مبررا ذلك بأنها كانت ترد على "نشاط عنيف".
وهو ما يؤكد الرواية الفلسطينية بأن عائشة نور إزغي أصيبت برصاصة في الرأس أطلقها جنود إسرائيليون خلال تظاهرة ضد الاستيطان الإسرائيلي في بلدة بيتا بالضفة الغربية المحتلة.
واكتملت الوقاحة بالمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر الذي قال في تعليقه على مقتل المواطنة الأمريكية: "نحن نجمع بشكل عاجل المزيد من المعلومات حول ظروف وفاتها، وسيكون لدينا المزيد لنقوله عندما نتعلم المزيد. ليس لدينا أولوية أعلى من سلامة وأمن المواطنين الأمريكيين".
مما دفع النائبة رشيدة طليب إلى التهكم على ميلر الذي يبدو مثل مومياء قائلة: "مرحبا، كيف ماتوا يا مات؟ هل كان بفعل السحر؟ من أو ما الذي قتل عائشة نور؟ أسأل نيابة عن الأمريكيين الذين يريدون معرفة الحقيقة".
والحديث ذو شجون فقد فتح مقتل عائشة الباب لتذكر مواطنين أمريكيين قتلهم الصهاينة ولم يعاقبوا ولم يفتح تحقيق من الأساس، ومن بين الأمريكيين الذين قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية، من بينهم آيسنور إيجي، والفتيان محمد خضور وتوفيق عبد الجبار، وعامل المطبخ جيكوب فليكنجر، والصحفية شيرين أبو عاقلة، وناشطة السلام راشيل كوري.
وبحسب بيانات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وخدمة أبحاث الكونغرس، فإن "إسرائيل" تعد أكبر متلق للمساعدات الأمريكية في التاريخ.
وتشير البيانات إلى أن الولايات المتحدة قدمت مساعدات مالية ضخمة لـ"إسرائيل" بلغت 297 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين بين عامي 1946 و2023، وذلك في شكل دعم اقتصادي وعسكري.
وبات واضحا أنها استخدمت في قتل مواطنين أمريكيين.
ومن ابرز المتضامنين الأجانب مع الشعب الفلسطيني الذين قتلهم جيش المرتزقة:
الطبيب الألماني هارالد فيشر، بغارة استهدفت تجمعا في بيت جالا شمال غربي بيت لحم.
والمصور الإيطالي رافائيل تشيريلو بإطلاق الرصاص الحي عليه في رام الله.
وإيان هوك وهو موظف إغاثة بريطاني في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، وذلك بإطلاق النار عليه في مخيم جنين.
والجريمة الوحشية التي لاقت صدى واسع، حينما دهست دبابة إسرائيلية المتضامنة الأمريكية راشيل كوري في رفح جنوب قطاع غزة.
والصحفي الويلزي جيمس هنري ميلر رصاصة قاتلة من جيش الاحتلال أنهت حياته بينما كان يصور فيلما وثائقيا في مدينة غزة.
وقتل قناص إسرائيلي المتضامن البريطاني توم هرندل بينما كان الأخير يحمي طفلا فلسطينيا في مدينة رفح.
واستشهد مجموعة متضامنين دفعة واحدة، في جريمة إطلاق النار على سفينة "مافي مرمرة" التي كانت تقل متضامني "أسطول الحرية".
وقضى في تلك الجريمة 10 متضامنين أتراك هم: جنغيز آكيوز، علي حيدر بنغي، إبراهيم بلغن، سيفديت كليقلير، جنغز سنغر، سيتين طوبق أوغلو، فهري يلديز، نجدت يلدرن، فرقان دوغان، أوغور سليمان سويلميز.
بالطبع جميع هذه الجرائم نسيت ولم يعاقب أحد.
إذا كانت جريمة قتل وإصابة 150 الف غالبيتهم من الأطفال والنساء ترتكب كل دقيقة لم يحاسب أو يعاقب احد عليها فكيف ستحاسب على قتل المتضامنة حتى لو كانت أمريكية فالدم اليهودي فقط يستحق الانتقام والعقاب ولعب دور الضحية الابدية!!!